العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ

منطقتنا أمام مفترق طرق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأزمات والحروب والقضايا والتشنجات في منطقتنا أصبحت متداخلة أكثر من أيِّ وقت مضى... ففي مطلع العام 2011، كانت الميادين في عدة بلدان عربية تمتلئ بالشباب الذين رفعوا شعارات الحرية والعيش الكريم والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن تلك الشعارات بدأت تختفي، وتحوّلت الشعارات نحو الطائفية والقبلية والإثنية. وعليه، فإن عدة بلدان أصبحت مقسمة على أرض الواقع، بينما حدثت شروخ وانقسامات مجتمعية ونفسية عميقة في بلدان أخرى.

قبل أربع سنوات توقع المراقبون بأن رياح الديمقراطية بدأت تهُبُّ على العالم العربي، وأن هذه الموجة ستكون شبيهة - ربما - بما حدث لشرق أوروبا في تسعينات القرن الماضي. لم يدُمْ ذلك طويلاً حتى انفجر الصراع الدموي على أسس طائفية وإثنية (كما في سورية والعراق)، أو قبَلية (كما في ليبيا)، والميادين التي كانت تحتضن الشباب وشعاراتهم تحوّلت إلى مقاطع فيديو لقطع الرؤوس تُوزَّع على مواقع التواصل الاجتماعي.

البعض رأى بأن منطقتنا بدأت «حرب الثلاثين عاماً»، وهي تشبيه بسلسلة الحروب الطائفية في أوروبا بين عامي 1618 و1648 والتي كانت من أكثر وأطول الصراعات المدمرة في التاريخ الأوروبي بسبب الخلافات بين المذهبين البروتستانتي والكاثوليكي، ولم تنتهِ تلك الحرب إلا بتغيير جوهري في الجغرافيا السياسية وفي طبيعة العلاقات بين الدول.

هذه الرؤى والتحليلات قد تكون صحيحة جزئياً، ولكنها تفتقر إلى الطموح نحو مستقبل أفضل، إذ إن هناك من يطرح بأن الأفضل هو الموجود، لأن البديل نتيجته ما نرى أمام أعيننا في كل مكان. وعلى أساس ذلك نرى عودة «القبضة الأمنية» كنمط محبب في عدة مناطق لمنع انزلاق الأوضاع نحو ما نراه من فظائع هنا وهناك.

إن منطقتنا أمام تقاطع طرق، بين العبثية والإرهاب، أو العودة إلى العقليات الأمنية التي تخنق الحياة العامة.

إننا نؤمن بأن منطقتنا تستحق أفضل من ذلك، بل إنها ينبغي أن تكون مصدراً للخير والسمو في الفكر والعطاء، وهذا يتطلب أن نعي بأن حرية الإنسان وكرامته فوق كل اعتبار، وأن أيَّ خيار يلمس كرامة الإنسان فإنه أيضاً يعجز عن خلق الأمن والاستقرار الحقيقي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 1:13 م

      العلمانية ماهية

      اعتقد ان العلمانية دين جديد يحاول ان يحارب الديانات الأخرى بكل وسائل الإرهاب الفكرية و الإرهاب المسلح وهذا ما نراه من محاولة اقصاء من لايتفق مع رأيه

    • زائر 15 | 12:31 م

      الكتاب من عنوانه

      كنا نحذر من الانزلاق في عام 2011 من انزلاق الوضع لأسباب متعددة أهمها بان الشارع يقاد من حركات غير ديمقراطية لان فاقد الشئ لا يعطيه وفرق شاسع بين حركة التنوير الأوروبية التي أسقطت الكنيسة وبين الخريف العربي الذي قاده الاسلام السياسي الذي يكرس الثيوقراطية. ومعظم الحركات العربية غير ناضجة سياسيا ولا تملك استراتيجية ديمقراطية ومدنية حره.

    • زائر 13 | 5:50 ص

      لا تخف على منطقتنا

      لن تقم عندنا حرب طائفيه مثل ما حدث في اوروبا كما ذكرت لان السنه والشيعه عندهم مايربطهم معا اكثر من ما يفرقهم.

    • زائر 14 زائر 13 | 8:25 ص

      المحترم هذ التبرير ما أشعل القتال الطائفي في المنطقة 1615

      الابتعاد عن الحقيقة والخلاف العميق الديني بين المذاهب والتكفير لبعضهم اللذي يمس أهم الرموز والمقدسات يجب التسليم بهذا الواقع المرير هذا بداية الحل ونبعد المعتقدات عن الشأن السياسي ونتعض مما يحدث في الجوار

    • زائر 11 | 3:13 ص

      محب الوطن هذا ما حذرنا منه الصراع الديني بسبب إقحام المذاهب في السياسة 1100

      صباح الخير ما نبذته الدول العريقة صراع المذاهب المسيحية وأبعادها عن السياسة وما سبب من دماء غزيرة شيوخنا المذهبين يجلبون صراعهم التاريخي الكريه والمكفر لبعض باسم الديمقراطية وما نشاهده من دمار في العراق وسوريا لبنان اليمن والبحرين وحتى أحداث السعودية

    • زائر 10 | 1:15 ص

      ...

      لن يدوم الحال لأي سياسة تقوم ع.... وعدم مواكبة ما حصل ويحصل في العالم من تطوّر وتقدّم والذي يشمل رقي العقل البشري بحيث يصبح الانسان لا يقبل سياسة ... وسلب الحقوق والعيش كمواطنين مهملين

    • زائر 9 | 1:03 ص

      محب الوطن الكل مطالب بإبعاد البحرين عن الحرب الدينية المدمرة 0855

      صباح الخير من يقف مع الجمعيات المذهبية السنية والشيعية هو مشارك بوعي أو من غير وعي في جرجرة البحرين إلى الصراع الديني الكارثي ومن يرفض قيام جمعيات مدنية تحتضن الجميع هو يتحمل تبعاة هذا الحقد والتفرقة والتكفير بين المواطنين فمادخل جمعيات عنصرية بالمطالب العادلة أو الديمقراطية العريقة

    • زائر 5 | 11:46 م

      تشخيص واقعي لأزمة الشعوب العربية

      بعد الحروب الدينية في أوروبا و هلاك ملايين الأرواح بين المذهبين المسيحيين أيقن الاوروبيون بعدها أنه ليس من الحكمة أن تكون السياسة في يد رجال الدين لأن كل اختلاف ديني سيتحول لحرب سياسية طاحنة كما هو حاصل لدينا اليوم، و منذ أن ابعد الاوروبيون هيمنة رجال الدين عن السياسة أصبحت سياستهم أكثر عقلانية.
      نتمنى حال أفضل فيه محبة إنسانية و الاعتراف بحق الانسان بما أنه إنسان فقط لا بما أنه إسلامي أو غير إسلامي،بما انه سني أو شيعي، و لكن جماعات الاسلام السياسي تمنع هذا الأمل و لولاهم لما حدثت الحروب الطائفية

    • زائر 4 | 11:40 م

      العلمانية هي الحل

      العلمانية و إلغاء الجمعيات السياسية الشيعية و السنية و منع رجال الكهنوت من التدخل في الشأن العام فلا انا سأقبل أبداً باللحية الطويلة و لا الآخر سيقبل أبداً بالعمامة و سنبقى في صراع للأبد اذا لم نتجه للعلمانية

    • زائر 12 زائر 4 | 4:03 ص

      اتفق معك

      اتفق معكم انتهى زمن اهل الكهف لن يكون لنا مكان في هذا العالم الا بالفكر العقلاني الموضوعي انتهى زمن الوصاية غلى عقول البشر وحرق الازمنه والعودة الى الماضي

    • زائر 16 زائر 4 | 12:37 م

      اشكرك دكتور ..

      اقليمية التكتل الحزبي
       
      بطبيعة الحال وهذه مشكلة الوضع الاقليمي الذي نمت عنه تحول في المجتمع الديمقراطي.. الذي تجسد من الطفرة الديمقراطية. الطفرة الذي نمت عنها اتفاقيات فيثاغورث الاقليمي.. مجمتع اخر نمت عنه تكتل الاحزاب الموالية للطفرة الشيوعية .. نعم وفي البحرين بالذات .. ماهي الا تحولات ارقت المجتمع بسبب سياسات لم تكن مدولة من الاحزاب

    • زائر 3 | 11:04 م

      استمعت لمقابلة وهالني ما سمعت

      من زرع التشدد ونشره باسم الاسلام ولا لأرقام المخيفة والدلائل هي تلك الدولة التي رفعت راية نشر الديمقراطية في سوريا وكانت الشوكة التي المت العراق وصاحبت الدور في إسقاط القذافي والكثير فإنها وعلى مدى سنوات طويلة وهذه كلام المنتدي في تلك المقابلة التلفزيونية أقامت الكثير من المؤسسات الدينية هدفها نشر الاسلام ظاهريا لكنه اساسا نشر ذلك المذهب الذي يكفر اشترت صمت مركز كارتر بالملايين اشترت صمت اصحاب النفود في امريكا عملت لنفسها لوبيا في مجال صناعة الاسلحة بشرائها المليارات من الاسلحة التي لا تحتاجها

    • زائر 1 | 10:21 م

      أن حرية الإنسان وكرامته فوق كل اعتبار

      إننا نؤمن بأن منطقتنا تستحق أفضل من ذلك، بل إنها ينبغي أن تكون مصدراً للخير والسمو في الفكر والعطاء، وهذا يتطلب أن نعي بأن حرية الإنسان وكرامته فوق كل اعتبار، وأن أيَّ خيار يلمس كرامة الإنسان فإنه أيضاً يعجز عن خلق الأمن والاستقرار الحقيقي.

اقرأ ايضاً