العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ

حركة يهودية معادية لـ «إسرائيل»

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

منذ ما قبل 17 من ديسمبر/ كانون الأول 2010، حيث بداية انطلاق موجات الاحتجاج في العالم العربي والتي أطاحت برؤساء لم يخطر على بال أحد أن يطاح بهم، والإعلام لا ينفك يروّج للمعارضين في الدول التي يختلفون معها في السياسة أو العرق أو الدين، ويغضون الطرف عن تلك الدول التي يتفقون معها أو تربطهم بها مصالح متبادلة، حتى وإن كانت دولاً لا تحترم أدنى أساسيات حقوق الإنسان في التعامل مع شعوبها.

فلم نرَ يوماً إلحاحاً من قِبَل الإعلام على التعريف بحركة «ناطوري كارتا» أو «حارس البوابة» اليهودية التي ترفض الدولة الصهيونية وترى أن الحكم في فلسطين والأراضي المحتلة يجب أن يكون فلسطينياً، كما تفعل في الترويج لكثير من الحركات المعارضة حتى تلك الإرهابية حين تختلف مع القيادة السياسية لدولة ما، ولا يأتي ذكرها إلا بشكلٍ نادرٍ حتى أن الأجيال الجديدة لا تعرفها ولم تسمع بها.

لقد تأسست حركة «ناطوري كارتا» في العام 1935، وهي حركة يهودية أرثوذكسية، يبلغ عدد أعضائها حوالي 5000 يهودي، ويتواجدون في القدس ولندن ونيويورك، وبين الفينة والأخرى يقترحون على الفلسطينيين طرقاً لإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة باعتباره غير شرعي؛ فهم لا يؤمنون بشرعية «إسرائيل»، ويعتبرونها مجرد «عصابات مافيا» استطاعت أن تؤثر على اليهود بالقوة وترغمهم على القبول بها، كما فعلوا في العام 2004 و2005، و2009 حين قدّموا رسالة إلى حركة «حماس»، تشمل خطة للتخلص من الكيان الصهيوني بشكل «سهل» على حد تعبيرهم. كما ترى الحركة أن على المسلمين أن يتّحدوا مع اليهود المعارضين للكيان المحتل لتنتهي دولة «إسرائيل» غير الشرعية بشكل سلمي.

اللافت أن المنتمين لهذه الحركة يعيشون في أزقة قديمة في القدس المحتلة، ويتعرضون لهجوم دائم من قبل الصهاينة، كحال أية معارضة في أية دولة أخرى، ولم يسلم من قمعهم طفل ولا شيخ ولا عجوز أو شابة، حتى أن مقابرهم لم تسلم أبداً من الاعتداء عليها كما ذكر أحدهم في تقرير بثته القناة الفلسطينية قبل فترة قصيرة.

وبغض النظر عن الانتماء الديني لهذه الحركة، إذ أن هنالك من يقول إن الصراع بينها وبين الكيان الصهيوني المحتل هو مجرد صراع ديني يتمثل في الإيمان بالتلموذ أو التوراة وما جاء فيهما، إلا أن الإشارة لهذا النوع من المنظمات والجماعات اليهودية التي ترفض الاحتلال الصهيوني وكل ممارساته القمعية، وتحاول التوصل لطرق سلمية تنهي وجوده على الأراضي الفلسطينية، قد يفتح أبواب الأمل للأجيال الجديدة في استعادة الأراضي المحتلة بعد أن اعتادت الحكومات على الوضع الراهن، وبعد أن طبعت بعض الدول علاقاتها مع هذا الكيان واعتبرته صديقاً، وما السكوت عما يفعله بمعارضيه قبل الفلسطينيين الذين لا تمر عليهم ساعة واحدة إلا ويهان أفراد منهم أو يعتقلوا أو يصابوا أو يقتلوا... إلا دليلاً على هذه الصداقات العربية الإسرائيلية!

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:25 ص

      ناطوري كارتا تعني حراس المدينة

      هم الأصل الحقيقي للدين اليهودي،هم المعنى الحقيقي لهذا الدين الذين نجلهم لأننهم تمردوا على الصهيونية التي حولت هذا الدين الى دولة صهيونية عنصريه،وأتت بكل الأفاقين من كل أصقاع العالم ليستبدلوا وطنا لا يملكونه وشردوا وقتلوا شعب فلسطين،وزعموا بهيكل سليمان الذي لا وجود له وتدمير أولى الحرمين الأقصى...تحويل الدين الى وطن يقصي اليهود من دينهم ويجعلهم عصابات مجرمة،فاليهودية هي دين كغيرها من الأديان السماوية لا وطن لها،فكل ينتمي للوطن الذي هو فيه...نهايتهم ستكون على أيديهم..التاريخ سيؤكد ذلك.

اقرأ ايضاً