العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ

بين الوزير والنوّاب في شأن الثقافة والسياحة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بدأت المعارك النيابية بالأمس وكان على رأسها ملف الثقافة والسياحة، وهذه المرّة كانت بين وزير مجلسي الشورى والنوّاب غانم البوعينين، وبين نوّاب «بصوتك تقدر». ونعتقد أنّ هؤلاء النوّاب متميّزون هذه المرّة في إيصال صوتهم بكل قوّة على أي صوت مغاير لهم، والدليل ما حدث في المجلس بشأن الثقافة والسياحة!

وغانم البوعينين له من الخبرة والمدّة الطويلة في المجلس ما يُعينه على رد وصد النوّاب إذا ما ابتعدوا عن اللوائح والقوانين المناطة بهم، وها نحن نشهد في هذا الفصل التشريعي الجديد أوّل قفزة للنوّاب على الوزير، ونعلم بأنّ الوزير بحنكته أخرسهم هذه المرّة.

لقد قلنا سابقاً بأنّ السياحة هي محور طمع الجميع، التجّار والاسلاميين بالذات، تاركين الثقافة على جنب، مع أنّ الاستثمار في الثقافة لا يتم إلاّ بدمجها مع شقيقتها السياحة، وما قام به النائب محمّد الأحمد وعبدالحليم مراد من ردود على وزير مجلسي الشورى والنوّاب يؤكّد كلامنا في هذا الشأن.

ولكن قالها البوعينين بصراحة ونتمنّى من النوّاب الاستماع له، إذ أكّد بأنّ إنشاء المؤسسات والهيئات الحكومية من اختصاص جلالة الملك، ومن حق النواب تقديم مقترحاتهم في حدود الدستور والقانون، وقد طلب الوزير التأجيل لكي يعلم ماهية المقترح ولتجهز الحكومة ردها عليه، والطريقة المعتادة أن يحول الموضوع إلى اللجنة المختصة. فهل يستمع النوّاب إلى الوزير هذه المرّة أم أنّهم دخلوا المجلس وفي نيّتهم التغيير الذي يريدونه ولا يريده الشعب؟ وبصراحة نعلم بأنّ «أمي لا تقدر إلاّ على أبوي»!

سؤالٌ للإسلاميين: ماذا تريدون من قطاع السياحة؟ هل هو بمثابة أجندة لكم اليوم من أجل «أسلمة» السياحة؟ وهل من المعقول أسلمة السياحة وإدخالها في السياسة؟ أم أنّ الثقافة والسياحة هي واجهة البلد المتحضّر ويجب ألاّ يتم مسّها لا من بعيد ولا من قريب! وهل جملة العضو مراد بأنّ الحكومة «تخالف الدستور» في عدم إحالة قطاع السياحة إلى جهة معينة وعدم تحديد وزير مسئول عنها، تدل على اهتمام الجمعيات السياسية المتأسلمة الشديد بهذا القطاع؟ أم أنّها شخصنة للملفّات بعد المعركة النيابية التي تمّت بين وزيرة الثقافة والسياحة السابقة مي بنت محمّد آل خليفة وبين النوّاب السابقين؟ أي أنّ الموضوع هو تصفية حسابات مع الوزيرة السابقة؟

طلبنا من القيادة الرشيدة حسم الموقف في مقالنا بالأمس، ونحن فعلاً ننتظر حسم الموقف بعدم فصل الثقافة عن السياحة لما لهما من أهمّية وتجانس، فعمل السياحة لا يتم من دون ثقافة وعمل الثقافة لا يتم من دون سياحة، وما يحدث على أرض الواقع من تنازع على عرش السياحة دليل قاطع بما يضمر في النفوس اليوم.

لقد كشّر الجميع عن أنيابهم في التهام قطاع السياحة، وكلّ له نيّته التي تحرّكه في احتواء هذا الملف، إلاّ أن الثقافة والسياحة ماضية في مشاريعها من دون توقّف إلى الآن، وتنتظر حكمة جلالة الملك في الإعلان عن مصيرها، ونتمنّى ألاّ تدخل المصالح في إبعاد وزيرة الثقافة والسياحة عن موقعها، فالانجازات تشهد والمواقع الأثرية تتكلّم، وحتى الفنادق تنطق بأنّ هناك تغييراً جذرياً واضحاً وضوح الشمس.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:52 م

      للاسف

      تحولت الى محامية عن وزيرة سابقة.كوني موضوعية ومستقلة.

    • زائر 2 | 10:00 م

      لا تحاتين تحت السيطرة هذا المجلس

      لن يستطيعون تحريك خوصة في مجلسهم دون امر الحكومة ومن المستحيل ان يحدث العكس وهو تحريك اصغر خوصة في مجلس الوزراء هذا حلم صعب المنال ونقول ما تريده الحكومة الحكم هو ما سيكون وغير ذلك لن يكون وخميس ريح لان بكره عطلة للجميع لكي يرتاح

اقرأ ايضاً