العدد 4514 - الخميس 15 يناير 2015م الموافق 24 ربيع الاول 1436هـ

جولة السيسي... نحو رؤية صحيحة للعلاقات المصرية الخليجية

محمد نعمان جلال comments [at] alwasatnews.com

سفير مصر الأسبق في الصين

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للكويت في إطار جولة لعدد من دول مجلس التعاون، ومن المتوقع أن يتم استكمال الجولة في القريب العاجل لتشمل باقي الدول التي كان مخططاً زيارتها.

ولقد نشرت بعض الصحف العربية والمصرية أن الجولة تستهدف بحث الحصول على أموال خليجية للتنمية في مصر، وهذا ربما كان أحد نتائج الجولة، ولكن الهدف الرئيسي والفهم الصحيح للجولة هو ما عبّر عنه أحد كتاب الأعمدة بصحيفة بحرينية، وهو أن مصر أكبر من أن يأتي رئيسها لمجرد الحصول على مال لتنمية بلاده، ودول الخليج أكبر من أن تحتاج لمن يطلب منها تقديم أموال لمصر. وأضيف بأن مصر العروبة لم تتوان عبر تاريخها عن المساهمة في تنمية الخليج قبل ظهور النفط وبعده، ولم تفكّر يوماً في مقابل لذلك، ودول الخليج عبّرت دائماً عن حرصها على دعم مصر دون مقابل أيضاً.

فالفكر والثقافة العربية، والطابع القومي العربي، ومصلحة الأمن القومي العربي، هي الأهم والأدق في فهم وتحليل طبيعة علاقات مصر الخليجية. ولم تطلب مصر شيئاً مقابل دعم الكويت في مواجهة تهديدها في عهد حكم عبد الكريم قاسم، أو في مواجهة العدوان والغزو الذي قام به صدام حسين رغم الإغراءات المادية التي عرضها على مصر في حينه، كما لم تطلب مصر شيئاً مقابل دعمها لسيادة واستقلال البحرين في مواجهة التهديدات الصريحة والضمنية من إيران، ولا في دعم موقف الإمارات العربية المتحدة لتأكيد حقّها في استعادة جزرها الثلاث المحتلة أو في مواجهة أية ضغوط تمارس ضدها أية دولة خليجية.

ودول الخليج من جانبها، لم تتوان في مساندة المواقف المصرية المعبرة عن مصالح مصر الوطنية، وما تتعرّض له من ضغوط إقليمية ودولية. إن هذا هو المفهوم الصحيح للعلاقة المصرية الخليجية ولزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

لقد مضى عهد الفكر المتخلف في النظرة لعلاقة مصر الخليجية ولقيام أحد المسئولين من مصر بجولات من أجل مصالح شخصية، والمستقبل الواعد هو بعلاقة استراتيجية عميقة بين الطرفين، بعيداً عن المصالح الشخصية أو النظرة الطفيفة لتلك العلاقات.

إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"

العدد 4514 - الخميس 15 يناير 2015م الموافق 24 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:12 ص

      الدول تبني علاقاتها على مبدأ المصالح المشتركة.

      الأمن القومي العربي!!!! في غياهب المجهول.....احترام حقوق الشعوب من اهم أولويات الأمن ،فأيننا من ذلك؟ تلبيس الحق بالباطل وخلق اعداء وهميين ليست من الأمور التي تخلق الاستقرار....أعيد وأكرر اين الشعوب مما يحصل من تعدي على الأمن القومي العربي؟

    • زائر 2 | 10:55 م

      فاقد الشيء لا يعطيه

      السيسي مع تقديرنا لفكره ولكن عليه أن يصلح داره قبل أن يقوم بإصلاح دور الآخرين.

اقرأ ايضاً