العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ

مستقبلاً... قيادة السيارة «جريمة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحديث عن السيَّارات ذاتيَّة القيادة أصبح الشغل الشاغل لشركات التقنيَّة المتطوّرة، ويوم أَمس أَعلن أَحد مسئولي شركة «غوغل»، كريس أورمسون، أَنَّ فريقه يعمل على توفير السيَّارات ذاتيَّة القيادة في الأسواق خلال خمسة أَعوام. كما أَكد التزام «غوغل» الكامل بإنتاج السيَّارات ذاتيَّة القيادة.

من جانبه، توقَّع الرئيس التنفيذيُّ لشركة «تيسلا موتورز» المصنّعة للسيارات الكهربائيَّة، إيلون ماسك، يوم أَمس أَيضاً أَن تتسيَّد السيَّارات ذاتيَّة القيادة الشوارع خلال عشرين عاماً... وتوقَّع أَن تصدر حينها تشريعات تحظر سياقة السيَّارة العاديَّة (كما هو الحال الآن)، وستعتبرها جريمة يعاقب عليها القانون. وبرَّر ذلك بأَن سيَّارات المستقبل ستكون آمنة، ولا تتسبَّب في حوادث، وبالتالي، فإنَّ السيَّارات الحاليَّة ستكون حينها مجرَّد «مكنات للقتل».

لكن، ما هو الأساس الفلسفي الذي يجعل شيئاً مسموحاً به حاليّاً جريمة مستقبلاً؟ ولعلَّ الجواب على ذلك يحتاج إلى فهم الخلفيَّات الثقافيَّة للبيئة التي تتحرَّك فيها مثل هذه التصريحات. ففي الغرب هناك قبول لمذهب «النفعيَّة»، أو utilitarianism، الذي ينصُّ على أَنَّ الشيء يصبح مقبولاً إذا حقَّق سعادة لأكبر عدد من الناس، والشيء يصبح مرفوضاً ومحظوراً إذا تسبَّب في أَذى لعدد أكبر من النَّاس.

الإحصاءات تظهر أَنَّ قرابة 1.3 مليون شخص في العالم يموتون بسبب حوادث الطرق كل عام، وما بين 20 و50 مليون شخص مصابون بسبب هذه الحوادث، وأَنَّ حوادث المرور تحتلُّ المرتبة التاسعة في الأسباب الرئيسيَّة للوفاة على مستوى العالم، وتكلّف الاقتصاد العالمي نحو 518 مليار دولار سنويّاً، وأَنَّه ما لم تتَّخذ إجراءات - بحسب هذه الإحصاءات - فإنَّ حوادث الطرق ستصبح السبب الخامس للوفاة بحلول العام 2030.

بعيداً عن العمليَّة الحسابيَّة التي قد تحدّد السماح بشيء مَّا، أو حظره، فإنَّ هناك مبادئ أَسمى تتحدَّث عن كرامة الإنسان وحقّه في الحياة، وعدم الاعتداء عليه أو إيذائه أو القيام بأَعمال ونشاطات تتسبَّب في فظائع أو كوارث ضدَّ الطبيعة أَو الإنسان، والتقنيَّات الحديثة يجب أَن تكون في خدمة هذه المبادئ.

الملاحظ في كل ما يدور حاليّاً حول ما سيحدث مستقبلاً، هو غياب بلادنا ومجتمعاتنا بصورة كاملة عن لعب دور ريادي، وذلك ربما لأَنَّنا نعيش بنمط حياة ليست له علاقة بصناعة المستقبل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 6:35 ص

      شكرا دكتور

      اقتبس من مقالك ( نَّ الشيء يصبح مقبولاً إذا حقَّق سعادة لأكبر عدد من الناس، والشيء يصبح مرفوضاً ومحظوراً إذا تسبَّب في أَذى لعدد أكبر من النَّاس.) اعذرنى سأخرج عن موضوعك. ولماذا لا نطبق هذه المقولة على واقعنا البحرينيى واقصد هنا ان عمليات الحرق وسد الطرق والملتوف ووووو ايضا مرفوضه من الغالبية ومن الطرفين .
      شكرا .

    • زائر 11 | 5:50 ص

      حوادث أكبر !!!

      اعتقد بأن السيارات المستقبل بتسير على الانترنت مصيبه كبره ليش لأن طمع الشركات الاتصالات بتربك بعضها بعضا ههههههه
      وبتسبب حوادث أكبر من الحوادث التقليدية والعفوية الحالية !!!
      عدنا في شرق اوسط لا دكتور ، خلنا كلچ وبريك ابرك .

    • زائر 10 | 3:21 ص

      مستقبلا ... الاستقرار مرفوض

      في الشرق هنا قبول لمذهب «الدمار»، أو annihilation، الذي ينصُّ على أَنَّ الشيء يصبح مقبولاً إذا حقَّق سعادة للذين يتمنون الدمار والخراب والفناء لكل من اختلف معهم .

    • زائر 9 | 3:11 ص

      زبدة الموضوع هنا

      بعيداً عن العمليَّة الحسابيَّة التي قد تحدّد السماح بشيء مَّا، أو حظره، فإنَّ هناك مبادئ أَسمى تتحدَّث عن كرامة الإنسان وحقّه في الحياة، وعدم الاعتداء عليه أو إيذائه أو القيام بأَعمال ونشاطات تتسبَّب في فظائع أو كوارث ضدَّ الطبيعة أَو الإنسان، والتقنيَّات الحديثة يجب أَن تكون في خدمة هذه المبادئ.
      الملاحظ في كل ما يدور حاليّاً حول ما سيحدث مستقبلاً، هو غياب بلادنا ومجتمعاتنا بصورة كاملة عن لعب دور ريادي، وذلك ربما لأَنَّنا نعيش بنمط حياة ليست له علاقة بصناعة المستقبل

    • زائر 8 | 2:38 ص

      لا أعرف معنى السيارة الذاتية

      أنا صراحة لاأعرف معنى السيارات الذاتية يعني كيف تسير في الشارع وكيف لاتؤدي لحوادث ادا ممكن احد يفهمني باختصار وشكرا

    • زائر 7 | 1:30 ص

      نعيش في الماضي

      نحن نعيش في الماضي وتراث كنّا وكنّا وقصص الخرافات والخزعبلات وترويج الجهل والخوف

    • زائر 6 | 1:03 ص

      نعيش بنمط حياة ليست له علاقة بصناعة المستقبل

      اذا كان تعليم السياقة الأتوماتيك في البحرين متأخر قرون فهل سيسمح بسيارة كهربائية لا تحتاج رخصة قيادة ؟

    • زائر 13 زائر 6 | 7:20 ص

      لا اتخااف

      حبيبي لا اتخاف بيطلعووون اليهم الف بديل عن الليسن اذا نزلت هاي السيارة البحرين طبعا بعد 100 سنة

    • زائر 5 | 11:25 م

      لا اعتقد الخطوه ستنجح

      ماذا عن الذي لديه ظروف طارئه ؟ ماذا لو كانت هناك حالات تستدعي السرعه ؟ و هل فعلا العالم يريد الحفاظ على نسبة التكاثر او العكس ؟ البعض يتحدث عن فيروسات قاتله تم اعدادها من اجل زياده عمر الارض الذي ربما ينتهي قريبا بسبب التلوث و الانحباس الحراري ، الاخر يقول انها تجاره لبيع الادوية و العالم تائه مع كل تكنلوجيا حديثه .. خصوصا عندنا .. فالسيارة اليوم اصبحت ظروره حتى في الظروف الغير ظروريه و كمثال عجزنا عن الذهاب مشيا لبقالة تبعد امتار عن بيوتنا .. ان شالله ما ينجح هالاختراع هههه

    • زائر 4 | 11:21 م

      هذا صحيح

      شكرا دكتور

    • زائر 3 | 11:16 م

      يا مرور راحت عليكم.

      إذا حدث ذلك ستكون إدارة المرور والترخيص أول الخاسرين ، فدخل المرور من المخالفات فقط يفوق ميزانية دولة. يالله زين نفتك من السياقة ومن بلاوي المرور.

    • زائر 2 | 11:13 م

      نحن

      نحن نعيش نمط حياة له علاقة بصناعة الموت واقصاء الآخر

    • زائر 1 | 10:56 م

      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .. هاهاها هههههه :)

      ومن قال لكم ان للعرب مستقبلاً فى خارطة العالمي للشعوب المستضعفة فى العالم؟!!

اقرأ ايضاً