العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ

«اليونسكو» تطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد تدمير الآثار في الموصل

استنكار عالمي للعملية وتخوُّف من مصير مماثل لمواقع في شمال العراق

مديرة منظمة «اليونسكو» متحدثة في مؤتمر صحافي-afp
مديرة منظمة «اليونسكو» متحدثة في مؤتمر صحافي-afp

أثار نشر تنظيم «داعش» شريط فيديو يظهر تدمير قطع اثرية قيمة في مدينة الموصل استنكاراً عالمياً واسعاً ومخاوف من مصير مشابه لمواقع أخرى في شمال العراق.

وعرض التنظيم الخميس شريطاً يظهر قيام عناصر يستخدمون مطارق وآلات ثقب كهربائية، بتدمير تماثيل آشورية وغيرها يعود تاريخها إلى مئات الأعوام قبل الميلاد، في متحف الموصل وموقع أثري ثان في المدينة.

وطلبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي اثر نشر «الدولة الإسلامية» الخميس شريط فيديو يظهر فيه عناصر من التنظيم المتطرف وهم يدمرون آثاراً في مدينة الموصل بشمال العراق.

وقالت مديرة المنظمة ايرينا بوكوفا في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه إن «هذا الاعتداء هو أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضاً شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق».

وأضافت «لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من امن البلاد».

وكان التنظيم المتطرف نشر الخميس عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يظهر قيام عناصره بتحطيم تماثيل وآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف الموصل، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية.

وقارن علماء وخبراء في الآثار بين هذا العمل وقيام حركة «طالبان» في العام 2001، بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان الأفغانية.

ودان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس (الجمعة) التدمير «الهمجي» للآثار. وقال خلال زيارته الفلبين «الهمجية تطال الأشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة»، مضيفا «ما يريده هؤلاء الإرهابيون هو تدمير كل أوجه الإنسانية».

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأمر «بالجريمة الوحشية التي تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها»، معتبراً أن «هذا الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري لشعب العراق يمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء».

بدورها، وجهت بوكوفا، رسالة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، آملة في «إطلاق تحالف دولي ضد تهريب القطع الأثرية».

واعتبرت تدمير القطع «عملية تطهير ثقافي وتدميرا متعمدا للتراث يستهدف هويات مختلف المجموعات التي تعيش في العراق».

من جهتها، استنكرت وزارة السياحة والآثار العراقية «العمل الإجرامي بحق آثارنا وحضارتنا الإنسانية»، داعية إلى «التطبيق الشديد والفعلي لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير»، في إشارة إلى القرار 2199 الصادر هذا الشهر، بهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم، ومنها تهريب الآثار.

وفي شريط تدمير آثار الموصل، يقول عنصر انها «أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل»، مضيفا ان النبي محمد «أزال الأصنام وطمسها بيده الشريفة عندما فتح مكة» قبل زهاء 1400 عام.

وأثار تدمير الآثار مخاوف على ما تبقى من مواقع تاريخية في محافظة نينوى، وكبرى مدنها الموصل. وابلغ عناصر التنظيم حراس بوابة نركال، أن هدفهم المقبل سيكون «موقع نمرود الأثري» جنوب الموصل، بحسب عالم الآثار العراقي عبدالأمير حمداني.

وقال حمداني، ومقره جامعة ستوني بروك الأميركية، لفرانس برس «هذه ليست نهاية القصة، على المجتمع الدولي التدخل».

وتقع مدينة الحضر التاريخية على مسافة مئة كلم جنوب غرب الموصل، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وتقول المنظمة إن «بقايا المدينة، ولاسيما المعابد حيث تختلط الهندسة المعمارية الهلنستية والرومانية مع الميزات الزخرفية الشرقية، تشهد على عظمة حضارتها».

ويقول مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومقره في البحرين منير بوشناقي، «إذا لم يكن لديك أحد على الأرض، فمن الصعب جدا (حماية الآثار)، وتكون تخاطر أيضا بإلحاق مزيد من التدمير بها».

العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:42 ص

      دايما

      الغزاة لايتركون اثار باقيه لدوله ولنا في بلدنا شاهدا

    • زائر 2 | 10:51 م

      ...

      العراق بلد غني بالآثار معظمها تدمر ايام الحرب على صدام وكان هذا على مرأى ومسمع العالم

    • زائر 1 | 10:03 م

      غرائب الدنيا

      تهدم مساجد اثرية وتنبش قبور وتحرق لا يحرك العالم ساكنا ويهدم صنم فقوم الدنيا ولا تقعد.

اقرأ ايضاً