العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ

متوفاة تنفست على دكة المغتسل... وأهالي ينفون إصابة موتاهم بأمراض معدية

المغسلة أمينة سبت متحدثة إلى «الوسط»
المغسلة أمينة سبت متحدثة إلى «الوسط»

«غسلت أمي... وبكيت عليها بعد أن عدت للمنزل»، بهذه العبارة أنهت المُغسلة المتطوعة أمينة سبت المحادثة بشأن سيرة عملها في هذا المجال، فهي تتباهى بعملها ولا يمثل لها أي نوع من الإحراج أو الحساسية مع أسرتها والمجتمع المتواجدة فيه.

وتقول أم أحمد: «زوجي تقبل الموضوع بصورة طبيعية، وبات يشجعني على هذا العمل التطوعي، فإنني أفصل بين طبيعة هذه المهمة وكوني امرأة وزوجة تمارس حياتها بصورة طبيعية. وأما عن المجتمع المحيط بي، فلم أجد منه ما يحرجني ويدفعني للعزوف عن ما أقوم به من عمل تطوعي تقربي لله، إذ أتقبل كل الملاحظات والكلام بدافع المزاح والمجاملة مع الغير، وهذه حقيقة، فالمجتمع اليوم يتناول هذا العمل بطابع إنساني وإيماني، وابتعد كثيراً عن نسج القصص والمخيلات الخرافية التي جعلت من هذا العمل أمراً مخيفاً يدعو للتعجب من العاملين فيه».

وبينت سبت: «بدأت مشواري في هذا العمل بعد أن كنت مع زوجة عمي التي كانت تعمل في تغسيل الموتى، حيث كنت صغيرة في السن، واندفعت خلفها رغم أنها منعتني مرات عدة من المشاركة، لكنني أصررت، وبالتالي استفادت مني كوني طفلة في إرسالي لتلبية طلباتها المتفرقة بداخل المغتسل وخارجه، ثم تابعت معها ومعاوناتها، وشاركت في التغسيل معها مرات عدة حتى اكتسبت الخبرة، وبالتالي الدخول في دورة تخصصية لدى حوزة السيد جواد الوداعي الدينية التي تتضمن دروساً عملية ونظرية تصحبها امتحانات اجتياز تمنح على إثرها شهادات، فقد أمضيت أكثر من 25 عاماً في هذا المجال حتى الآن».

وتواصل أم أحمد: «ينقصنا الكثير من الدعم اللوجستي لتنفيذ عملنا على أكمل وجه، إذ نقوم في الكثير من الأحيان بتغسيل موتى ممن هم مصابون بأمراض معدية مثل السل والالتهابات المختلفة، ولا يوجد ما هو احتراز بالنسبة لدينا إلا الاتكال على الله سبحانه واعتقادنا برسالة عملنا، فبعض الأهالي يبلغوننا بأن المريض مصاب بمرض ما لنحترز من العدوى، وآخرون يسعون للنفي أو التستر حتى لا نحاذر أو نمتنع عن التغسيل. وفي كل حال من الأحوال فإن وزارة الصحة تصحب الجثة فور ورودها من المستشفى بورقة تبين ما إن كان المريض متوفى بصورة طبيعية أو بفعل مرض معين».

وبشأن أغرب ما شهدته أم أحمد في هذا المجال طوال الـ 25 عاماً الماضية، تقول: «أثناء تغسيل إحدى النساء المتوفيات، وهي على دكة المغتسل، التفتنا إلى أنها مازالت تتنفس، وشككنا في أنها غير ميتة، وأبلغنا الأهل الذين سارعوا بمراجعة المستشفى، وأعطاهم الطبيب المعني عن حالتها قطعة قطن فيها محلول طبي طلب أن يوضع بالقرب من أنفها، فإن كانت حية ستفيق، وإن لم تتنفس فهي ميتة لا محالة»، مستدركةً أن «المحلول الطبي لا ينفع حينها، وتأكدنا أنها ميتة، ثم اتضح بالتالي أن المرأة المتوفاة كانت تحمل جهازاً لتنظيم نبضات القلب في صدرها، وكان مازال يعمل، لذلك أصدرت نفَسَاً بفعل عمل هذا الجهاز».

العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:41 ص

      قربة لله

      عمل له ثواب لا يعلمه إلا الله الخالق الوهاب، بارك الله فيكم ووفقكم ،،ورحم الله والديكم

    • زائر 8 | 3:41 ص

      عابر سبيل

      نتمنى من ديوان الخدمة المدنية توظيف مغسلين الأموات في وظيفة حكومية إي يكونون تحت مظلة الديون المدني

    • زائر 7 | 2:06 ص

      جزاك الله خيرا يا أم أحمد

      يعطيج العافية أم أحمد وجزاك الله خيرا وأثابك على هذا العمل ،،، والله يكثر من أمثالك

    • زائر 6 | 2:05 ص

      الشيخ محمد السماهيجي

      بارك اللة فيك اختى الؤمنة وجزاك اللة خير الجزاء على الشابات تعلم هذا هذا العمل والاجتهاد علية فأنة فية ثواب كثير فى الدنيا والاخرة وجزاكم اللة خير وبارك اللة فيكم.

    • زائر 5 | 1:54 ص

      لا اله الا الله

      مادري اذا اني رحت بتغسل والا لا. ربي يسر امر الي بيغسلوني وارحمهم ولا تتركهم لنفس الامارة بالسوء والهوى

    • زائر 10 زائر 5 | 7:44 ص

      ليش

      ليش مابتتغسلين شنو الذنب اللي مسويته الله غفور رحيم ودامج عايشة استغفري وان شاء الله بتكونين من اصحاب الجنة ونعيمها

    • زائر 4 | 1:36 ص

      رحم الله والديكم

      عسا الله ان يجزيكن اجرا عظيما على ماتقومون به من عمل عظيم وجهد انساني راقي وارئع وعسى الله ان يدخلكن مدخلا ترضونه يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين

    • زائر 3 | 1:23 ص

      الثواب يوم الحشر عند رب العباد

      جزاكم الله خيرا .. وبنى لكم قصرا بالجنه إن شاء الله ..
      يالله بحسن الخاتمه .. اللهم أرحمنا وأرحم موتانا الذين سبقونا .. فهم السابقون ونحن اللاحقون .. رضاك عنا يالله يوم الورود

    • زائر 2 | 1:17 ص

      أناس جناويين

      مهنة لا تستطيع إلا ان تقف احترام لمن يؤديها

اقرأ ايضاً