العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ

«العدل» تقيم الحفل السنوي بذكرى المولد النبوي وسط حضور لافت

المشاركون: الإسلام دين عالمي لا يعرف للإرهاب مسلكاً ولا للعنف موئلاً

الحضور في الحفل السنوي بمناسبة المولد النبوي الشريف في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي
الحضور في الحفل السنوي بمناسبة المولد النبوي الشريف في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي

المنامة - وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف 

03 يناير 2015

نظمت إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف أمس الأول الجمعة (2 يناير/ كانون الثاني 2015)، تحت رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، الحفل السنوي بمناسبة المولد النبوي الشريف بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، بحضور وكيل الشئون الإسلامية فريد المفتاح وعدد من المشايخ، وعدد من أفراد السلك الدبلوماسي، وجمع غفير من المواطنين والمقيمين.

وبعد تلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم ألقى المفتاح كلمة قال فيها: «نعيش هذه الأيام نفحات شهر ربيع الأول الذي كان ظرفاً وتحولاً محورياً لأعظم حدث في تاريخ البشرية ألا وهو مولد خير البرية ورسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليكون مولده تاريخاً فارقاً في حياة الإنسانية، تاريخ أسس بنيانه على مبادئ الأخلاق والتسامح، والتعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي، تاريخ لا يعرف لصراع الحضارات طريقاً، ولا للإرهاب مسلكاً، ولا للعنف موئلاً، بل ينادي بالتعامل على أساس التراحم والتسامح والتعارف والإخاء والإنساني والانفتاح الحضاري والتعاون العولمي والتلاقح الثقافي».

وأضاف المفتاح أن دعوة الإسلام للتعارف الإنساني وحرص تشريعاته على إقامة مبادئ العلاقات الإنسانية السوية الإيجابية بين الشعوب والأمم والحضارات تنطلق من وسطية نهج الشريعة الإسلامية التي جاءت باليسر والتيسير والتخفيف ورفع الحرج وتحليها بالمرونة في مقاصدها وغاياتها وأحكامها، والحفاظ على الضرورات الخمس في الحياة الإنسانية: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، حيث حرص الإسلام على وسطية الفكر والعبادة والمواقف والعمل وزجر بل وغلظ النهي عن الغلو والتطرف والتشدد، ونبذ العنف والإرهاب ورفع من شأن العلم والعلماء، وأعلى من قيم التسامح والرحمة والألفة والانفتاح والتعايش.

وقال إن ما أنعم الله به علينا في مملكة البحرين من إسلام وعروبة يجتمع عليهما أبناء هذا الشعب الكريم تزيد أبناء هذا الوطن فخراً وشرفاً وانتماءً ووعياً، وتضعنا جميعاً أمام اختبار الوطنية الخالصة للوطن وقيادته وولاة أمره في ظل نجاح مسيرة إصلاحية حكيمة وديمقراطية مستمرة راقية تزداد رسوخاً ونضوجاً يوماً بعد يوم، عبر قنواتها القانونية وسلطاتها الدستورية لتحقيق الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والتقدم لمملكتنا الغالية.

وتابع المفتاح أن طريق التنمية والإصلاح يحتاج إلى سواعد مخلصة من أبناء هذا الوطن العزيز الذين يحرصون على تحقيق أمنه والمشاركة الإيجابية الفاعلة في رقيه وتقدمه وتحضره وأن يكونوا جميعاً يداً واحدة في وجه كل متربص عابث بأمن الوطن والمواطن، وإن ثقة قيادتنا بقدرة كل بحريني وبحرينية على الإسهام بفاعلية وإيجابية في مسيرة التقدم والنماء تزيدنا حرصاً على العمل والإنتاج والتميز والإبداع في العطاء من أجل مستقبل أفضل لنا ولأجيالنا ولوطننا.

من جانبه، ألقى الشيخ محمد المحمود كلمة أشار فيها إلى أهمية دراسة السيرة النبوية من أجل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قائلاً: كل واحد منا، جماعات وأفراد، حكومات ومحكومين نسأل أنفسنا هل نحن نقترب من منهج رسول الله أم نبتعد؟ هل نقتفي أثره في أخلاقنا وأعمالنا وسلوكنا؟ لافتاً إلى أن أحداً من العلماء تتبع ما ذكر عن سيدنا رسول الله في القرآن من خطاب متلاقٍ وأخبار وضمائر فوجدها في أكثر من ألفي موضع، فالوفرة تعطي السهولة في النهل من هذه السيرة العطرة، ولكن تبقى الصعوبة في أن تتكلم عن أفضل الخلق وأشرفهم وإمام الأنبياء والمرسلين.

وقال المحمود: إذا كان المولى سبحانه وتعالى قد سلم على سيدنا يحيى فقال سبحانه في (سورة مريم: آية 15): «وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً»، وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام سلم على نفسه فقال (آية: 33): «والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً»، أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد صلى الله تعالى عليه والملائكة فقال تعالى: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً» (الأحزاب: 56).

إلى ذلك تحدث عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ محمد حسن عبدالمهدي قائلاً: «إننا اليوم نستحضر تلك المعاني السامية التي عبقت بها حياة النبي صلى الله عليه وآله، ومازالت عبقاتها تنثر الخير والصلاح والحب والمودة والتسامح والفضيلة بين طلاب الحق الباحثين عن الهدى مستظلين بظلال القرآن وهدي سيد الأنام، فرسالته ليست حكراً على فئة معينة بل هي للعالمين، فهو المبشر والمنذر كما وصفه الله تعالى فقال: «إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً» (فاطر: 24).

وأضاف أن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله المصطفى وهو خاتم أنبيائه ورسله إلى الناس جميعاً ليحيى من حيّ عن بينه ويقطع عذر المسوّفين والمتعلقين بالأهواء، فرسالته العالمية الخاتمة دليل على صلاحيتها لكل زمان ومكان لمن وعاها وأخذ بها واستنّ بسننها وتمسك بتعاليمها في خضم هذه الحياة المتكالبة بأهلها.

وأشار عبدالمهدي إلى أن تمام انقياد المسلم في دنياه وآخرته يتحقق بطاعة الله وطاعة رسوله، ولا تتحقق الطاعة إلا بتمام الأخذ عنه والتسليم لأمره صلى الله عليه وآله، ومن تمام التسليم الرضا والتعبير عن الحب الصادق والانقياد الكامل والتعلق التام به وأن يعيش بين جوانحنا ويملأ حياتنا وشعورنا ومشاعرنا وأن نستلهمه في كل لحظات حياتنا بل أن يجري فينا مجرى الدم في عروقنا.

العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:04 ص

      الاحتفال بالمولد النبوي مو حرام؟

      ليس تحتفلون بمولد النبي؟ مفتي السعودية يقول بدعة ضالة.

اقرأ ايضاً