قال مسئول في وزارة الزراعة السعودية إنه ليس من حق ملاك الإبل رفض الفرق الطبية المتخصصة في أخذ عينات للتأكد من سلامتها وخلوها من أي أمراض خاصة فيروس "كورونا"، مشيرا إلى أنه سيتعامل مع الرافضين بالقوة الجبرية لإلزامهم بتسهيل مهامهم، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية، بحسب ما أفادت صحيفة الاقتصادية السعودية في عددها اليوم الأربعاء (18 فبراير/ شباط 2015).
وأكد نائب مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة إبراهيم قاسم ، تعرض ملاك الإبل الرافضين لأخذ عينات للمساءلة والعقوبة، مشيرا إلى أن هناك بعض المربين يحاول التهرب من تفتيش الفرق الطبية، خوفا من كشف حالات إصابات بـ"كورونا" في ماشيته، وهذه تصرفات خاطئة، وتعرض صاحبها للعقوبة بحسب النظام.
وأوضح قاسم أن وزارة الزراعة لم توقف استيراد الإبل أو لحومها من الخارج، منوها بأن الوزارة تعمل بتنسيق تام مع وزارة الصحة، حيث جرى تنفيذ حملات توعوية في أماكن تجمع الإبل مثل أسواق الماشية وساحات وميادين السباقات.
وأشار إلى أن الوزارة شددت فيها على جميع المربين والمخالطين وملاك الإبل، بضرورة توخي الحيطة والأخذ بأسباب الوقاية عند التعامل مع الإبل واتخاذ الإجراءات الصحية، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات العلمية التي أجرتها وزارة الصحة وجود فيروس كورونا في الجهاز التنفسي للجمال.
«الزراعة» شددت على معاقبة ملاك الإبل الرافضين خضوع قطعانهم للفحص. «الاقتصادية»
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أن الحالات التي أعلنت عنها السعودية للمصابين بفيروس "كورونا" خلال الأيام لا تدعو للقلق ولا تعد حرجة، وأنها ضمن التقديرات المتوقعة، متوقعا أن يشهد الشهران المقبلان مزيدا من الإصابات. وأكد الدكتور حسن البشرى ممثل منظمة الصحة العالمية في السعودية، أن لجنة الطوارئ الدولية كانت تنظر إلى حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في السعودية بنوع من القلق، خوفا من انتشاره عبر الحدود لدول أخرى، ويتسبب في وباء كبير، إلا أن الصحة السعودية استطاعت أن تسيطر على المرض منذ ظهوره قبل ثلاث سنوات.
وأوضح البشرى لـ"الاقتصادية" أن المنظمة ما زالت تعمل على عمل البحوث والدراسات حول آلية التعامل مع المرض، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي دواء يقضي على المرض حتى الآن، وأن جميع الأدوية هي لتخفيف الأعراض.
وحول تقييم الصحة العالمية لتعامل وزارة الصحة السعودية مع فيروس "كورونا"، أشار إلى أنهم يخطون خطوات جيدة لعزل المرضى المصابين في المستشفيات، وتوعية الأطباء بخطر العدوى من هذا المرض، مشيرا إلى أهمية التنسيق بين وزارتي الصحة والزراعة لزيادة التوعية فيما يتعلق بمخالطة الإنسان للحيوان.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية يجب التنسيق بين الوزارتين لزيادة جرعات التوعية بخطر نقل المرض من الحيوان إلى الإنسان، وذلك بمشاركة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، لإجراء البحوث، والاستفادة من التجارب في المجال.
من جانبه، قال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة عبدالعزيز سعيد ، إن الوزارة وضعت الاستعدادات اللازمة للتعامل مع الحالات المتزايدة المتوقعة للإصابة بالفيروس، معتبرا زيارة فريق من منظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع، وتقديم الإرشادات للتعامل مع هذا الفيروس خلال الفترة المقبلة، منوها بأن الوزارة استعانت بمختصين دوليين من مركز مكافحة الأمراض والأوبئة في الولايات المتحدة بصورة دائمة طوال العام، للتعاون في برنامج استقصاء أسباب تفشي الأمراض المعدية وغير المعدية، وتقديم الدعم التدريبي للمختصين السعوديين في حقل علم الأوبئة.
ولم يخف ابن سعيد تخوف الوزارة من أن تكون هناك إصابات بين الممارسين الصحيين بفيروس "كورونا"، وهذا جعل الوزارة تشدد عليهم بأهمية التزامهم بالضوابط عند التعامل مع هذه الحالات، محذرة إياهم من التساهل في ذلك، داعية العاملين في المنشآت الصحية إلى الالتزام بالتعليمات وتطبيق الإجراءات الوقائية والعمل بأساسيات مكافحة العدوى، والتقيد بمسارات الفرز للحالات التنفسية في أقسام الطوارئ، واستخدام أدوات الحماية الشخصية حسب الإرشادات المبلغة لهم من مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة.