يخزن الجسم البشري أي طاقة زائدة يتحصل عليها من الطعام على شكل دهون. والطعام المعاصر غني بالدهون؛ لذلك فإنه يؤدي إلى زيادة الوزن. وبالنسبة للكثير من الذين هم بين سني 25 و 40 يتراكم لديهم 7 كيلوغرامات من الدهون الزائدة في أجسامهم، لذلك ينصح بعض اختصاصيي التغذية باتباع نظام الماكروبيوتك.

يعتمد هذا النظام الغذائي على الغذاء القليل في نسبة دهونه، والعالي في الألياف من أجل صحة الجسم ومنع الإصابة بمرض السرطان وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة.

ويشتمل نظام الماكروبيوتك على حبوب وخضراوات وبقوليات متفوقاً بذلك على النمط المعاصر من النظم الغذائية بالاعتماد على مصادر أقل للدهون.

«ماكروبيوتك»، هي كلمة يونانية تعني «الحياة الطويلة»، والنظام الغذائي لـ «الماكروبيوتك» أو فلسفة «الماكروبيوتك» تم تطويرها بواسطة المعلم الياباني «جورج أوشاوا»، الذي اعتقد بأن البساطة هي مفتاح الصحة السليمة. ثم قام «ميتشيو كوشي» بالتوسع في نظرية «الماكروبيوتك» وفتح معهد في بوسطن في العام 1978. وقام «كوشي» مع زوجته بإصدار كتب عدة عن نظام «الماكروبيوتك»، وبذلك يعتبر هو المسئول عن نشر نظام «الماكروبيوتك» في شمال أميركا.

لماذا نظام «الماكروبيوتك»؟

يسعى أي شخص إلى البحث عن طريقة صحية للطعام تتكامل مع الصحة الجسدية والنفسية، وكل هذا يتحقق مع «الماكروبيوتك». يعتمد غذاء «الماكروبيوتك» على دهون قليلة وألياف عالية، أي نستطيع القول إنه نظام غذائي نباتي، ويؤكد على استخدام الحبوب والخضراوات، إضافة إلى أن نظام «الماكروبيوتك» غني بمادة «Phytoestrogen» المتوافرة في منتجات الصويا. وهي مادة وقائية تقلل من مخاطر الأمراض السرطانية المتصلة بهرمون الإستروجين مثل سرطان الثدي.

ممَ يتكون نظام «الماكروبيوتك»؟

- الحبوب الخالصة: 50-60% من كل وجبة. وتتضمن الحبوب الخالصة على الأرز البني أو الشعير أو الذرة.

- الحساء: 1-2 كوب من الحساء يومياً. ويتم استخدام الحساء المصنع من منتجات فول الصويا، وهو الشائع استخدامه في هذا النظام الغذائي.

- الخضراوات: 25-30% من الاستهلاك اليومي للغذاء. وحتى ثلث الكمية من إجمالي استهلاك الخضراوات يمكن أن يكون في صورتها الخام. وينبغي تسوية الخضراوات بالبخار أو السلق أو الخبز.

- الأطعمة الحيوانية: كميات صغيرة من الأسماك مرات عدة في الأسبوع. مع تجنب اللحوم الحمراء، لحوم الطيور الداجنة، البيض، ومنتجات الألبان.

- تناول البذور والمكسرات: باعتدال، وتناول الفاكهة: مرات عدة في الأسبوع. كما يمكنك أكل الحلوى باعتدال من 2-3 مرات في الأسبوع. بشرط الابتعاد عن السكر والعسل والشيكولاته ومواد التحلية الصناعية.

- زيت الطهي: استخدام زيوت الخضراوات غير المكررة. ومن أكثر الزيوت شيوعاً في الاستخدام زيت السمسم الداكن، إضافة إلى زيت السمسم الخفيف، زيت الذرة، وزيت بذور الخردل.

- التوابل والبهارات: تستخدم التوابل مثل ملح البحر الطبيعي، جذور الزنجبيل، السمسم المحمص، الكراث... وغيرها.

وتعتمد الإرشادات العامة لنظام «الماكروبيوتك» الغذائي على الاختلافات الفردية، والتي تتمثل في المناخ والموسم والسن والنوع والنشاط الممارس والاحتياجات.

وعلى رغم العديد من التفسيرات المعقدة التي تقدم لشرح السبب والكيفية التي يزيد بها وزن المرء أصلاً، إلا أن الأمر غاية في البساطة حقاً، فالناس يأكلون كميات مبالغاً فيها من أنواع خاطئة من الأطعمة، ولا يمارسون قدراً كافياً من الرياضة. والوجبة المعاصرة تحتوي على 42% دهون، أغلبها دهون حيوانية مشبعة. وتقل كمية الألياف الطبيعة في تلك الأطعمة ، فقد صار من الأيسر حشو المعدة بالمزيد من الطعام، وبالتالي السعرات، في وقت أقل.

أما في نظام الماكروبيوتك فإن نسبة الألياف تشكل 10% من الوجبة الغذائية ، وذلك مقارنة بـ 2% أو أقل في الوجبة التي صار غالبية الناس يتناولونها في الوقت الحاضر. إن الحجم المضاف يعطي إحساساً بالشبع من دون إضافة سعرات حرارية إلى الطعم، ويساعد الجسم على التخلص بصورة أسرع وأكثر كفاءة من الطعام الذي لا يستفيد منه.

إن إنقاص الوزن ثم المحافظة على الوزن المرغوب فيه ليس أمراً عسيراً مع اتباع نظام الماكروبيوتك. وعموماً، نجد أن أولئك الذين يتحاشون تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة مثل اللحوم ومنتجات الألبان والدواجن والسكريات البسيطة يتمتعون بالنحافة ويميلون إلى أن يظلوا كذلك. وتبعاً لمقدار وزنك الآن، ومدى التزامك بقواعد الماكروبيوتك، فإن وزنك ينبغي أن يصل إلى الوزن الطبيعي في غضون أيام أو أسابيع.

في نظام الماكروبيوتك طالما أنك تأكل حتى تشبع وجبتين أو ثلاثاً يومياً، فإنك سوف تفي باحتياجات جسدك الغذائية، ويمكنك عموماً أن تتوقع فقدان نحو نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام ونصف أسبوعياً. وبطبيعة الحال، إذا بدأت ببرنامج معتدل من الرياضة، فإن النتائج التي تريد الوصول إليها سوف تتحقق سريعاً.