العدد 4494 - الجمعة 26 ديسمبر 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1436هـ

القطان: الشخصية الإسلامية تتعرض لحملات تستهدف إزالتها

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن الشخصية الإسلامية تأثرت عبر القرون، ومازالت تتعرض إلى «حملات آثمة» وهي مستهدفة بإزالتها، مؤكداً أن محور بناء الشخصية الإسلامية هو غرس العقيدة الصحيحة، وتقوية الإيمان بالله عز وجل، فالعقيدة الصحيحة تكشف زيف الشبهات، والإيمان بالله يربي على الثبات أمام المطامع والشهوات، كما أن العبادة بمفهومها الشامل، تغذي بناء الشخصية.

وأوضح القطان في خطبته يوم أمس الجمعة (26 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، أن «أسلوب الحوار المثمر، والمكاشفة والمصارحة للفتيان والفتيات، للإقناع بالحجة والبيان، من وسائل بناء الشخصية الإسلامية».

وبيّن أن «المرأة المسلمة شخصيتها ومكانتها في هذا الدين عظيمة، فعليها الاعتزاز بها، والحذر الحذر من مكائد أعداء الإسلام وأذنابهم ودعواتهم الباطلة المفسدة، يجب عليها تقوى الله، والالتزام بتعاليم دينها، ولزوم العفاف والحجاب الشرعي والاحتشام، والبعد عن التشبه بغير المسلمات في لباسهن وأزيائهن وعريهن وتبرجهن، ونذكر الجميع شباباً ونساءً ورجالاً، بقول الرسول (ص): (من تشبه بقوم فهو منهم)».

وفي خطبته، قال القطان: «لقد أدى التواصل العجيب، بين أجزاء الكرة الأرضية، إلى نوع من تدفق الثقافات، وتعدد منابع التلقي، وأصبح العالم اليوم يهدر بسيل جارف من العقائد والأفكار والتصورات والمفاهيم. ترى فيه أخلاقاً متباينة، واتجاهات مختلفة، وأنماطاً متفاوتة، يبرز ذلك، واقع المجتمعات البشرية اليوم، وما تعيشه من عذاب في ضميرها، واضطراب في بنيتها، وانحدار في أخلاقها، ومسخ لشخصيتها. وسبيل النجاة لتلك المجتمعات، إعلان الاستسلام لله حقيقة، والانقياد لطاعته صدقاً، إذ لا سبيل غيره».

وأشار إلى أن «الشخصية الإسلامية تأثرت عبر القرون، وتعرضت ومازالت إلى حملات آثمة، استهدفت إزالتها وتدميرها وتشويهها ومسخها، وذلك بما يلقيه غير المسلمين من شبهات وشهوات، وبما جاءوا به من فلسفات وثقافات، لذا كان لزاماً على الآباء والمربين، والمعلمين ومؤسسات التربية والتعليم، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، أن تقوم بتأصيل بناء الشخصية الإسلامية، وتغذية المناعة الداخلية، وإيجاد الحصانة الذاتية».

ونبه إلى أن «الإسلام لا يعارض الأخذ بالمفيد الصالح، والجديد النافع، ولو كان من العدو، مما اشتمل على مصلحة دنيوية، ولا يخالف حكماً شرعياً، أو أدباً نبوياً، فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها، يدخل في ذلك، مجاراة الآخرين، في العلوم والاختراعات والصناعات وأسباب التقدم. أما محاكاة المسلمين لغيرهم من الأمم، والتشبه بهم، وتقليدهم في شعائرهم الدينية، وأخلاقهم الاجتماعية، وطقوسهم الخاصة، وأعيادهم ومناسباتهم وتجمعاتهم المخالفة، ومحاكاتهم في الميوعة والانحلال الخلقي والفساد، بلبس الملابس العارية الخليعة والتبرج والرقص واللهو والتزيّن والغناء الماجن وتعاطي الخمور والمخدرات وغيرها من المحرمات، فهذه المحاكاة مخالفة ومصادمة لديننا الحنيف، ومخالفة لإيماننا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبالرسول محمد (ص) هادياً وإماماً».

وقال إن: «بيان هذه المخالفة هو أننا نحن المسلمين، نعتقد جازمين بأننا أهدى الناس طريقاً، وأقومهم سبيلاً، وأرشدهم سلوكاً في هذه الحياة، وقد أقامنا الله مقام الشهادة على الأمم كلها، نشهد عليهم بانحرافهم وضلالهم».

وشدد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي على أن «هذا المقام مقام عزيز، كيف يتناسب معه، أن نكون أتباعاً لغيرنا، نقلدهم في عاداتهم وتصرفاتهم، ونحاكيهم ونتشبّه بهم في أخلاقهم وسلوكهم. ثم إن المؤمن عزيزٌ بإيمانه، مستعل بما معه من الحق والهدى. إن المؤمن هو الأعلى عقيدة وتصوراً، خلقاً وسلوكاً، شريعة ونظاماً، فكيف يتناسب مع هذا الاستعلاء أن يقلد عادات غير المسلمين، ويحاكي تقاليدهم وطقوسهم وشعائرهم؟».

العدد 4494 - الجمعة 26 ديسمبر 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:32 م

      لماذا نحب صراع الهويات ؟

      اليوم هناك مناسبات عالمية الاتفاق عليها قد يقلل من اتساع فارق الثقافات و الهويات الذي يؤدي إلى الأحقاد و التباغض و القتل و التناحر ، نحن بحاجة لثقافة المحبة و الانفتاح على الآخرين و إيجاد كل مشترك بإمكاننا أن نلتقي به مع الآخر لا أن نبحث عن كل ما يفرق و يبعث على الحقد بعنوان عدم التشبه أو غيرها من عناوين ، لقد جربنا ثقافة التباعد و الباغض و رأينا ثمارها التي انهكتنا و احرقتنا ، فلماذا لا نجرب ثقافة التقارب و المحبة و نقترب من ثمارها ؟

    • زائر 2 | 9:38 م

      القطان: الشخصية الإسلامية تتعرض لحملات تستهدف إزالتها

      اضبط الداخل يعتدل الخارج ياشيخ
      العدل والمساواة وتربية الابناء تربية صحيحة قائمة على المودة واحترام الآخر وعدم تمييزة وتهميشة والاتيان بأشخاص غرباء على مجتمعنا.
      ان فعلت ذلك تحمي الداخل وتؤمن الخارج .

    • زائر 1 | 9:37 م

      99

      ليش من الي يدعم داعش ؟

اقرأ ايضاً