العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ

«الجهادي جون» من مشجع لكرة قدم إلى متعطش للحرب

صور جون تتصدر الصحف البريطانية في لندن - afp
صور جون تتصدر الصحف البريطانية في لندن - afp

يقول معارف محمد الموازي الذي قالت وسائل إعلام بريطانية وأميركية انه منفذ إعدامات تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف باسم «الجهادي جون» إنه كان شاباً هادئاً انتقل تدريجيا إلى شخص متعطش للحرب.

وقال هؤلاء لصحف بريطانية انهم عاجزون عن التوفيق بين الصورة التي لديهم للموازي المحب لكرة القدم وبين القاتل «السادي والوحشي بدم بارد»، كما يذكره أحد الرهائن السابقين.

ولد الموازي في الكويت إلا أن أسرته انتقلت للإقامة في لندن عندما كان في السادسة ونشأ في نورث كنسنغتون بغرب لندن وكان على اتصال بشبكة من الإسلاميين المتطرفين انكشفت في السنوات الأخيرة.

وبحسب سجل المدرسة للعام 1996 الذي نشرته صحيفة «ذي صن» فإن الموازي كان في طفولته من مشجعي نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم وفرقة «اس كلوب 7» الموسيقية. وقد كتب في السجل «أريد أن أصبح لاعب كرة قدم عندما أكبر».

وانتقل بعدها لدراسة المعلوماتية في جامعة ويستمنستر التي أكدت أن شخصاً يحمل هذا الاسم غادرها قبل ست سنوات وأعربت عن «صدمتها» لمثل هذه الادعاءات.

ونقلت بعض تقارير الإعلام عن طلاب سابقين انهم يتذكرون متطرفين في الجامعة وأن طالباً مرتبطاً بحزب التحرير الإسلامي المتشدد أصبح رئيساً لاتحاد الطلاب الجامعة في وقت لاحق.

وقالت جمعية كيج للحقوق المدنية التي نشرت مراسلات استمرت سنوات مع الموازي إن انتقاله إلى التطرف أتى بعد رحلة إلى تنزانيا في 2009.

وقال الموازي للجمعية إن الهدف من الرحلة كان قضاء إجازة إلا انه اتهم من قبل السلطات البريطانية بالتخطيط للانضمام إلى حركة «الشباب» الإسلامية الصومالية.

وبعد توقيفه تحت تهديد السلاح لمدة يومين في دار السلام، قال الموازي انه أعيد مع أصدقائه إلى بريطانيا مروراً بامستردام وانهم استجوبوا في المطارين، بحسب الرسائل التي نشرتها الجمعية الخميس.

وأضاف ان الاستخبارات البريطانية كانت وراء توقيفه وأنها طلبت منه التجسس لحسابها مهددة إياه «بمشاكل كثيرة» بعد أن رفض الطلب.

وتابعت الجمعية أن الموازي عمل بنصيحة أمه ووالده سائق التاكسي وانتقل للعيش لدى أسرة خطيبته في الكويت كما بدأ عملاً في مجال المعلوماتية.

وقام برحلتين في العام 2010 لزيارة والديه اللذين انتقلا للعيش في منزل متواضع على مشارف مشروع إسكان في غرب لندن.

وروت جارة والديه اليزا موريز لصحيفة «ديلي تلغراف» ان الموازي «كان غريب الأطوار وغير ودود».

وقال الموازي في مراسلته مع كيج إن السلطات منعته عندما حاول العودة إلى الكويت في يوليو/ تموز 2010 من المغادرة وأدرجت اسمه على قوائم الإرهاب.

وأظهرت مستندات قضائية نشرتها وسائل إعلام بريطانية ارتباطه بشبكات متطرفين معروفة باسم «لندن بويز» قامت حركة الشباب الصومالية بتدريبها في البدء. وهؤلاء المتطرفون كانوا «جزءاً من شبكة تضم المملكة المتحدة وشرق إفريقيا وتؤمّن التمويل والمعدات للصومال».

وكتبت صحيفة «ذي غارديان» أن بعض هؤلاء المتطرفين كانوا يلعبون كرة القدم معاً.

وربطت الصحف بين الموازي وبلال البرجاوي الذي أصبح بعدها زعيماً في حركة «الشباب» قبل أن يقتل بغارة طائرة أميركية من دون طيار في يناير/ كانون الثاني 2012.

وبحسب المراسلات التي نشرتها كيج فإن الموازي غيّر اسمه إلى محمد العيان وحاول مرة أخيرة دون جدوى أن يدخل الكويت في أوائل 2013 قبل أن يفقد أثره.

وتابعت كيج أن الشرطة أبلغت أسرته بأنها تعتقد أنه توجه إلى سورية بعد ذلك.

ولايزال من غير الواضح كيف انتقل بعدها ليصبح من ضمن أشهر المطلوبين في العالم، إلا أن أحد الرهائن الذي كان تحت سيطرته في الرقة (العاصمة المعلنة لتنظيم الدولة الإسلامية) أشار إلى «قاتل سادي بدم بارد وبلا رحمة».

وأشار متدربان بريطانيان في الإسعافات الأولية التقيا الموازي في أحد مستشفيات سورية أنه «هادئ لكنه يبحث عن الإثارة».

وقال أحد هذين المتدربين لقناة «آي.تي.في نيوز» إنه رأى «هذا الرجل يدخل وهو يرتدي ثياباً قتالية ويحمل مسدساً ومشط رصاص وكيسا بيد واحدة بينما يتحدث على الهاتف». وأضاف «كان يحضر حلويات ومشروبات ومثلجات».

وذكر المتدربان أنهما سمعا بحادثة رفع فيها الموازي سلاحه على مجموعة مسلحين هددوا بسرقة أسلحته. وقال أحدهما «لقد بدا وكأنه شخص ليس لديه ما يخسره».

العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً