العدد 4473 - الجمعة 05 ديسمبر 2014م الموافق 12 صفر 1436هـ

القطان يحث على إغاثة اللاجئين السوريين والفلسطينيين من البرد والعواصف

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال خطيب جامع الفاتح في الجفير الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس الجمعة (5 ديسمبر/ كانون الأول 2014): «إن البرد الشديد والعواصف الثلجية، والأمطار والسيول والفيضانات، التي تضرب بعض بلاد المسلمين في هذه الأيام، حتى كساها الجليد، واشتد فيها الصقيع، وجرفت السيول المنازل والبيوت، كل ذلك ابتلاء من الله تعالى لفقراء المسلمين، إذ يعالجون الجوع والبرد مع قلة ذات اليد، وهي كذلك ابتلاء لأغنياء وأثرياء المسلمين، أيسدُّون حاجة إخوانهم الفقراء، فيطعمونهم من جوع، ويدفئونهم من برد، ويكنونهم من عراء؟».

وأضاف أن «البرد الشديد والأمطار والعواصف الثلجية، التي خيمت على بلاد الشام وفلسطين، ضاعفت من معاناة إخواننا اللاجئين السوريين والفلسطينيين في المخيمات على حدود سورية وداخلها وفي تركيا ولبنان والأردن وفي غزة الجريحة، حيث فرش الجليد أرضهم، وغطت الثلوج خيامهم، والأمطار والسيول بيوتهم ومرافقهم، والبرد يفترس أجسادهم وأجساد أطفالهم، ولا طعام يكفي ليمنح الدفء والقوة، ولا كساء أو غطاء يخفف البرد، إلا شيئاً قليلاً يبقي على الحياة، ويجعلها عذاباً عليهم، وكم يموت من أطفالهم من شدة البرد، إنهم يعيشون ظروفاً صعبة للغاية، وخاصة مع حلول فصل الشتاء واستمرار عدم توفر الطاقة الكهربائية ومواد التدفئة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فاتقوا الله عباد الله في إخوانكم المستضعفين المنكوبين، أغيثوهم بالطعام والكساء، والدواء والإيواء، فإنكم مسئولون أمام الله تعالى عنهم، وأنتم ترون حال أطفالهم ينقل إليكم، قد نحلت أجسادهم، وشحبت ألوانهم، وزاغت أبصارهم، وارتسم البؤس على وجوههم، وعند كل واحد منهم قصة وحكاية، تقطع القلوب الحية، وتستدر العيون الرحيمة، وتبعث على البذل والعطاء، ارحموهم كما ترحمون أطفالكم، فإنهم أولاد إخوانكم، وأجزاء من جسد أمتكم المثخنة بالجراح».

وفي خطبته بعنوان «الشتاء دروس وعظات وعبر»، ذكر القطان أن «مما يذكر بالله وبجزائه، تعاقب الأزمان، فشدة الحر والبرد تذكر بما في جهنم من الحر والزمهرير، ولذلك كان من نعيم المؤمنين في الجنَّة: أن أمَّنهم الله - تعالى - من شدَّة البرد».

وأضاف أن «المسلم العاقل هو ذلك الذي جعل من الدنيا عبراً ومن تقلباتها عظات وفكراً فلا يكاد يمرّ عليه موقف من مواقف الحياة إلا ربطه بطاعة ربه وأوجب له محاسبة نفسه والعمل على إبلاغها غاية ما تستطيعه من الاستعداد ليوم المعاد، ونحن في هذه الأيام نستقبل موسماً من مواسم السنة يتكرر في كل عام، ألا وهو فصل الشتاء، وكم في الشتاء من عبر وعظات لذوي القلوب الحية، كم في الشتاء من فرص للطاعة، ومواسم للعبادة لا يفطن لها إلا الحريصون على كسب الحسنات ومضاعفة الدرجات. وللمؤمن من دخول الشتاء واشتداد البرد، فوائد وعبر كثيرة فكان عليه ألا يفوت هذا الموسم إلا وقد استفاد مما فيه وتقرب إلى ربه بما يرضيه، لقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يفرحون بدخول الشتاء، إذ يجدونه مُعيناً لهم على طاعة ربهم، إذ فيه من المزايا ما ليس في غيره... فمن ذلك طول ليله، بحيث ينامون فيه بغيتهم، ثم يقومون لمناجاة ربهم وتهجدهم، قد اطمأنت نفوسهم، وأخذت مقدارها من النوم ومن بقاء وقت كافٍ للتهجد والقيام ومناجاة الحي القيوم، إنه فرصة ثمينة للقيام والتهجد والدعاء والاستغفار والانطراح بين يدي الرحيم الغفار، حيث يتسنى للبدن أن يأخذ حظه الوافي من النوم، ثم يقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيناجي ربه، ويخاطب مولاه، ويتلذذ بكلامه ومناجاته في هدأة الليل وسكونه، حيث وقت التنزل الإلهي».

وأوضح القطان أن «من مزايا هذا الموسم، قصر نهاره وبرودته، ما يعين المسلم على صيامه، ومن مزايا الشتاء: أنه يدل على قوة الإيمان لدى أولئك النفر الذين فارقوا فرشهم الدافئة، وهبوا للتهجد أو لصلاة الفجر يقاسون البرد الشديد وماء الوضوء الذي يلذع الأطراف، فالمؤمن الذي يقاسي البرد ويخرج لصلاة الفجر متلفعاً بأكسيته قد استحق إن شاء الله أن يوصف بالصدق وأنه لبى نداء ربه مع كثرة الصوارف والمغريات بتركه، ومما يعظم أجره ويجزل جزاءه في هذا الموسم إسباغ الوضوء، فإن النفس تجد من التكاسل عن إسباغ الوضوء أو تجديده من جرَّاء البرد، ما لا تجده في غير الشتاء».

واستعرض القطان في خطبته بعضاً من الآداب والأحكام المتعلِّقة بفصل الشتاء، والتي توضح لنا يسر الدين وسماحته، وقال: «إن من السنَّة التَّبكير بصلاة الظُّهْر عند شدَّة البرد، كما يحسن الإبراد بها عند شدَّة الحرّ، ومنها: أنه إذا أصاب ثوبَك شيءٌ من الطين أو الوحل وصلَّيت فيه، فإنَّ صلاتَك صحيحة، لأنَّ الوحل طاهر، وإذا كان المطر غزيراً يشُقُّ على المكلَّف، وكذلك إذا كثر الوحْل والزَّلَق والطِّين، ممَّا يصعُب المشْي عليه، وكذلك عند الرِّيح الشَّديدة الباردة جاز الجمْع بين صلاتَي الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء، تقديماً وتأْخيراً، لحصول المشقَّة، كذلك يجوز للمصلِّي المسح على الخفَّين (وهو ما يلبس في الرِّجل من جِلد)، وعلى الجورَبَين، في فصل الشتاء وغيره، سواءٌ كان شابّاً أم شيخًاً، رجُلاً أم امرأة، إذا لبسهما بعد الوضوء، للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهنَّ، يَمسح باليد اليمنى على الرِّجْل اليمنى، وباليُسرى على اليسرى، ويجوز المسح بيدٍ واحدة عليْهما، يبدأ من أوَّل أصابع القدَم حتَّى أوَّل السَّاق مرَّة واحدة، ويقتصر على مسح ظاهِر الرجل لا على باطنها».

العدد 4473 - الجمعة 05 ديسمبر 2014م الموافق 12 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:36 ص

      موضوع لا يتغير مع كل موسم شتاء

      أليس الأولى أبناء هذا الوطن المثكل بالجراح صحيح أن ديننا يأمر بالإحسان ولكن في نفس الوقت يأمر بالعدل في بداية خطبة الجمعة انت تقولها أن الله يأمر بالإحسان والعدل فأين العدل كم من عائلة بدون كهرباء وكم من منزل آيل للسقوط والقائمة تطول عجبي لهذه البلد دأبه أن يحسن للغريب والبعيد وابن الوطن ليس له اما آن لهذا الظلم أن ينتهي أخطب في الناس ليتلاحموا ويساعد بعظهم الآخر وما زاد عن حاجة أهل البلد تستطيعون أن تعطونه من يحتاج له وتحرو الدقة في من سوف تتبرعون لهم لانريد أن تتبرعوا للإرهاب بأسم الدين

    • زائر 9 | 2:28 ص

      ابوعلاوي

      ياشيخ لماذا لم تقول لمن ذهب من النواب المشايخ لشدعلى يد الارهابين بقتل الابرياء وشراء بشت العرعور وتمويل الارهاب بنفس المال لماذا لاتوجه هذى الكلام لدول الداعمه للأرهاب هذى من واجبكم ان تقولو للأعور انت اعور في وجهه هذى هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكروفي الختام الله يحمي البحرين واهلها

    • زائر 6 | 1:40 ص

      كما فعلتم مع العرعور

      هذا ما جنوه على انفسهم تخاذلو مع الغريب على وطنهم وناصرو الارهاب.ومن فترة ناصرتم العرعور واغدقتم عليه الاموال بأسم المعروف والاحسان للفقراء ، وبعد فترة اتضح انه يصادر هذه الاموال لنفسه ولدعم الارهاب فأين انتم من الاحسان؟ ومن رأي الاقربون أولى بالمعروف كثير من البحرينين بيوتهم آيله للسقوط ، ويوجد الكثير من الفقراء ومن هم بحاجة للقمة العيش، والشتاء على الابواب ، من يريد ان يتصدق فالبحرينين أولى بذلك ..

    • زائر 7 زائر 6 | 1:59 ص

      رد على زائر 6

      لو كان الشعب من طائفتك الكريمة لما كان هذا الرد وعندما وقع زلزال في أحد الدول الإقليمية المجاوره للبحرين منذ سنين قليلة وذهبت لها التبرعات لم تكن هناك بيوت آيلة للسقوط تحتاج إلى ترميم ولم يكن آنه ذاك بحرينيون محتاجون غريب الكيل بمكيالين

    • زائر 8 زائر 6 | 2:22 ص

      ردا على زائر رقم 7 " اخوان سنة وشيعة"

      أنا لم أتي على ذكر طائفة معينة ، فأنا ذكرت اسم البحرينين جميعا ، فالبحرينين سنة وشيعة بحاجة لهذه الاموال وللإحسان ويوجد من الطائفتين من هم بحاجة مأسة للمساعدة من يتامى وأرامل ومطلقات وفقراء وغيره... فهذا رأي الشخصي .. ولاتخلط بين الاوراق ولاتجعل المذاهب هي الشماعة اللتي تعلق عليها أفكارك المتطرفة ..
      أنا تكلمت باسم البحرينين وليس باسم طائفة معينة ؟ كما نطالب بالخير لكل البحرينين وليس لطائفة معينة .

    • زائر 11 زائر 6 | 7:58 ص

      رد على زائر 8

      أنت لم تذكر سم طائفة لكن من هي الطائفة التي تبرعت للعرعور على رأيك أكيد ليست الطائفة الشيعية الكريمة ولا تدلس على الناس ولو أتى العرعور وقال لنجمع التبرعات لبشار الأسد لكنت أول المتبرعين الحرية ليست لشعب وطائفة بعينها الحرية لجميع الشعوب إذا كنت تعرف معنى الحرية

    • زائر 3 | 11:33 م

      خلك في همك

      احسن لك

    • زائر 5 زائر 3 | 12:52 ص

      والعراقين ليس لهم ذكر

      العراقين مشردين من مدنهم بسبب داعش ليس لهم ذكر .

    • زائر 2 | 10:59 م

      البحرين

      عذاري تسقي البعيد .........................

    • زائر 1 | 9:55 م

      يالله

      على البركة

اقرأ ايضاً