العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ

ما الجديد في التشكيلة الوزارية الجديدة؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إن أية قراءةٍ في التشكيلة الوزارية الجديدة، ستنتهي بك إلى اكتشاف أنه لا جديد، رغم أن التغيير طال ثماني وزارات.

«عدم التغيير» في التغيير الأخير، يأتي في سياق الرغبة الحكومية في إبقاء الأمور على وتيرتها السابقة، وهو ما يعضّد نتائج الانتخابات الأخيرة التي تخلّصت فيها الحكومة من المعارضة، ومن بقايا جمعيات الموالاة، لتبدأ صفحةً جديدةً من اللعب البرلماني مع «أفراد»، يطلق عليهم البعض مصطلح «مستقلين» تهكماً، لا يمتلكون برنامجاً، ولا يمثلون رؤى أو تيارات... وإنما يمثلون ذواتهم فقط.

في هذا السياق، تم إخراج وزيرين من تيار «الاخوان المسلمين»، وهو أمرٌ توقعناه منذ عدة أشهر، فالبحرين لا تسبح في القطب الجنوبي، وإنّما هي دولةٌ في وسط إقليمٍ أعلن الحرب على تنظيم «الاخوان المسلمين». وكلّ ما كان يُقال من تبريرات أو تفسيرات، بشأن «الخصوصية البحرينية» لاحتضانهم بسبب حاجة النظام إليهم واستخدامهم ضد خصومه، قد أصبح قيد المراجعة والتغيير.

الوزير صلاح علي، كان نائباً لدورتين، وتم تكليفه بوزارة جديدة «حقوق الإنسان»، في أعقاب حراك فبراير 2011، وما ناب الساحة من انتهاكات أصبحت مصدر انتقادات عالمية واسعة. كانت المهمة أن يكتب تقارير مضادة لتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، ولأن الفتق اتسع على الراقع، فإنه فشل في مهمته المستحيلة، ولم يُفاجَأ الشارع بسحب الملف منه إعلاناً لفشله، وتسليمه إلى وزارة الخارجية. وحين أُجرِيَت معه مقابلة قبل ثلاثة أشهر، تعلّل بأن وزارته لا تزيد عن سائقٍ وبضعة موظفين. لقد خانته الشجاعة الأدبية بالاعتراف بأن مهمة تبييض ملف حقوق الإنسان كانت مستحيلةً من الأساس، وكان إخراجه متوقعاً قبل عام، إلا أن المفاجأة كانت في إلغاء الوزارة نفسها وشطبها نهائياً من الوجود، ما فسّره بعضهم ساخراً بأننا لم نعد بحاجة إلى حقوق إنسان!

الوزيرة الثانية فاطمة البلوشي أخرِجت من الوزارة أيضاً، ولكن بعد سنوات خدمةٍ أطول، وقد شاب أداءها الكثير من التخبطات وسوء الإدارة. ودخلت في صدامٍ منذ عامها الأول مع الصناديق الخيرية (عددها 88 وتنتشر في كل مناطق البحرين)، التي قدّمت أروع تجربةٍ للعمل التطوعي خلال ربع قرن. ولم يشفع لها ما ترفعه من أعباء كبيرة عن كاهل الوزارة، بما تقدّمه من مساعداتٍ على مدار العام، لعددٍ أكبر من الأسر التي تساعدها الوزارة. لقد دخلتْ في معركةٍ دونكيشوتية لأربع سنواتٍ مع الصناديق الخيرية، لتغيير أسمائها إلى «جمعيات»! وفرضت قيوداً مشدّدةً على جمعها للتبرعات، ما حدّ من إمكاناتها وقدراتها على العطاء. كان التقييد على جمع التبرعات مطلباً أميركياً معلناً في سياق الحرب على الإرهاب، التزمت الوزيرة بتطبيقه ضد الجهات الخطأ، فيما كانت تغض الطرف عن الجهات التي تنظّم حملاتٍ علنيةً لتمويل حركات إرهابية في دول عربية. لقد نجحت في الإضرار بهذه التجربة الأهلية الناجحة، ومعاقبة جهاتٍ خيرية ليس لها إطلاقاً أية صلةٍ بالإرهاب.

فترة الوزيرة البلوشي، ستُدوّن في التاريخ البحريني، بما كانت تشنه من حربٍ لا هوادة فيها على مؤسسات المجتمع المدني، خصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة. فقد اصطدمت بـ «جمعية المعلمين البحرينية»، و«جمعية الأطباء»، و«جمعية البحرين للتمريض»، وجمعية «المحامين»... وكلها مؤسسات ناشطة ولها حضور نقابي في الساحة، ولها رأيٌ في الأحداث السياسية لم تكن تلتقي مع رأي السلطات. سياسياً، سيرتبط اسم البلوشي بمستشفى السلمانية، حيث كُلّفت بقيادة وزارة الصحة في واحدةٍ من أكثر الفترات حساسية، واتخذت إجراءات فصلٍ للكوادر الطبية والتمريضية لدوافع سياسية. وجاء تقرير بسيوني ليفنّد الكثير مما استندت إليه الوزيرة السابقة في إجراءاتها، كما لم تعترف المحكمة بأقوالها وبرّأت عدداً من الأطباء الذين اتهمتهم باحتلال المستشفى والتمييز في معالجة المرضى لأسباب طائفية. البلوشي لم تستمر في الصحة طويلاً، لكن إجراءاتها كانت مؤذيةًً للقطاع والطاقم الطبي معاً، وسرعان ما أعيدت إلى وزارة التنمية ليعهد بالصحة إلى الوزير صادق الشهابي (جُدّد له في التشكيل الجديد).

كان خروج البلوشي متوقعاً قبل أشهر، لأسباب محلية وأخرى أهم منها، إقليمية، وقد بادرتْ قبل يومين من إعلان الإقالة، إلى نشر صورة (سلفي) تجمعها مع موظّفي الوزارة. كانت الصورة إعلاناً وتسليماً قدرياً بأمر المغادرة. وكان آخر أعمال الوزيرة السابقة رفع قضيةٍ ضد الناشط الحقوقي نادر عبدالإمام بدعوى تشكيل جمعية غير مرخّصة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 5:00 ص

      اوراق واحترقت

      أدوات انتهت فترة صلاحيتها وخلاص!!!!!

    • زائر 30 | 4:45 ص

      .زائر.

      اغلب الشعب البحريني قبل الحكومة وقف ضد جمعية المعلمين بالذات من إيمان الشعب بأن لا تتوقف العملية التعليمية رجاء ورجاء لا تخلط الأوراق

    • زائر 29 | 4:40 ص

      محب الوطن هؤلاء ولائهم لمن عينهم وليس للشعب 1244

      مساء الخير لا أحد يتوقع أي تحسين في معيشته في ظل الإسراف المبالغ فيه لهذه المجالس والاتعس حالة الفراق بين المواطنين بسبب ظهور التيارات الإسلامية وإعطائها التصريح القانوني للعمل في السياسة وتعصب جماهيرها ليس لحسن أداءها السياسي بل حسب لونها الديني فقط والسلطة لها اليد العليا في ماوصل آلية الوطن

    • زائر 28 | 3:56 ص

      زائر رد على زائر رقم 18

      هل قبل إدراج كلية العلوم الصحية الي جامعة البحرين كانت أسس القبول عادلة للطائفتين الشيعية والسنية أقول لك لا فانا كانت لدي بنت متخرجة من التوجيهي ونسبة النجاح 85% ولم تقبل واعرف كم بنت قبلت من الطائفة الشيعية نسبتها اقل بكثير لماذا لا ن الطائفية هي المعيار لمدة سنين طويلة والذي يتكلم عن الانصاف والعدل أولا يجب ان يحققه هو قبل ان يدعوا له لا ان يقول ظلمت فاتبع المحاصصة لطائفتي واهلي وعشيرتي ومنطقتي

    • زائر 24 | 3:00 ص

      اخوان التربية

      الاسوء هم اخوان وزارة التربية و التعليم. ماذا حصل؟

    • زائر 23 | 2:53 ص

      خوش

      اوراق لعب كان يراها الحكم فى المكان المناسب و لاكن كان العكس هو الصحيح اداه استغلت للعمل ضد ؟؟؟؟

    • زائر 22 | 1:03 ص

      بوعلي

      لا جديد في التشكيلة الجديدة ولوزيرة راحت بس لوتتكرم الوزيرة السابقة وتشوف لنة تسمية سنعة لنواب الجدد بتكون مشكورة.

    • زائر 21 | 1:02 ص

      المفسدون

      الاخوان في اي مؤسسة نتيجتها التمييز والاقصاء وخير دليل التربية والتعليم

    • زائر 20 | 12:23 ص

      الله اعلم

      الئ يده فى الميه السخنه غير الئ فى ميه بارده مشفى السلمانيه القصص الغريبه والعجيبه وافلام ... اربع سننين مضت الله المستعان حلوتك ناشفه مع السلامه مهومه انكشف زيفهم فى مصر والامرات والسعوديه وكمان هنه فى البحرين وفى العالم العربى والاسلامى والسلام

    • زائر 19 | 12:16 ص

      قليل من الانصاف

      حقيقة يا سيد لقد جانبك الصواب فيما يخص الوزيرة البلوشي فأنت تعلم كما يعلم الجميع أن المرحلة التي التي استلمت فيها الوزارة كانت مرحلة حرجة بكل المقاييس ومن الظلم تحميل الاخطاء لسعادة الوزيرة وانا اقتبس من مقالتك (كان التقييد على جمع التبرعات مطلباً أميركياً معلناً في سياق الحرب على الإرهاب).
      أما فيما يختص بعملية التنمية وتطوير الاسر المنتجة ومساعدة الطبقة الفقيرة فقد ابدعت الوزيرة وقادت المركب بكل احترافية واقتدار ولا ينكر فضلها الا من ادمن على التنكر لمكتسبات الوطن.

    • زائر 18 | 12:12 ص

      منعت البعثات عن الطائفة الشيعية

      لن ننسى الوزيرة البلوشي يوم قررت إلغاء جميع بعثات التمريض عن الطائفة الشيعية...وسمحت لممرضات مستواهم دون الدراسة في القبول بكلية العلوم الصحية فقط من اجل تسليمهم المناصب مستقبلا
      احد النواب حاول استجوابها بهذا الخصوص ولم يفلح

    • زائر 14 | 11:54 م

      نادر عبدالامام

      الله يفرج عنك ويرفع عنك هذا الظلم.

    • زائر 12 | 11:47 م

      الحمد لله على كل حال والسبب هو

      أولا أصبح البرلمان خاليا من أكبر سباب وشتام وصاحب لسان سليط لا يخاف الله وهذا شيئ مفرح والحمد لله وقد فرح كل أهل البحرين لسقوطه الذريع وخروجه من كل شيئ وثانيها الوزراء الحاليين في الحكومة نتمنى أن يكون لهم دور إيجابي في حل المشاكل بعد أن خرج من يسبب المشاكل وثالثها كنا خائفين أن يعين السباب في مجلس الشورى ونشكر الله تعالى أنه خارج المجلس يعني زادت الفرحة فرحتين وخل يصعد المنبر ويقول مايقول فلن يستمع له أي أحد

    • زائر 11 | 11:43 م

      شيم العرب

      تسلم ابو الهواشم على هالمقال الرائع . التاربخ سيكون شاهدا عليها . وهي اصلا كانت مجرد ورقه عند النظام يستخدمها حيثما شاء. الان خلاص احترقت.هده الورقه..

    • زائر 10 | 11:31 م

      شكرًا

      شكرًا للوزيرة فاطمة البلوشي رغم أني لم اتعامل معها شخصياً و اعرفها الا أني متاكد من انها انسانه فاضلة و عملت بشكل جيد خصوصاً ملف السلمانية

    • زائر 13 زائر 10 | 11:52 م

      شكرا على ماذا؟على اتهام الابرياء والافتراء على الاطباء؟

      شكرا على ماذا؟ حتى اامحكمة كذبت اقوالها وحتى بسيوني اثبن انها لم تكن صادقة.

    • زائر 8 | 11:03 م

      السلطان قابوس مثال

      ولان الفتق اتسع على الراقع ينطبق على كل الوزارات والحكومة بكل وزاراتها فشلت في حل الازمة في البلد والحل كان بسيطا جدا والسلطان قابوس مثال

    • زائر 16 زائر 8 | 11:59 م

      حل ازمه !

      حل الازمه !! او إسقاط الدوله ؟ نريد من يخرج ويعترف بأن ما حصل في الدوار من كتابات كان خطأ حتي تهدأ النفوس

    • زائر 7 | 10:55 م

      --

      امقال كاف و واف .
      تسم الانامل التي خطته.

    • زائر 5 | 10:43 م

      لا تعنينا من بعيد ولا من قريب

      اعتقد ان سطرا واحد هو اكثر ما تستحق هذه التشكيلة فهي لا تعني لنا شيء

    • زائر 4 | 10:42 م

      نادر اسس جمعية غير مرخصة ماذا عن شباب الفاتح

      هل تعلم ان اإتلاف الفاتح و جمعية الوحدة الوطنية مارسوا العمل السياسي بهذه المسميات لأشهر تحت رعتية و تغطية اعلامية رسمية و في دور عبادة قبل ان يسجلوا انفسهم رسميا و هل تعلم ان شباب الفاتح المنشق لم يسجل اسمه رسميا مع ذلك يصدر بيانات سياسية ولم يحاسب احد منهم اما نادر فانه ضمن مجموعة مختلفة المذهب مع ذلك تم تقصده هو دون غيره

    • زائر 3 | 10:19 م

      ما الجديد في التشكيلة الوزارية الجديدة؟

      لا جديد في التشكيلة الوزارية الجديدة

    • زائر 2 | 10:11 م

      سبحان الله

      هو يقبع في السجن وهي خرجت من الوزارة نهائيا.

    • زائر 1 | 9:54 م

      سيلاحقهم العار اعضاء تيار الاخوان المسلمين لدينا

      ضررهم واضح على مستوى القيادات من مستوى الوزارات فلقد أوضحته في مقالك لكن الأخطر في تنفد اتباعهم على مستوى الموارد البشرية في القطاعين الخاص والعام وتمييزهم المستمر حتى الان في مجال التوظيف ونقول ياسيد لقد دارت الدوائر عليهم وهاهم يطردون ويحجمون وهاهو رئيسهم النائب السابق يحلل بأسلوب أكاديمي بحثي اسباب سقوطهم المدوي في الانتخابات ولا عزاء على الحاقدين

اقرأ ايضاً