العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ

شقيقان وأختهما يتقاسمون تغسيل الأموات وحفر القبور

أسرة وليا أمرها يخشيان الموتى والمقابر وفرِحان بمجال تطوع أبنائهما
أسرة وليا أمرها يخشيان الموتى والمقابر وفرِحان بمجال تطوع أبنائهما

أبدى وليا أمر إحدى الأسر تقبلهما لانخراط 3 من أبنائهما (أخوين وأختهما) في عملية تغسيل الأموات وحفر القبور، وقالا لـ «الوسط» بروح الفكاهة: «لا علاقة لنا بهم، هم وأنفسهم أحرار، وأهم ما في الأمر أننا الاثنين بعيدان عن الموتى والقبور وما بات جميلاً لأبنائنا».

وشاء القدر أن يجمع 3 أفراد من أسرة واحدة في عمل اعتبروه تطوعياً بالدرجة الأولى، فالأخت تغسل الموتى من النساء إلى جانب أخيها الذي يتولى جانب الرجال، ثم الأخ الثالث الذي قال إنه «خبير في حفر القبور». ولم يرَ هؤلاء الثلاثة أي نوع من التوجس أو الخوف أو حتى الخشية من نفور الناس وامتعاضهم من عملهم، كما هو حاصل من حالة لأخرى، بل إنهم أكدوا تشجيع أبنائهم وكل أسرتهم للاستمرار في هذا العمل «التطوعي»، وهو تغسيل الموتى وحفر القبور.

أم أحمد، وهي التي انخرطت في عمل تغسيل الأموات منذ 7 أعوام، تحظى بعدم ممانعة من زوجها وتشجيع من أبنائها الذين يبلغونها قبل غيرهم بوجود حالة وفاة للمباشرة في تغسيلها وتجهيزها. كما أنها تجد الأمر تطوعيّاً تقربيّاً لله لم تلتمس على إثره أي نفور أو صد من المجتمع المحيط بها، كما هو يدور في أفكار الكثير من الناس، بحسب قولها.

وقالت أم أحمد: «توفيت جدتي، ولم يكن هناك العدد الكافي من المُغسلات في القرية، فاضطررت للمشاركة مع من كانت متواجدة حينها، فالبقية كانوا في سفر خارج البلاد، وكانت هذه البداية، ثم شاركت في دورة لتعليم تغسيل الأموات نظمتها حوزة سيدجواد الوداعي، وحصلت على شهادة اجتزت قبلها امتحاناً نظريّاً وعمليّاً، وتمسكت اليوم بالتغسيل أكثر فأكثر لأنه عمل تطوعي جعلني محل تقدير في المجتمع المحيط بي».

واستدركت أم أحمد حديثها: «تغيب عني تماماً مشاهد النفور والصد والشؤم من جانب من هم حولي، غير أن الأمر لا يخلو من المزاح والفكاهة، وأتقبله بكل أريحية وبالضحك والابتسامة، ولاسيما أن الأمر لا يتعدى ذلك»، إلا أنها سرعان ما أشارت إلى الصعوبات التي تواجهها في مجال عمل التغسيل، فعلقت «إنني مقتنعة بما أقوم به، ولست على خطأ، ولو يتطرق الناس والرأي العام إلى ما ينقص المغاسل والمغسلين لكان حالنا أفضل، فالكثير من المغاسل بلا أبسط الأدوات الصحية الضرورية: الحفاظات، إبر خياطة الجروح، القفازات والكمامات، الجبس وغيرها».

وأشارت أم أحمد «أغلب المغاسل تعتمد على ما يجود به الخيرون من المؤمنين، وإلا لما وجد حتى الماء».لقة

العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:18 ص

      بنت عليوي

      المفروض الحكومة توفر هالأدوات بالمغاسل، لاحول الله

    • زائر 2 | 1:53 ص

      اليو العالمي لتغسيل الموتى

      لماذ اربعة اخبار في جريدة اليوم كلها تتحدث عن نفس الموضوع؟

    • زائر 1 | 11:46 م

      جزاكم الله خير

      جزاكم الله كل خير وهنيئا لكن فعل الخير والقربة الى الله

اقرأ ايضاً