العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ

فرقة الفرح تطلق نداءات سلام مسيحية بألحان مسلمة

أسسها الأب إلياس

أفضل عبارة يمكن أن تصف أعمال فرقة الفرح للإنشاد هي عبارة الشاعر الهندي الفائز بجائزة نوبل رابيندراناث طاغور «تملأ الموسيقى الفراغ اللامتناهي بين روحين».

الفرقة السورية المسيحية تهدف إلى إبراز واقع واحتمالات أن يعيش المسيحيون والمسلمون واليهود معا بأخوة وسلام. وتسعى الفرقة من خلال انصهار التقاليد الموسيقية الآشورية والبيزنطية والإسلامية واللاتينية بكلمات مؤسسها إلياس زحلاوي إلى «تمجيد الذات الإلهية التي نؤمن بها جميعا والتي تجعلنا جميعا أخوة وأخوات».

وكانت الفرقة قد قامت في مارس/ آذار الماضي بجولة في الولايات المتحدة للمشاركة في مهرجان «أرابيسك: فنون العالم العربي» الذي نظمه مركز جون إف كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن العاصمة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية. حول تأثيرات زيارتها تلك، كتبت إيلين ماكارثي من الواشنطن بوست «عندما نحلّ أنفسنا من قيود الصور النمطية الواهنة والكبرياء نصف المتشكّلة، سندخل عالمهم دون أن نترك حدود مدينتنا. سوف نستسلم لفرصة نادرة ثمينة، لنرى ونسمع ونتذوق نكهات الثقافة العربية من خلال الحوار الحميم المتبادل بين الفنان والجمهور. أصبح الحجاب على وشك السقوط».

وتواصل المقالة «لم يسقط الحجاب في واشنطن العاصمة فحسب، وإنما سقط كذلك في ديترويت بميشغان وهنا في مدينتي جاكسونفيل بفلوريدا حيث يعود الفضل لكرم صديقي يزن خطيب، بأن اتحفت فرقة الفرح للإنشاد جمهورا منوعا يزيد عدده على الأربعمائة في مسرح الريتز.

ولكن لماذا يقوم يزن خطيب، وهو مسلم، برعاية فرقة إنشادية مسيحية؟ كان ببساطة يحقق تعليمات قرآنية: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (القرآن الكريم 2:5)».

لم تنشد فرقة الفرح في حفلها في جاكسونفيل الأناشيد المسيحية التقليدية فحسب، وإنما أبدعت في إنشاد أكثر الأناشيد الإسلامية شعبية: «طلع البدر علينا» و «آمين». ولعل أكثر ما يميز الفرقة هو كون جميع منشديها وعددهم 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 - 17 سنة من المسيحيين، أما موسيقيوها وعازفوها فأغلبهم من الشباب المسلمين.

مؤسس الفرقة الأب إلياس زحلاوي يقول إن الفرقة تأسست لتحقق حلم راوده حول استخدام الكنيسة لسد الفجوة بين المجموعات العقائدية والعرقية. كان هدفه بناء منبر مشترك للتواصل ورسالة عالمية من المحبة والسلام. وهو يؤمن أن جميع الأديان تشترك في نفس الروح من الحب والاحترام المتبادلين. لسوء الحظ أن السياسة والاقتصاد وضعا إسفينا بين هذه المجموعات استغلها المتطرفون على كافة الجهات.

وقد تجاوب المسجد الأموي في دمشق الذي يضم هيكلا يقال أنه يضم رأس يوحنا المعمدان «النبي يحيي» مع تطلعات الأب زحلاوي. وظهرت فرقة الفرح ومجموعة من المنشدين من المسجد الأموي في حفل بيعت جميع تذاكره في دمشق، وهم يأملون بالذهاب في رحلة جماعية حول العالم.

وبسؤال الأب زحلاوي عن أهمية ضم أناشيد إسلامية في برنامج الفرقة، أجاب بأن «الله تعالى يحب أن يكون سبب توحيدنا معا وليس التفريق بيننا، وقد قام بصياغة فكرة بسيطة لكنها عميقة يرن صداها في القرآن الكريم «يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا». (قرآن كريم 13:49).

ويؤمن الأب زحلاوي أن المعوقات أمام التفاهم المتبادل يمكن تحطيمها بأصوات الأطفال، التي يمكنها اختراق أقسى القلوب «نحن جزء من أسرة إنسانية واحدة وعلينا أن نحترم بعضنا، وليس فقط أن نتحمل بعضنا بعضا إذا أريد لنا أن نرسي قواعد السلام والعدالة».

* مقال لبرفيز أحمد، أستاذ مشارك في المالية بجامعة نورث فلوريدا، ومعلق حول التجربة الأمريكية المسلمة. والمقال منشور بالتعاون مع خدمة كومون غراوند الإخبارية

العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً