العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ

اليونان تقدم شكوى رسمية ضد ألمانيا بسبب "التصريحات المسيئة"

أعلنت وزارة الخارجية اليونانية اليوم الخميس (12 مارس / آذار 2015) تقديم شكوى رسمية ضد ألمانيا بسبب ما قالت إنها تصريحات "مسيئة" ضد وزير ماليتها.

وتمثل هذه الواقعة نموذجا جديدا لتدهور العلاقات بين أثينا وبرلين في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الجديدة في اليونان إلى إعادة التفاوض حول شروط قروض الإنقاذ الدولي لبلادها.

كانت وسائل الإعلام اليونانية قد نسبت إلى وزير مالية ألمانيا فولفجانج شويبله وصفه لنظيره اليوناني يانيس فاروفاكيس في وقت سابق من الأسبوع الحالي بأنه يتعامل مع وسائل الإعلام "بسذاجة وحماقة".

وقال كونستانتينوس كوتوراس المتحدث باسم الخارجية اليونانية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن سفير اليونان لدى برلين قدم شكوى رسمية إلى السلطات اليونانية يعرب فيها عن استياء أثينا من التشبيه المسيء.

لكن وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله نفى ما نسب اليه من توجيه إساءة إلى نظيره اليوناني حيث قال للصحفيين على هامش المؤتمر الصحفي السنوي لإدارة الجمارك الألمانية اليوم إن وصف فاروفاكيس بأنه "ساذج فيما يتعلق بمسائل الإعلام .. أمر جديد تماما بالنسبة لي".

وكان شويبله قد أجرى مناقشات طويلة ومكثفة مع فاروفاكيس بعد انتهاء اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو يوم الاثنين الماضي وقال إن فاروفاكيس شكا له من أن "وسائل الإعلام أصبحت مخيفة".

وقال شيوبله "قلت له: حقا، لكن في الواقع أنت ظهرت بالنسبة لنا في البداية كشخص يمكنه أن يعطي انطباعا أقوى في مسائل الإعلام لكن هذا يمكن أن يكون انطباعا خطأ"، مضيفا أن هذا الكلام تحول بشكل مفاجئ إلى القول إنه ساذج فيما يتعلق بموضوعات الإعلام وقلت له "هذا الكلام جديد تماما بالنسبة لي".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن سفير اليونان في برلين قدم احتجاجا رسميا مساء الثلاثاء الماضي على تصريحات وزير المالية الألماني.إلا أن المتحدث لم يشر مباشرة إلى تصريحات محددة جاء ذكرها في الاحتجاج. وكذلك لم يتبين مما يتردد في أثينا شيء عن تصريحات بعينها حتى الآن.

ومن الواضح أن هناك خطأ في الترجمة أدى إلى سوء التفاهم هذا.

تأتي الأزمة الدبلوماسية الأخيرة في الوقت الذي ظهر فيه خلاف جديد هذا الأسبوع حول تعويضات الحرب العالمية الثانية.

وتهدد اليونان بمصادرة الأصول الألمانية التي تشمل منشآت تابعة لمعهد جوتة الثقافي ومدرسة الآثار الألمانية في أثينا كتعويض جزئي لضحايا جرائم النظام النازي الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية والتي ترفض برلين تحملها.

ومن بين الجرائم التي تطالب أثينا تعويضا عنها المذبحة التي ارتكبتها قوات النازي في وسط مدينة ديستومو عام 1944 وقتلت فيها أكثر من 218 شخصا.

يأتي تجدد المطالبات اليونانية في الوقت الذي تتخذ فيه ألمانيا موقفا متشددا بشأن تطبيق اليونان للإصلاحات الاقتصادية مقابل حصولها على مساعدات من منطقة اليورو والتي تحتاج إليها لتفادي أزمة مالية طاحنة في وقت لاحق من الشهر الحالي.

يذكر أن ألمانيا باعتبارها صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا تساهم بالجزء الأكبر من قروض الإنقاذ الأوروبية لليونان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً