العدد 4481 - السبت 13 ديسمبر 2014م الموافق 20 صفر 1436هـ

تأملات... في التغييرات الوزارية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أبرز الملاحظات على التشكيلة الوزارية الجديدة، أن الوزارات الرئيسية ذات الثقل لم تتغيّر، من «الداخلية» و«الخارجية» و«العدل والشئون الاسلامية»، فضلاً عن أكبر وزارة من حيث «الكثافة السكانية»: «وزارة التربية والتعليم»، التي تعاني من مشاكل تثقل كاهلها، ومازالت السلطة تتجاهلها حتى الآن، رغم وضوح تأثيرها سلباً على مخرجات هذه الوزارة، وكثرة المشاكل والشكاوى الموجّهة إليها.

كثرة الشكاوى أثّرت على وزارتين أخريين: «الثقافة» و«شئون الإعلام». فوزيرة الثقافة مي آل خليفة، لم تكن على وفاقٍ مع أغلب منتسبي القطاع الثقافي، وكثيراً ما انتُقدت على عدم اهتمامها بالتراث الوطني لصالح كل ما هو أجنبي، وعدم العدالة في توزيع المشاريع على جغرافية البحرين. وقبل ثلاثة أعوام اصطدمت بقوى سلفية حاولت الاحتجاج على تنظيم أمسية موسيقية في المحرق، وانتقل الصدام إلى البرلمان حيث واجهتهم الوزيرة بتحدٍ وقوة، وأطلقت على النواب وصفاً التصق بهم إلى الأبد، بعدما دخل لغة الصحافة اليومية، فضلاً عن انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي والتصاقه بألسنة الناس.

وزيرة الثقافة اصطدمت الشهر الماضي مع «لوبي السياحة» في محاولةٍ منها لتنظيم قطاع الفنادق الذي يشهد تجاوزات قانونية تسيء إلى البحرين، واكتشفنا أن هذا اللوبي يمتلك نفوذاً أكبر ممّا كان يتوقعه الكثيرون.

وزيرة شئون الإعلام سميرة رجب، هي الوزيرة الثالثة التي خرجت من التشكيلة الجديدة (إلى جانب وزيرتي الثقافة والتنمية الاجتماعية)، وقد عُرفت بمواجهتها الحِدِيّة مع المعارضة، وأساليبها الاستفزازية في التعريض بها وإغراقها بالإتهامات. وقد دخلت في سجالاتٍ ومواجهاتٍ خشنةٍ مع جهاتٍ إعلاميةٍ قديمةٍ ذات نفوذ، تبادل فيها الطرفان الإساءات وتبادل الاتهامات، وأضر كلٌّ منها بالآخر كثيراً إلى درجة الإدماء.

كانت رجب تكتب في جهة إعلامية يمينية أخرى، وكانت تعبّر عن رغبتها الدائمة في تقييد الحريات الصحافية، وتدعو لذلك جهاراً، وكنا نخشى أن تعمل أثناء توزيرها على الدفع بقانونٍ سيءٍ للصحافة ليمرّره البرلمان، لكن انشغالها الدائم بالصراعات والنزاعات، لم يترك لها الوقت لتجعل القانون من أولوياتها. وذلك في حد ذاته مكسبٌ كبيرٌ للصحافة، على أساس قاعدة «سالبة بانتفاء الموضوع»... فأن يتأخّر القانون أفضل من أن يصدر قانونٌ سيءٌ يقيّد ما تبقى من هامشٍ صغيرٍ لحرية التعبير.

الوزيرة عادت إلى الصحافة، وبعد يومٍ واحدٍ من خروجها من الوزارة، صارحت قراءها بأن الطعنة جاءتها من داخل المؤسسة التي تعمل لصالحها، وليس من «المعارضة التي واجهتها دائماً بشراسة»، بدءًا «بمن كانت عيونه على المنصب ويحفر للفوز به». كان اعترافاً صدم الكثيرين، خصوصاً حين عرّضت بمن أسمتهم «الحاقدين والفاشلين الذين لا يملكون شرفاً أو أي احترام أو أخلاق». كانت شهادةً بيضاء بحقّ المعارضة التي حاربتها بشراسةٍ وعنف؛ وإدانةً شديدةً لأخلاقيات «المؤسسة» التي خدمتها بإخلاص.

كان مقالها مشحوناً بالعواطف والانفعالات، يتوّج عامين من العمل في وزارة صعبة، مزجته بشحنةٍ عاطفيةٍ مركّزة، باستذكار المتوفين من أبناء عائلتها. وهو ما يشير إلى حالة نفسية كئيبة، يختلط فيها الأسى بالحزن الشديد... فـ «ما يحز بالنفس أكثر أنه لم يفزع لي فرد واحد من داخل هذه المؤسسة». وهو درسٌ قديمٌ يكرّر التاريخ فيه مواعظه للمرة الألف... ولكن ما أقلّ المتّعظين.

تشكيلةٌ جديدةٌ من 17 وزيراً... غادرها خمسة وزراء، وثلاث وزيرات. هكذا تدور الدنيا، ورحم الله مهيار بن مرزويه حين قال:

وكُل إنْ أكلتَ وأطعِمْ أخاك... فلا الزادُ يبقى ولا الآكل!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4481 - السبت 13 ديسمبر 2014م الموافق 20 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 4:58 ص

      هذه رسالة للنواب الجدد الذين أقبلوا على الدنيا ليأكلوا حلوها وتكون عاقبتها الندامة

      تشكيلةٌ جديدةٌ من 17 وزيراً... غادرها خمسة وزراء، وثلاث وزيرات. هكذا تدور الدنيا،

    • زائر 19 | 2:44 ص

      مقال منفصل

      وزير التربية بحاجة لمقال منفصل يبين الاسباب الحقيقية لاستمراريته على راس وزارة التربية رغم كل الاخفاقات ورغم معاناة الوسط التربوي من سياساته الفاشلة.. ياترى هل سنقرأ لك هذا المقال

    • زائر 18 | 2:42 ص

      وكُل إنْ أكلتَ وأطعِمْ أخاك... فلا الزادُ يبقى ولا الآكل!

      يا خوك هؤلاء بس ياكلون لوحدهم وما يريدون أحد ياكل معاهم. وبعدين إذا تخلصوا منهم يجلسون يبكون

    • زائر 17 | 1:51 ص

      البقاء لله

      ودوام الحال من المحال

    • زائر 16 | 1:24 ص

      الماساة الكبرى

      وزارة التربيه حيث ان هذا الوزير لم ينسى ولن ينسى المظاهرات التي خرجت مندده به ايام الاحداث لحد الان لم يتم ترقيه اي بحراني وحتى المكافاءات والحوافز لم يتم اقرارها على الرغم من تصريح رئيس ديوان الخدمه المدنيه بان الموظف الحاصل على توقيف او انذار يتم تصفير ملفه بعد سنه الا ان هذا الوزير لا يهتم بالقانون والترقيات فقط للمحسوبين على >>>>ومريديه
      سيد لا تسكتون عن هذه الوزاره الطائفيه ولا بد ان يكون هناك مقال بشكل يومي في جريدة الوسط لان الظلم في هذا الوزاره بلغ حده

    • زائر 15 | 1:12 ص

      سميرة

      الأستاذة سميرة رجب هي أفضل من دافع عن الوطن و وقف في وجه أعداء العروبة و الوطن

    • زائر 20 زائر 15 | 3:16 ص

      الى زائر 15

      إذا كانت كذلك فلماذا تم طردها؟ أليس لك تهمة توجهها لمن اتخذ هذا القرار؟ أليس ذلك جزاء سنمار؟

    • زائر 14 | 1:00 ص

      دوام الحال من المحال

      بس وين اللي يفهمون

    • زائر 13 | 12:45 ص

      اعتبروا يااولي الابصار

      هي ورقة استخدمتها السلطة لضرب المعارضة ولما رأت انها لا تحتاج اليها رمتها في سلة المهملات

    • زائر 12 | 12:40 ص

      مسكينة

      ... وتبكي لانه لم يقف معها احد.

    • زائر 11 | 12:21 ص

      >>>....... شكراً

      وقد عُرفت بمواجهتها الحِدِيّة مع المعارضة،

    • زائر 7 | 11:30 م

      حلو

      عحيب يا سيد

    • زائر 6 | 11:26 م

      وين وزير العمل من ذالك

      وزير العمل الذي سوف يسرح اكثر من 200 موظف نهاية هذا العام

    • زائر 5 | 11:14 م

      صبحكم الله بالنور

      الواقع المر الذي نعيشة
      جعل المواطن البسيط ينطحن طحان و يلف و يدور في دائرة مفرغة
      التشكيلة الوزارية زلاطة
      و الا بيدفع الثمن هو أبناؤنا و مستقبلهم

    • زائر 3 | 10:48 م

      راي

      البحرين بحاجه الي حكومه كفآءات اقتصاديه تنمويه بعيده عن المحاصصات الطائفيه

    • زائر 4 زائر 3 | 11:03 م

      شر البلية

      ويحك ياهذا. ... ماذا تقول؟ لقد تماديت كثيراً. ..

    • زائر 2 | 9:25 م

      تيتي تيتي

      تيتي تيتي مثل ماجيتي رحتي

    • زائر 1 | 9:20 م

      مساكين لا يدرون هم ترس يدور

      مهمة وقمت بأدائها وانتهت شكرًا لك ومع السلامة لا توجد عواطف لدى الجهة المتنفذة او الامرة او المسيطرة انت ترس في آلة وتنفد ماعليك الصعوبة في الوزيرة بنت رجب الذي لم يقف معها احد من المؤسسة الرسمية وهذا درس بليغ للقادمين الجدد

اقرأ ايضاً