العدد 4490 - الإثنين 22 ديسمبر 2014م الموافق 30 صفر 1436هـ

آخر المدربين العرب

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

أكاد أجزم أن المدرب العراقي عدنان حمد سيكون آخر المدربين العرب الذي يمكن أن يقودوا منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد كل ما رافق اقالته من ترددات كبيرة عكستها وسائل الاعلام بظهوره المستمر عليها.

ما قبل تولي عدنان حمد تدريب منتخبنا شيء وما بعد اقالته شيء آخر، فما قبله كان من الصعوبة بمكان تولي مدرب عربي مسئولية المنتخب الأول في ظل توجه دائم نحو المدربين العالميين الأجانب، ولكن اسم عدنان حمد كان مطروحا في كل تغيير فني يشهده منتخبنا؛ نظرا لتاريخه الكبير ونظرا لرغبة الاتحاد في خوض تجربة جديدة.

وقد حانت الفرصة المناسبة بعد الهروب المفاجئ للمدرب الإنجليزي هيدسون والورطة التي وقع فيها الاتحاد فلم يكن هناك الكثير من الخيارات المتاحة فكان القرار الصعب بالتعاقد مع عدنان.

وما بعد الاقالة شيء آخر، إذ انه من المستحيل باعتقادي بعد اليوم تولي مدرب عربي مسئولية المنتخب الأول، لأن ما فعله حمد تجاوز كل الأعراف التدريبية المتعارف عليها عالميا، والظهور المتكرر والمبالغ فيه وتكرار نفس الكلام والجمل أفقده التعاطف الكبير الذي حظي به بعد قرار اقالته.

عدنان حمد ليس أول أو آخر مدرب يقال من تدريب منتخب أو فريق، وبغض النظر عن صحة أو أحقية هذه الاقالة فإن رد فعل المدرب وتحميله الأمر أكثر مما يحتمل بحيث أصبح ضيفا دائما في القنوات والصحف العربية وصولا لعقد مؤتمر صحافي لهذا الغرض والتقدم بشكوى للاتحاد الدولي للعبة كلها أمور لم يسبق أن قام بها أي مدرب عالمي قدم للمنطقة الخليجية وتم التخلص منه بطريقة دراماتيكية أكثر اثارة من طريقة اقالة عدنان حمد المؤدبة قياسا لما حدث لمن هم أكثر منه تاريخا وبطولات.

عقدة حمد هي نفسها العقدة العربية المستدامة والمستعدة لإشعال حرب تحرق الأخضر واليابس لسباق جملين كما في حرب داحس والغبراء، وإن كانت المدنية قد طغت بمظاهرها في العالم العربي فإن العقلية كما يبدو هي نفسها قبل أكثر من ألفي عام، عقلية تفسر كل شيء بشكل شخصي وتعتبر الاقالة اهانة، فاعتراض حمد ليس على مستحقاته أو شرطه الجزائي وإنما اعتراضه على الاقالة بحذ ذاتها والتي هي جريمة لا تغتفر ولا يمكن تبريرها من وجهة نظره!.

كل ما يحدث في محيطنا العربي من دمار وخراب وحروب وتخلف رياضي واقتصادي ليس ببعيد عن عقليتنا واسلوب تفكيرنا وطريقة تفسيرنا للأمور، فإما نغرق جميعا أو نتقاتل حتى الغرق.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4490 - الإثنين 22 ديسمبر 2014م الموافق 30 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:41 ص

      هذي مشكلتكم

      قليلين خبرة وماتفهون في الكورة بلمره ياعمي الكبتن عدنان حمد بعد مطاردت الاتحاد سنتين هل يعقل بعد شهرين ترمي أخطاء الاتحاد لسنوات على المدرب الجديد وتقول عشان نفسيات اللاعبين وأي مدرب حقق معاك بطوله عشان حمد أخفق بصراحه انتو الكتاب مع الخيل ياشقرا

    • زائر 2 | 10:15 م

      كلام واقعي

      شكرًا علي الكلام الواقي ولكن ماذا عن أقالت كريم من ملعب الارسنل هل ستعيدحماس اللعب اليله او يجب إعادته التدرب وإقالته كانت خاطه وهل الممزق يعود الي أمجاده !!!!!!! تساؤلات تجد الجواب في الآرسنال

اقرأ ايضاً