العدد 4584 - الخميس 26 مارس 2015م الموافق 05 جمادى الآخرة 1436هـ

حتى يعيش أطفالنا في عالمٍ خالٍ من العنصرية والرق الحديث

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(كلمة بمناسبة «اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي»، 25 مارس/ آذار2015)

على مدى ما يزيد على أربعة قرون، أُخذ نحو 15 مليون أفريقي من ديارهم في جميع أنحاء أفريقيا ونقلوا عنوة إلى الأميركتين. وكان عدد الأشخاص الذين اشتراهم تجار الرقيق أعلى من ذلك. والرقيق الذين نجوا من الموت، تعرضوا للشراء والبيع، وجُرِّدوا من كل كرامتهم، وحُرموا من جميع حقوق الإنسان. وحتى أطفالهم كان يمكن أن يُنزعوا منهم وأن يُباعوا ليجني «مالكوهم» الربح. وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي لاتزال جريمة بشعة ووصمة عار على جبين التاريخ البشري.

واليوم الدولي لتخليد «ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي» هذا العام، يتضمن إشادة خاصة بالعديد من النساء اللاتي عانين وتُوفّين في أثناء تجارة الرقيق. فقد تعرضن لعنف مروع، بما في ذلك الاسترقاق الجنسي والإنجابي، والإكراه على البغاء، والاعتداء الجنسي المتكرر، وإجبارهن على الحمل وبيع فلذات أكبادهن.

ومع ذلك، فقد أدّت النساء المسترقّات دوراً جوهرياً في صون كرامة مجتمعاتهن المحلية. وقد تم في أحيان كثيرة التقليل من شأن قيادتهن ومقاومتهن الجريئة أو نسيانهما.

ومن المؤسف أن الرق لم ينته بعد. فلايزال الرق سائداً باستعصاء في الكثير من أنحاء العالم، في شكل العمل القسري أو الاتجار أو الاستغلال الجنسي أو الأسر في ظروف شبيهة بالرق. ولا يمكن لهذه الممارسات البغيضة أن توجَد من دون عنصرية عميقة الجذور.

ومن المهم تماماً أن تُوضَّح بجلاء المخاطر الكامنة في العنصرية للجميع. وبرنامج «لنتذكّر الرق» التابع لإدارة شئون الإعلام يثقّف الناس بشأن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وبشأن الكيفية التي يمكن بها للتعصب أن يتحوّل بسهولةٍ من موقف إلى أفعال تتسم بالكراهية والعنف.

وإحياءً لهذا اليوم الدولي، سأزيح الستار عن نصب تذكاري دائم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لتكريم ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. والنصب المسمى «سفينة العودة»، الذي شيِّد في ساحة الزوار، سيُطلع الناس من جميع أنحاء العالم على الإرث الرهيب الذي خلفته تجارة الرقيق. وسيساعدنا على تضميد الجراح ونحن نتذكّر الماضي ونكرِّم الضحايا.

وإني أدعو، في هذا اليوم المهم لإحياء الذكرى، إلى تجديد التزامنا بالقضاء على الرق المعاصر، حتى يعيش أطفالنا في عالمٍ خالٍ من العنصرية والتعصّب يتيح التكافؤ في الفرص والحقوق للجميع.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4584 - الخميس 26 مارس 2015م الموافق 05 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً