العدد 4462 - الإثنين 24 نوفمبر 2014م الموافق 01 صفر 1436هـ

الخلل في المنظومة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم المقال عدنان حمد أدلى بالكثير من التصريحات المثيرة تلفزيونيا وصحافيا بعد استبعاده المفاجئ من قيادة المنتخب على اثر الخسارة من المملكة العربية السعودية.

ولكن أكثر ما شدني في تصريحاته الكثيرة هو تأكيده أن الخلل في كرة القدم البحرينية خصوصا وفي الرياضة البحرينية عموما ليس في المنتخبات فحسب وإنما هو خلل في كامل المنظومة التي تحتاج إلى علاج جذري.

هذا الكلام جاء تأكيدا لما كنا نقوله دوما عن أن الرياضة البحرينية بحاجة إلى علاج في منظومة عملها بداية بالأندية التي هي المورد الأساسي للمنتخبات ومن دون أندية قوية ومحترفة لا يمكن أن يكون هناك منتخبات قوية ومحترفة.

فالعلاقة بين الجانبين هي علاقة طردية، وما ذهب له عدنان حمد من أن الأندية البحرينية فقيرة فنيا وماديا ولا يمكن بمثل هذه الأندية صناعة دوري قوي ولا يمكن بها بالتالي صناعة منتخب قوي.

العلاج الأساسي للرياضة البحرينية يبدأ بالأندية التي هي بأمس الحاجة إلى الدعم المادي والفني لتتمكن من بناء قاعدة رياضية صحيحة يمكن من خلالها إنتاج النجوم وصقل المواهب التي تغذي المنتخبات الوطنية وتستطيع مستقبلا تحقيق الانجازات.

أنديتنا وكما قال حمد وقلنا سابقا أيضا تفتقد لأطباء متخصصين في التغذية وفي العلاج وفي التهيئة وتفتقد لمدربي اللياقة البدنية المختصين وتفتقد بعضها لأبسط أبجديات الرياضة الحديثة من صالات حديد مجهزة بالأجهزة ومسابح وغيرها من المستلزمات التي باتت ضرورية من أجل بناء جسم رياضي صحي ومتكامل قادر على مجاراة الخصوم في المنتخبات الأخرى.

من ما يزال يعتقد من المسئولين الرياضيين أن الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا يمكن أن تمارس بالعقلية السابقة نفسها هو بالفعل خارج العصر ولم يعد يدرك مقدار التغيرات المتسارعة في مجال اللعبة على مستوى العالم.

بنية الرياضي الحالي تختلف عنها قبل 10 و20 عاما وبنظرة فاحصة بسيطة على تشكيل أجسام الرياضيين في الملاعب العالمية ندرك مقدار الجهد المبذول في صناعة هذا الجسم المثالي الذي يؤهل لأداء مثالي.

مازلنا باعتقادي نلعب كرة قدم خارج العصر، كرة قدم تعود لعصر مختلف عن عصرنا الحالي قائمة على الرتم الرتيب نفسه وعلى التكوين الجسمي الطبيعي دون تدخل مؤثرات خارجية، وبمستوى أحجام أقل بكثير من المنتخبات المنافسة.

الخلل الذي نعاني منه ليس خلل على مستوى الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول والذي باستبداله بجهاز وآخر يمكن حل المشكلة وإنما هو خلل مؤسسي يحتاج إلى تغيير جذري بحيث يسمح ببناء اللاعب أولا بصورة سليمة في ناديه صحيا ونفسيا وجسمانيا وفنيا وبعدها لن نحتاج كثيرا لتغيير الأجهزة الفنية بعد أن بتنا مضرب المثل في كثرة التغييرات.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4462 - الإثنين 24 نوفمبر 2014م الموافق 01 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً