العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ

«سرايا القدس» تعزز بنيتها العسكرية وتتأهب لمواجهة جديدة مع إسرائيل

أحد عناصر سرايا القدس يجلس في نفق بغزّة - afp
أحد عناصر سرايا القدس يجلس في نفق بغزّة - afp

بعد ستة أشهر على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، يسابق مقاتلو حركة الجهاد الإسلامي الزمن لإعادة بناء قدراتهم العسكرية مستخدمين شبكة أنفاق قتالية.

وفي حديث إلى وكالة «فرانس برس»، قال قيادي كبير في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، أبوالبراء: «نحن على أعلى درجة من الجهوزية لأي مواجهة لأننا تعودنا أن المحتل يغدر ولا يحترم أي هدنة». وأجريت المقابلة مع أبوالبراء في نفق تحت الأرض، إذ تمكن طاقم من «فرانس برس» من دخوله بعدما عصبت أعين أعضائه وتم اصطحابهم في سيارة مغلقة سارت مسافة أقل من نصف ساعة.


«سرايا القدس» تعزز بنيتها العسكرية وتتأهب لمواجهة جديدة مع إسرائيل

غزة - أ ف ب

بعد ستة أشهر على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، يسابق مقاتلو حركة الجهاد الإسلامي الزمن لإعادة بناء قدراتهم العسكرية مستخدمين شبكة أنفاق قتالية، استعداداً لمواجهة يقول أحد قادتهم إنها باتت قريبة.

وفي حديث إلى وكالة «فرانس برس»، قال قيادي كبير في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، أبوالبراء: «نحن على أعلى درجة من الجهوزية لأي مواجهة لأننا تعودنا أن المحتل يغدر ولا يحترم أي هدنة ولا أي اتفاقات». وأجريت المقابلة مع أبوالبراء في نفق تحت الأرض، إذ تمكن طاقم من «فرانس برس» من دخوله بعدما عصبت أعين أعضائه وتم اصطحابهم في سيارة مغلقة سارت مسافة أقل من نصف ساعة.

وأكد أبوالبراء أن «الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة، نحاول أن نعيد توازننا من جديد والحرب مستمرة»، مشيراً إلى أن «الأنفاق من أهم ركائز العمل العسكري وخاصة في الحروب. نمتلك أنفاقاً أمامية تستخدم لضرب المحتل بقذائف الهاون و (أخرى) للوصول إلى مرابض الصواريخ وتصب في مصلحة تعزيز وثبات المقاومة».

ووفق القيادي فإنه «لدى سرايا القدس ما يمكن أن يؤلم العدو ويدفعه ثمناً غالياً ويرد على جرائمه بالصواريخ وغيرها»، مؤكداً أن تسلح حركة «الجهاد» هو اليوم «أكثر كفاءة وقدرة مما كان عليه في الحرب الأخيرة».

وفي داخل النفق، كان مقاتلون آخرون منشغلين بنقل قذائف من نوع «آر بي جي»، قال قيادي إنها «في إطار الإعداد لمواجهة العدو».

وفي موقع «حطين» في خان يونس جنوب القطاع، قدم نحو مئتي مقاوم انضموا «حديثاً» لسرايا القدس، وفقاً للقيادي أبوسيف، عروضاً عسكرية متنوعة كالقفز على حواجز نيران، وهم يرددون هتافات «الموت لإسرائيل، الموت لأميركا».

وتتراوح أعمار هؤلاء الشبان بين 19 و22 عاماً، بحسب أبوسيف، وكانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية. ويقول أحد مدربيهم (أبوأحمد) إنهم يتلقون علوماً عسكرية «متطورة جداً»، حيث «كل دورة تدريب تستمر ما بين 36 يوماً إلى ستة أشهر قبل أن يتم فرز المجاهدين في وحدات متخصصة مثل وحدات المدفعية والصواريخ والرماية واقتحام المدن».

ونفذ عدد من مقاتلي السرايا مناورة عسكرية بالذخيرة الحية لنموذج اقتحام موقع عسكري. وكان ملفتاً تحليق طائرات قتالية إسرائيلية في سماء قطاع غزة.

وشرح أبوسيف، وهو المشرف على التدريب، أن هذه المناورة «تهدف لإظهار قدرات عناصر نخبة الاقتحامات في تنفيذ اختراق ومهاجمة مواقع عسكرية حصينة للعدو». وشدد على أن جناحه العسكري «يعد المجاهدين لما يتحتم علينا مواجهته في الأيام المقبلة».

ويؤكد أبوالبراء أن حركته «تمتلك الكثير من الخيارات ولا تعتمد على الأنفاق وحدها»، مضيفاً «نستثمر في الإنسان بفكره وعقيدته القتالية وهو سيحرر هذه الأرض». وقتل 123 عنصراً من سرايا القدس خلال الحرب الأخيرة، التي استمرت نحو خمسين يوماً، بحسب حصيلة أعلنتها السرايا.

وتقول السرايا إنها أطلقت «3249 صاروخاً وقذيفة» من بينها صواريخ «فجر 5» إيرانية الصنع، والتي استهدفت مدناً في شمال إسرائيل.

وعادة لا تفصح حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي عن عدد مقاتليهما أو حجم ونوع القدرات العسكرية لديهما. لكن بعض التقديرات المحلية تشير إلى أن سرايا القدس تضم ما بين عشرة إلى خمسة عشر ألف مقاتل، وضعفهم ينتمي لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لـ «حماس».

ومن جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لـ «فرانس برس»: «نحن نحتاج أن نكون مستعدين لأن حماس والجهاد أعلنتا أنهما أعادتا بناء الأنفاق واختبرتا صواريخ وأشياء أخرى»، مضيفاً «نحن قمنا باتخاذ الخطوات اللازمة لنكون مستعدين».

وتستفيد سرايا القدس والمنظمات المسلحة الأخرى في إعادة بناء منظومتها العسكرية من الهدنة الهشة التي تسود حدود جبهة قطاع غزة. ولكن وفقاً لمراقبين، فإنها تعاني من عدم إمكانية تهريب أسلحة ثقيلة وصواريخ من الخارج بسبب إغلاق مصر لمئات الأنفاق التي كانت تنتشر على طول حدودها مع غزة.

وفي هذا الصدد، يؤكد أبوالبراء أن منظمته «تعتمد على إمكانياتها الذاتية في تصنيع وتطوير أسلحتها والصواريخ»، ويرفض إعطاء المزيد من التفاصيل.

وخلال الحرب الأخيرة على القطاع، استهدفت إسرائيل مئات المنشآت الصناعية والورش التي قالت إن فصائل مسلحة تستخدم بعضها لتصنيع أو تخزين الأسلحة.

العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً