العدد 4479 - الخميس 11 ديسمبر 2014م الموافق 18 صفر 1436هـ

«الثقافة» ومي بنت محمّد!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بعضهم فرِح بخروج مي بنت محمّد آل خليفة من وزارة الثقافة، وآخرون استبقوا الأحداث وصرّحوا بأنّ الثقافة ستكون تحت مظلّة وزارة الاعلام، وأحدهم هلهل ورحّب بإلغاء وزارة الثقافة، وسواءً أُسندت مهام الثقافة إليها أم لم تُسند، فالثقافة ومي بنت محمّد على علاقة وطيدة لا يستطيع فصلها أحد، ولنا في مراكزها الثقافية والمتنوّعة الأسوة الحسنة، فيكفينا التجوّل في برامج المراكز على مدار السنة، حتى نعلم بأنّ الثقافة بأيدٍ أمينة.

هذه السيدة كانت ومازالت محل خلاف بين مؤيد بشدّة ومعارض بشدّة، فهي مازالت حديث الساعة عند المؤيدين والمعارضين والوسطيين، وهذا في حد ذاته دليل على قمّة النجاح، فإنجازاتها هي إشعاع وصل إلى أقطار العالم، حتى شاهدنا الدول العربية والأجنبية تقتدي بتجربة الوزيرة في إحياء التراث والثقافة من خلال هذه المراكز.

أوتعلمون أنّ هذه المراكز أحيت ما مات خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات؟ فمنذ بداية التعصّب الفكري إبان هذه الحقبة، انشغل المجتمع البحريني بأفكار متطرّفة جديدة على أهل البحرين، ولم يكن هناك وقت ولا مكان للثقافة والتراث، بل كانت من البدع التي أوصى بعضهم بطمسها ومحاربتها، وحتّى المدارس لم تسلم من هذا الفكر، إذ توقّفت الموسيقى والشعارات الوطنية والمسرحيات البنّاءة، وحلّت محلّها الأناشيد الدينية والدعوة إلى الجهاد ومحاربة الفكر الحر.

ونسأل مَن للثقافة غير مي آل خليفة؟ وهل فعلاً أُقصيت عن الثقافة كما يبثّه البعض؟ ومتى يعرف المجتمع البحريني مصير الثقافة بعد إلغاء الوزارة؟ فهل ستكون هيئة وطنية مستقلّة؟ لأنّ الثقافة لا تقل أهمّية عن مختلف وزارات الدولة وخصوصاً التنموية! فتنمية الفكر هو من أخطر وأصعب الأمور التنموية، ويكفينا هذا التضليل الذي عشناه لسنوات طويلة، والذي لا نتمنى أن يمتد خبثه إلى أبنائنا.

إن أصبحت الثقافة هيئة، فإننا نعوّل عليها الدور الكبير في التربية والتعليم، وذلك أنّ عشرات الآلاف من الطلبة يحتاجون إلى فكر وسطي تنويري، يبعدهم عن التطرّف والتعصّب، وإرجاع المدارس إلى سابق عهدها، خصوصاً إرجاع عهدها في فترة الستّينيات والسبعينيات، إذ كان الطالب يتخرّج وفي جعبته حصيلة معرفية وثقافية وسياسية واجتماعية، فما أن يخرج إلى المجتمع، حتى يستشف المجتمع مدى استفادة الطالب من هذه الحصيلة.

هذا الطالب في تلك الفترة لم يتأثّر بالفكر المتطرّف، وإنّما تأثّر بـ “بلاد العربِ أوطاني”، وكانت الدولة تغرس فينا العروبة والدين وحب الوطن للجميع، وأمّا اليوم فإننا نحفّظ أبناءنا في كتب المواطنة أنا بحريني، حتى لا ينسى اسم وطنه ومنطقته!

أهذا ما نريد لأبنائنا حقّاً من زرع للثقافة؟ أم نريد زرع الثقافة الحقّة التي تنيرهم من دون تحفيظنا لهم “أنا بحريني”، فـ “أنا بحريني” تولد بولادتي وبتنشئتي، وبحرص هيئة الثقافة إن خرجت للنور مع وزارة التربية والتعليم بإعادة صياغة ثقافة الطالب، التي لا تحتوي إلاّ على معانٍ سامية لا ينساها أبد الدهر، كما لم ننسَ نحن في يوم من الأيام ذلك الغرس الثقافي الذي نهلنا منه، وكان تأثيره المعرفي والنفسي زرعاً وتنميةً لنا. وكيف لا يكون زرعاً وتنمية وقد شارك فيه الجميع بمختلف الطوائف؟ فبنينا هذه الدولة في تلك الفترة الذهبية، وكانت الثقافة هي الركيزة الأولى للبناء.

مي آل خليفة سواء كنتِ وزيرة للثقافة أم لا فمراكزكِ وبرامجكِ تشهد عليك طوال العام، ومهما انتشرت المسمّيات والشائعات في شأن الثقافة، ومهما كان مسمّاها، هيئة أم مجلساً، فإنّنا نعلم بأنّكِ والثقافة في تزاوج أبدي لا غنى عنه. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4479 - الخميس 11 ديسمبر 2014م الموافق 18 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 11:56 م

      شكرا

      شكرا مريم الشروقي

    • زائر 31 | 2:26 م

      حلوة. أنا بحريني

      ايه لازم يتعلم المواطنة أنا بحريني
      يمكن يكون هندي او باكستاني تبين يقول أنا بحريني

    • زائر 33 زائر 31 | 12:00 ص

      اخي مو هيك

      أخي شعار أنا بحريني معناها اننا بنغلب المواطنة على أي شيء آخر فنحن بحرينيين وفقط ولاءنا للوطن وللأرض وللتاريخ هاي شعار استخدمناه لما بدأت تنحرنا الطائفية رحمنا الله من ويلاتها

    • زائر 29 | 7:32 ص

      الشيخة مي هل ترتقين بالفنان البحريني

      الشيخة مي الاحظ الكل يتكلم عنك بانك اهملتي الفنان البحريني فهل نري اهتمام اكثر بهذا الفنان البحريني الاصيل
      شاكر لك عطائك على مدي السنين

    • زائر 28 | 5:48 ص

      مني عبدالله

      الوزيره السابقة عملت علي بعض الأمور باجتهاد وخاصة في المباني والديكورات . ولكن عيبها الأساسي هو انها لم تهتم بالبنية الانسانيه البحرينيه ! أين المسرح البحريني ؟ أين الأدباء ؟ أين الموسيقي ومعاهد موسيقي ! أين السياحه البحرينيه وتطويرها ؟؟ المسألة مو شكل عام ومباني ومحاضرات وعلاقات شخصيه . المسألة البنيه التحتيه الانسانيه الحضارية . لم تلمسها بأي شكل لان الوزيره محدودة التعليم ( ثانوي ) فقط . فأعطت ماقدرت عليه ، دون رؤيه داخليه واضحه لأجيال قادمه.

    • زائر 27 | 5:47 ص

      مني عبدالله

      الوزيره السابقة عملت علي بعض الأمور باجتهاد وخاصة في المباني والديكورات . ولكن عيبها الأساسي هو انها لم تهتم بالبنية الانسانيه البحرينيه ! أين المسرح البحريني ؟ أين الأدباء ؟ أين الموسيقي ومعاهد موسيقي ! أين السياحه البحرينيه وتطويرها ؟؟ المسألة مو شكل عام ومباني ومحاضرات وعلاقات شخصيه . المسألة البنيه التحتيه الانسانيه الحضارية . لم تلمسها بأي شكل لان الوزيره محدودة التعليم ( ثانوي ) فقط . فأعطت ماقدرت عليه ، دون رؤيه داخليه واضحه لأجيال قادمه.

    • زائر 26 | 5:28 ص

      غريب الرياض

      هههههه كانج تتكلمين ان ماري كوين او حاصلة ع جائزة نوبل. ما سوت شى غير جلب مغنيين و فرق موسيقية مع العلم اننا لا نحب الغناء و لا الرقص و لا هذه ثقافتنا

    • زائر 22 | 4:33 ص

      كفاية كلمتها دخلت قلوبنا

      الشيخة مي ما قصرت ، روحو جوفو اللي سوته وعقب تكلمو ، يكفينا كلمتها عن النواب الشرهه عليكم ما فيكم رياييل وهي صادقة مئة في المئة .. عطونا فاصل على اللي يكرهونا !!!

    • زائر 21 | 3:51 ص

      بعقلانيه

      خلونا انفكر بعقلانيه ونقارن الوزيره مع وزيرتين ايضا خرجتا معها من الحكومه السابقه الباوشي دائما قراراتها ضد الموطنين المحتاجين وضد جمعيات المجتمع المدني واخرها ضد المسكين نادر عبدالامام// رجب الكل فرح بخروجها اولهم الموالاة - المعارضه تقول السماء زرقاء هي تقول لا// و مي يكفيها وقف ...........و قولها لما يسموا نواب NO MAN

    • زائر 20 | 3:40 ص

      الرصاصي لوني المفضل

      أنا من ناحيتي أرى بأن الشيخة مي شخصية متميزة جدا، وانسانة نادرة وشجاعة، بما تحمله من أفكار ورؤى في مجال الثقافة وفي مجال عملها بشكل عام وقد تركت بصماتها ولا اعتقد ان من سيخلفها سيتمكن من القيام بنفس ما قامت به من أعمال مبتكرة

    • زائر 18 | 2:44 ص

      الشرهة عليكم ما في رياييل

      احلى وصف سمعته عن بعض نواب 2010 و2011 من المتمصلحين الذين يظهرون في الازمات ويتخدون الدين غطاء .. هو عندما وصفتهم الشيخة مي ........ و موب ريياييل (ليسو رجال) .. لو كان هذا الوصف لوحده لكفا .. فما بالك بلأنجازات التي قدمتها .. وقلعة البحرين تشهد لك وبانجازاتك يا شيخ مي.

    • زائر 17 | 2:43 ص

      كتبت ملاحظات

      لم تنشر حول ادارة مي الخليفة فهل نقدها ممنوع

    • زائر 14 | 2:38 ص

      ثقافة ام سخافة ؟

      منذ متى اصبحت الموسيقى والرقص والغناء من ثقافة هذا الشعب ؟ ادخلتم الغناء والرقص باسم الثقافة تارة وباسم الحرية تارة اخرى وكأن الشعب كان يوماً رقاصا ونسيتم تاريخه الحافل بالعلم والعمل ، نسيتم عدد المساجد الموجودة وذهبتم لبناء المراقص ، سيبقى تاربخ هذا الشعب اسلامي للابد ولتسقط العلم.............. وكل من سار معهم

    • زائر 13 | 2:10 ص

      كلام مضحك نبكي يا شروقي

      إن الأخطاء المشهودة التي قامت بها مي في الثقافة لا تخفى ، فحولت الثقافة و البناء الفكري ليس على أساس يستمد منه ثقافة أصيلة تجعل من المواطن محل قوة و كرامة بل جعلت من شعب البحرين مهزلة فطمعت التاريخ و حفظت المباني ، و ميعت العروبة و شيدت المراكز ! واستضافت ال.......ت و أخذت المساجد وحولتها لمتاحف !

    • زائر 12 | 2:09 ص

      راي آخر

      لا يربح السوق الا من ربح فيها

    • زائر 11 | 2:02 ص

      إختيار الحل السهل و إرضاء المشددين

      يبدو أن المسئولين إستجابوا لرغبات المتشددين بإبعاد ........ !

    • زائر 10 | 1:46 ص

      ملاحظات

      لاشك ان مي الخليفة تركت بصمة بارزة ولكن نبرز ما يلي:1. التركيز على فرق الرقص والغناء وكأنها الثقافة الاصيلة واهمال شبه كامل لثقافة أهل البلد. 2. طال الاهمال بتعمد كل ما بمت لمناطق المرفوضة من جهات رسمية واختصار البحرين في المحرق. 3. الاسراف في الحفلات بشكل باذخ.

    • زائر 8 | 1:31 ص

      الشهادات يجب ان تكون بموضوعية

      والا فانها مجروحة.

    • زائر 5 | 1:03 ص

      بلاد العرب اوطاني

      بلاد العرب اوطاني ما تزال خالدة في القلوب و الاذهان و العروبة هي هوية هذا البلد و هذا الشعب و لكن للأسف هناك من شذ عنا و صار هواه ايران خصوصاً بعد العام تسعة و سبعين

    • زائر 15 زائر 5 | 2:42 ص

      ومتعلقات الحب أيصآ

      أن لايكون البعض هواهم اسرائيلي وامنياتهم اسرائيلية وأن نكون مخلصين للعروبة وليس للامركة والتشبث باذيالها أو الاستقواء ببريطانيا. اما ايران فإن كنت اسلاميا فراجع مسلماتك حول الامة المسلمة واذا كنت عروبيا فراجع قيم العروبة في الجيرة اما ان كنت طائفيا فأعزيك في نفسك.

    • زائر 16 زائر 5 | 2:43 ص

      سنابسيون

      انت تتكلم بنفس طائفي مقيت جدا جدا !!مادخل الشيخه مي والثقافه بايران وثورة ايران ؟؟الا انك تعيش على النفس الطائفي واتمنى ان تترك عنك ايران وشماعة ايران فقد ملّت الناس هذه الاسطوانه المشروخه وصارت لا تطرب احداً لا موالي ولا معارض وشكرا مرةً اخرى شيخه مي وابنتي مريم على المقال الرائع

    • زائر 19 زائر 5 | 3:21 ص

      زائر 5

      بلاد العرب أوطاني, عزيزي تقصد البحرين بلاد (العرب) أوطاني...خلهة مستورة...تعود من الشيطان...الله و أكبر الاذان خلنة نلحق على الصلاة!!!
      ...

    • زائر 4 | 12:41 ص

      سنابسيون

      لها كل الشكر والتقدير على ما قامت به من مجهود بصراحه استمتعت بالمعارض اللي استضافتها الشيخه مي في المتحف مثل معرض الازياء الروسيه القديمه والمعرض الصيني والهندي فعلا نحن نحتاج لهكذا معارضفقد احضرت لنا الشيخه مي متاحف روسياوالهند وغيرها لبلدنا لها كل الشكر والتقدير وليت وزارتها بقيت وبقيت هي على رأسها فقد قامت بعمل يشهد لها الكل بالفضل لما انجزته انها وزيرة احزننا رحيلها ولا نذكرها الا بكل خير لها ،كل الشكر والتقدير والاحترام لما قامت به

    • زائر 3 | 11:02 م

      هي انسانة مخلصة في عملها

      لاينسى لها الكثير من المواقف سأتكلم بلساني وبعض المواقف التي تنم عن انسانة تفهم تمام المعرفة عملها فهي قبل كل شيء كاتبة وبالرجوع لكتبها تعرف حقيقتها وهي لا لتزوير التاريخ والوقائع لاينسى لها متابعتها الشخصية عن طريق مكتبها إبان وكالتها للثقافة فتابعت الموضوع معي وبعد توليها الوزارة لم تمانع بإعطائي الشهادة شكرا لك

    • زائر 6 زائر 3 | 1:23 ص

      ما اعرفه عنها

      تصرف الملاين دون فائده وهناك فقراء محتاجون للمساعده

    • زائر 7 زائر 3 | 1:30 ص

      يقولون

      لا يمدح السوق الا من ربح فيها.كفاية عاد.

    • زائر 1 | 10:13 م

      محايد من خارج الوزارة

      البلدان المتحضرة لا تقاس بكم تملك من أموال وإنما كم تملك من تاريخ وثقافة، ومجموعة المثقفين الأوروبيين هم من قادوا التنوير وعصر النهضة الاوروبي واسقطوا حكم الكنيسة المتخلف. نحن نعتز بهذه السيدة وهي تشرف البحرين في المحافل الثقافية ، مع ملاحظة نقدية بسيطة لشخصها الموقر باحتضان البحرينيين والعمل على تدريبهم وإعطائهم فرص قيادية. شكرًا مي التي عملت البرامج الجميلة وأسست المسرح الوطني. ونحن نفتخر بها ولا نتوقع ثقافة بدون مي. وفرحنا بتحويل الثقافة الى هيئة مستقلة وبقيادتها.

    • زائر 9 زائر 1 | 1:36 ص

      حتى لو لم يكن لها إنجاز فهي أطلقت كلمه قوية

      الشيخة مي ال خليفه حتى لو لم يذكرون إنجازاتها فسنتذكر كلمتها المشهورة أمام يا زعم ما يسمون بنواب موب رياييل ، فهذه العبارة اللي أطلقتها أمام جميع النواب يكفي ما قدمته الشيخه مي . الشعب لن ينسى هذا العبارة المشهورة

اقرأ ايضاً