هناك بعض المصطلحات الطبية التي يجب معرفتها، والتي عادة ما تلتبس على الأهل والقارئ الكريم، ومنها:

الطفل الخديج (أو المبستر): كل طفل يولد قبل 37 أسبوعاً حملياً، وهو ما يسمى الولادة المبكرة من دون النظر إلى وزن هذا الطفل.

الطفل ناقص الوزن: كل طفل يولد ووزنه أقل من 2500 غرام، والذي عادة ما يكون مكتل الحمل (أكثر من 37 أسبوعاً حملياً). فهنا نتكلم عن وزن عند الولادة، وهناك في حالة الطفل الخديج عن العمر الحملي بغض النظر عن وزنه عند الولادة.

العمر الزمني للطفل الخديج: هو عمر الطفل ما بعد الولادة إلى اليوم من دون تصحيح أو زيادة أو نقصان، فمثلاً لو ولد طفل عند 28 أسبوعاً حملياً في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي يكون عمره الزمني 12 شهراً.

العمر الافتراضي (المصحح): عمر الطفل الخديج محسوب من اليوم المتوقع لولادته إلى يومنا هذا، فلو رجعنا إلى المثال السابق (40 أسبوعاً حملياً - (ناقص) 28 أسبوعاً حملياً) = (يساوي) 12 أسبوعاً هو مدة الولادة المبكرة، أي 3 شهور قبل اكتماله، فيكون العمر الزمني لهذا الطفل 9 شهور (12 شهر - 3 شهور).

يستفاد من العمر الزمني لمعرفة جدول تطعيم الطفل الخديج، بينما العمر المصحح (الافتراضي) فيستفاد منه لمتابعة نمو وتطور الطفل في السنوات الثلاث الأولى من عمره.

أهمية زيارات الطبيب والمتابعة بعد خروجه من المستشفى:

يجب أن تكون هناك متابعة دؤوبة ومتكررة للطفل الخديج بعد الولادة مع طبيب أطفال متخصص، وذلك للتشخيص المبكر للمشكلات التي قد تحدث بعد الولادة والتي تصل (أي مرحلة المتابعة) حتى دخوله المدرسة، وتبلغ الأهمية القصوى للمتابعة في 3 السنوات الأولى من عمره الافتراضي.

الزيارة الأولى للطبيب: تشتمل على:

- عودة سريعة إلى قصة الطفل التي تتضمن عمره عند الولادة ووزنه ومحيط الرأس والمشكلات التي تعرض لها من دخوله المستشفى حتى خروجه، وعلى الوالدين إحضار جميع الأوراق ذات الأهمية لإطلاع الطبيب عليها.

- تتضمن الزيارة الأولى السؤال عن المشكلات التي حدثت بعد خروجه من المستشفى وإعطاء الحلول المناسبة لها.

- السؤال عن كيفية ونوع الأدوية وجرعة الأدوية المستخدمة وإذا ما كانت تعطى بانتظام أو لا.

- فحص المريض في كل زيارة مع أخذ الوزن ومحيط الرأس وطوله مع المقارنة بالأرقام السابقة، وهل هي في المعدل الطبيعي أو لا.

- الالتزام بالتطعيمات الروتينية بالمركز الصحي.

- إجراء فحوصات الدم اللازمة، خصوصاً في الزيارات الأولى.

تغدية الطفل بعد الخروج من المستشفى:

يجب استخدام حليب الأم، ويمكن أن يتم تدعيمه وإغناؤه وإضافة بعض الأملاح والكالوري إليه لزيادة نمو الطفل.

في الحالات التي لا يوجد فيها حليب عند الأم، يجب إعطاء الطفل حليباً خاصاً للخدج بإشراف طبيب أطفال متخصص لمدة تصل من تسعة إلى اثني عشر شهراً بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والتي أثبتت الدراسات العلمية مردودها على الطفل في نموه وتطوره وحمايته من هشاشة العظام.

يجب إعطاء الطفل عنصر الحديد 2-6 مليغرام لكل كيلوغرام يومياً لمدة تصل إلى سنة واحدة.

يجب إعطاء فيتامينات، خصوصاً فيتامين «د»، لمدة سنة واحدة.

تطعيم الطفل الخديج:

يجب المداومة على أخذ جميع التطعيمات الروتينية حسب جدول وزارة الصحة المتوافر لدى المركز الصحي.

يحبذ أن يعطى الأطفال تطعيم الإنفلونزا الموسمية لمن عمرهم أكثر من 6 شهور سنوياً.

كذلك يوجد تطعيم خاص ضد التهاب فيروسي يصيب هؤلاء الأطفال يؤثر عليهم سلباً، خصوصاً لجهاز التنفس الصناعي، وهو عبارة عن مواد مضادة ضد هذا الفيروس ينصح بإعطائه فترة الشتاء شهرياً بمعدل 4-5 جرعات شهرياً، خصوصاً للأطفال دون عمر 28 أسبوعاً.

مشكلات تطور ونمو الطفل الخديج:

لابد من توضيح أن معظم الأطفال الخدج يكون تطورهم الحركي والذهني طبيعياً من دون أي مشكلات تذكر، ولكن يجب اعتماد العمر الافتراضي للطفل المبستر في حالة تقييم عمره الزمني.

بعض المشكلات التي يكون الطفل الخديج أكثر عرضة لها إذا ما قورن بالطفل مكتمل العمر والنمو:

- مشكلات في النمو والتطور الحركي والذهني الإدراكي، والكثير منهم يحتاج إلى جلسات من العلاج الطبيعي، خصوصاً في السنة الأولى.

- مشكلات في النظر نتيجة اعتلال الشبكية الذي قد يحدث في الأسابيع الأولى من عمر الطفل، حيث 1-2 في المئة فقط من الأطفال الخدج من الممكن أن يصابو بالعمى. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر واستخدام النظارة الطبية.

- مشكلات في السلوك، وخصوصاً اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

- مشكلات في النطق وتأخر في اللغة وكذلك القراءة والكتابة.

في الختام، وجود الطفل الخديج هو تحدٍّ للأهل والطبيب بكل المشكلات التي قد يتعرض لها ويحتاج إلى عناية خاصة.

(الدكتور عبدالرؤوف المدحوب / استشاري أطفال وحديثي الولادة مجمع السلمانية الطبي – وزارة الصحة

)