كان يا ما كان في قديم الزمان، كانت هناك فتاة تسمى “ميسون” خرجت ذات يوم تتنزه لوحدها في الغابة القريبة من منزلها وهي تحمل في يدها سلة صغيرة مليئة بالطعام والشراب.
وعندما كانت تسير وجدت بيتاً وسط الغابة، طرقت الباب، ولكن لم يجبها أحد، فقررت أن تنظر من الشباك علها تجد أحداً، فوجدت هناك سيدة ممددة على السرير ويبدو عليها التعب، فقررت أن ترى ما بتلك العجوز وربما لو استطاعت مساعدتها ستقوم من دون شك بذلك، أو ستطلب المساعدة من أقاربها.
سلمت “ميسون” على العجوز، وردت تلك السيدة السلام بصوت ضعيف منهك، فسألتها “ميسون”: ماذا بك أيتها السيدة؟، فردت المرأة: أنا جائعة يا ابنتي ولا أملك من المال ما أشتري به الطعام. وهنا فتحت “ميسون” سلتها وأعطت العجوز قطعة من الطعام الذي كانت تحمله وبعض الشراب.
وبعد أن أكلت السيدة العجوز، وشعرت بتحسن صحتها، قررت أن تهدي “ميسون” معطفها نظير ما فعلته لها.
رفضت “ميسون” الهدية ولكن العجوز أصرت عليها وأبلغتها بأن هذا المعطف ليس معطفاً عاديّاً، بل هو سحري وسيساعدها في طريق العودة.
حملت “ميسون” المعطف وتوجهت نحو منزلها، وفي الطريق أدركها الليل، وقد كانت تلك الليلة شديدة الظلمة والبرودة، فقررت أن تلبس المعطف لتدفِّئ نفسها، ولكنها تحيَّرت كيف سترى طريق العودة في هذه الظلمة.
أحست “ميسون” بالخوف وضمت يديها إلى صدرها وأخذت تبكي وهي جالسة تحت الشجرة، وما هي إلا لحظات وتساقطت دموعها الدافئة على المعطف حتى بدأ المعطف يشع نوراً وأضاء الطريق لـ “ميسون”... فرحت ميسون وعادت مسرعة إلى منزلها معتمدة على الضوء الذي شع لها من المعطف.
شكرت “ميسون” الله على هذه النعمة، ونامت في سريرها بعد أن دعت للسيدة العجوز بالصحة والعافية.
فاطمة فؤاد
9 سنوات
العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ