العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ

رغم الألم يبقى الأمل

في إحدى حصص اللغة العربية طلبت منا المدرسة أن نكتب موضوع تعبير حرّاً، بمعنى أن نختار نحن الموضوع التي نرغب في الكتابة عنه، على أن تقرأ كل واحدة منا في الحصص التي تليها موضوع تعبيرها الذي كتبته.

غالبية الطالبات كتبن موضوعات متكررة والبعض الآخر ذكر موضوعات شيقة ومميزة، إلا صديقتي “فاطمة” كان موضوعها مميزاً، وقد استحق من جميع الطالبات وحتى من مدرستنا وقفة احترام وتصفيقاً حارّاً... فقد كتبت تحت عنوان “رغم الألم يبقى الأمل”، تقول:

كم هو شيق حين يبتسم الأمل بزمن مؤلم... أنا “فاطمة” طالبة بالصف السادس الابتدائي مصابة، ولدت مثقلةً بمرض وراثي مرهق، ولكنني لم أكن أشعر بأنني مختلفة عن أقراني طوال السنوات الـ 11 الماضية من عمري، وذلك على رغم أنني كنت أقضي في المستشفى والبيت وقتاً طويلاً عندما أصاب بنوبة مرضية... مع هذا لم أكن أكثرت بأي ألم لأنني على ثقة بأنك إن أحسنت الظن بالله جزاك بمثل ما ظننت.

ثقتي بالله بأنه ما كان ليصيبني بهذا المرض إلا لحكمة معينة، جعلتني أكبر سنة تلو الأخرى بوجه يشرق بالابتسامة على رغم وجود الألم وبقلب ينبض بالحياة رغم اعتصاره ألماً... وعليه قررت أن يكون شعاري في الحياة هذه العبارة: “رغم الألم يبقى الأمل”... فالأمل يبقى مادمنا نتوكل على الله، ونؤمن بالقدر خيره وشره ونسعد به.

يبقى الأمل مادمنا ننظر للمستقبل نظرة تفاؤل وثقة بما هو مقدر ومكتوب لنا من رب العالمين، فهو بعباده رؤوف رحيم.

سنبقى نحمل الأمل معنا عندما نعقد العزم بشجاعة وحزم على توديع أحزاننا وآلامنا، وأن نتذكر بأننا مازلنا نملك أحبة يخافون علينا ويفتقدوننا إذا غبنا ويسألون عنا إذا مرضنا، ويدعون لنا في ظهر الغيب.

عيشوا على الأمل والثقة بالله عز وجل صديقاتي، فمادمتم في سماء الأمل محلقين، وعلى تراب التفاؤل تخطون خطوات ثابتة وترون آثار تلك الخطوات واضحة، كونوا على يقين بأنكم ستعيشون سعداء، مع تمنياتي لكم جميعاً بالسعادة والهناء.

بعد انتهاء “فاطمة” من قراءة موضوعها صفق الجميع لها، متمنين بأن يمن الله عليها بالصحة والعافية.

أصدقائي... “فاطمة” نموذج واحد فقط لمن هم حولنا يعيشون على رغم ألمهم على “الأمل” بالحياة، فيما في المقابل هناك أناس منَّ الله عليهم بالصحة والعافية ولا يقدرون هذه النعمة، بل يمارسون أموراً سيئة وخاطئة سواء في سلوكياتهم أو في أكلهم تجعلهم شيئاً فشيئاً يفقدون تلك النعمة، لذا أحبائي حافظوا على أنفسكم، وعيشوا متفائلين ولتحيوا كـ “فاطمة” على الأمل والثقة بالله عز وجل.

مناهل

العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً