العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ

إصلاح البيت الخليجي

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

مرت تجربة اتحاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه بالعديد من العقبات، على الرغم من الإنجازات التي حققها على أصعدة مختلفة، وتأتي مبادرة المصالحة الأخيرة التي تمت ببن أعضائه لتنهي آخر أزمة سياسية عاصفة مر بها المجلس.

جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتفتح صفحة توافق جديدة بين أعضاء المجلس، ولعلها تكون بادرة خير تعزز من اللحمة الخليجية وتساهم في إصلاح وتطوير وتحسين أداء المجلس ودوره، حيث أنه الإطار الوحدوي الوحيد الذي تبقى لنا في منطقتنا العربية.

من المهم لنا كمواطنين خليجيين، أن نتساءل عن الدور المطلوب الذي يمكن للمجلس أن يقوم به كي يعبّر عن إرادة الخليجيين، ويمثلها بصورة حقيقية، مما يحميه من الهزات السياسية والمواقف المتعارضة أحياناً.

لعله من العسير علينا أن نصل إلى مستوى الإتحادات الفدرالية أو الإقليمية في العالم والتي حقّقت آمال شعوبها وتطلعاتهم، واستطاعت أن تصل لأهدافها في فترات زمنية قياسية، وتعالج مكامن الاختلاف والتعارض والتنافس بين أعضائها.

للتو عدت من بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة ذات لغات وثقافات ومصالح وأديان متعددة. وعندما يرى الواحد منا هذه التجربة الثرية في التعاون والتنسيق، فإنه يتطلع إلى أن يخطو مجلس التعاون الخليجي بنفس الاتجاه ويستفيد من هذه التجربة الوحدوية.

ومع قرب انعقاد القمة الخليجية المقبلة، فإنه من المهم الإشارة إلى بعض التحديات التي تقف أمام عمل المجلس وتحد من فاعليته.

أبرز هذه التحديات تكمن في ضعف مستوى التوافق على حدود المواقف السياسية، فاختلاف المواقف من دولةٍ لأخرى تجاه أي حدث أو قضية هو أمر طبيعي، لكنه ينبغي أن يكون ضمن إطار عام يتناسب مع السياسات الكبرى للمنظومة الخليجية.

وهذا الإجراء يلزم وجود جهاز مشترك لصناعة السياسات العامة وبلورتها بما يخدم مصالح الدول الأعضاء، وبدونه ستتولد لدى كل دولة عضو في المجلس سياساتها الخاصة والتي قد تتعارض مع سياسة بقية الدول الأعضاء.

يتطلب ذلك تشكيل بيوت خبرة ومراكز دراسات وأبحاث مشتركة تساهم في بلورة وصناعة السياسات العامة وتقديم التوصيات والرؤى للدول الأعضاء، من أجل أن تكون المواقف مدروسة وتخدم المصالح الكبرى بدلاً من أن تكون ارتجالية ومشخصنة وغير ممأسسة.

التحدي الآخر هو تغييب شعوب المنطقة من المشاركة في صناعة القرارات، ما يؤدي إلى أن تكون المجتمعات الخليجية متلقيةً لقرارات ومتأثرةً بسياسات لم تشارك في صناعتها وصياغتها، ويعني ذلك أنها قد لا تعبّر بالضرورة عن تطلعات هؤلاء المواطنين.

سبق وأن تم تشكيل مجلس استشاري معين لمجلس التعاون الخليجي، لكن دوره كما يبدو أصبح محدوداً ولا أحد يلتفت إلى اجتماعات أو لقاءات هذا المجلس، ولا يبدو أن له أي دور في صناعة القرارات.

ينبغي أن تتشكل هيئات ولجان أهلية موازية لهيئات المجلس الرسمية وفي مختلف المجالات ومن مختلف الدول الأعضاء في المجلس، كي تكون شريكةً مدنيةً في وضع السياسات ودراسة مختلف القضايا والإسهام في معالجتها. وبذلك يكون المجلس أكثر تعبيراً عن الحالة الشعبية وقدرة على التفاعل والتعاطي معها، حيث يشكل ذلك ضمانة وحماية للمجلس وقدرة على تجاوز الاشكالات التي تعترضه.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:19 ص

      مجلس

      لايصلح مجلس التعاون الى بتطبيق شرع الله ويبتعدووون عن ظلمهم للشعوب وزخ الاموال للارهاب

اقرأ ايضاً