العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ

هل تعتقد بأنّ علاوتي السكن والغلاء ستتوقّفان؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سؤال طرحته صحيفتنا الغرّاء «الوسط» على جمهورها، وكانت الردود كثيرة، وخصوصاً بعد رفض مجلس النوّاب للمرسوم بقانون رفع الدين العام من 5 إلى 7 مليارات دينار، وقد ظهرت بعض التصريحات لنوّاب يؤكّدون أن ذلك يعني إيقاف علاوتي الغلاء والسكن، فيما نفى نوّاب ذلك مهدّدين باستجواب وزير المالية! وتبقى إجابة هذا السؤال معلّقة بين الحكومة والنوّاب في ظل أزمة الهبوط الشديد في أسعار النفط!

أعجبنا تهديد بعض النوّاب باستجواب الوزير على مقصلة الاستجواب، ولكننا لم نشهد فعلاً حقيقياً على أرض الواقع، فهناك ما هو أعظم من إيقاف علاوتي الغلاء والسكن، ولم نجد النوّاب السابقين ولا الحاليين بيدهم تحريك شعرة من شعرات الوزير!

إن كان النوّاب يستطيعون استجواب الوزير ومحاسبته، فإننا بانتظار ذلك على أحر من الجمر، إذ هدّد الذين قبلهم، ولكن تهديدهم كان ورقياً فقط، وليس على أرض الواقع بتاتاً، وهذا ما يجعل الشارع البحريني لا يثق ببعض النوّاب الذين يهدّدون من دون فائدة.

أمّا بالنسبة لعلاوتي الغلاء والمعيشة، فإننا نعتقد بأنّها ستتوقّف، ولكن آثارها السلبية ستؤثّر على رب الأسرة، إذ إنّ ربّ الأسرة استفاد منها في كثيرٍ من الشئون وأوّلها دفع قسط الشقّة، أو صرفها في مستلزمات البيت والشئون الحياتية، وما إيقافها إلّا كارثة على «الماعاش»، الذي ينتهي في 15 من الشهر!

هل بيد رب الأسرة الاحتجاج فيما إذا حاول النوّاب أو الحكومة إيقاف هاتين العلاوتين؟ ومن المستفيد من إيقافها؟ النوّاب أم الحكومة؟ وكيف سيعيش المواطن بعد إيقافها وكيف سيدبر حياته؟ وهل هناك طريقة تجنّبنا إيقاف العلاوتين؟

يكفينا أنّ الراتب يتقسّم إلى أقسام كثيرة، منها صرف المنزل، ومنها صرف السيّارة التي تعلم بأنّ آخر الشهر وصل وأنّها يجب أن تمرض! وكذلك يُصرف الراتب على القروض والجمعيات والأطفال و»الأبيال»: أبيال الهاتف والإنترنت والكهرباء والماء والبلدية وغيرها من أبيال!

نسأل البحريني: هل أنت مرتاح؟ ولم نجد أحدهم يقول نعم أنا مرتاح وبثقة، بعضهم يقول: الحمد لله على كل حال، وآخرون يقولون: مستورة والحمد لله، والبعض يقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وإذا تمعّنت في أشكالهم تجد التعب والإرهاق من الحياة المعيشية الصعبة وشقائها.

إنّ متطلّبات الحياة فرضت علينا نوعاً من الصرف، ولكن ما يدخل في الجيب ليس كما يتم صرفه، فالرواتب ليست مرتفعة جداً مقارنة بمستوى أجور جيراننا من أبناء دول الخليج العربي، مع أنّنا دولة نفطية، وحدثت لنا طفرة منذ فترة في سعر برميل النفط، ودخلت علينا الكثير من أموال النفط، ولكن فرقيّتها التي تحدّث عنها عادل المعاودة في خطبته الشهيرة ذهبت مع الريح، ولا ندري أين ذهبت حتى يومنا هذا، وحتّى المعاودة الذي أطلق التساؤل لم يستطع الإجابة عنه!

وها نحن نسمع اليوم بعض الأقاويل عن احتمالية توقّف العلاوتين، ونعلم بما سيحدث للأسر وأربابها، ونعلم بأنّ كل ما يستطيعونه هو كلمة لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، أو مخاطبة ربّات البيوت بالتقشّف بسبب تقشّف الراتب المنتهي أصلاً أول ما يبدأ! ونقول للإخوة المسئولين عن اتّخاذ هذا القرار: تريّثوا، وادرسوا الإيقاف جيّداً وتبعاته الخيرة على أوضاع الناس قبل أن تعلنوه للنّاس، فهذه المرّة ستكون القاضية للمواطن البحريني خصوصاً من محدودي الدخل.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:55 ص

      بلاغة و فصاحة !!!

      ولكن ما يدخل في الجيب ليس كما يتم صرفه \\ وغيرها من أبيال \\ وتبعاته الخيرة على أوضاع الناس \\ يتقسّم إلى أقسام كثيرة \\ ولكن آثارها السلبية ستؤثّر \\ومنها صرف السيّارة التي تعلم بأنّ آخر الشهر وصل \\

    • زائر 12 زائر 11 | 3:52 م

      قبل ان تنفذوا

      قبل ان توقفوا علاوتي الغلاء والسكن اوقفوا عجلتي الاسعار الجنونيه وادعموا اسعار السلع الضروريه فكل يوم نشهد ارتفاع في الاسعار والخدمات

    • زائر 10 | 3:46 ص

      مذله

      مايطوف سنه الا هالغلاء و الاسكان في الواجهه اكثر المستفيدين منها يعتمد عليها الى قرض او اقساط او الى اجار يعني بدونها الناس تنهار و اولهم انا السياره مابقدر ادفع اقساطها و القرض مثل الشي والشقه بطلع منها احترموا المواطن ولو بالشي البسيط !!

    • زائر 8 | 1:46 ص

      لا احد مرتاح

      عندما كنت ادرس مي مدرسة النعيم الثانوية كنت استاذن في فترة نزول المعاشات للذهاب للصراف الالي؛لا لسحب الراتب الذي لم يبق منه شيء اصلا:بل لتمعن وجوه المتجمعين والمصطفين طوابير لسحب رواتبهم، الغريب أنني قلما الحظ انسانا(ذكرا&انثى)تبدو على وجهه السعادة،الكل كئيب وحزين والكآبة والحزن يزدادان بعد خروجه من غرفة السحب، وكأنه يندب حظه على تعبه لمدة شهر كامل، وفي النهاية يقوم فقط بتوزيع الراتب
      ((نسأل البحريني: وإذا تمعّنت في أشكالهم تجد التعب والإرهاق من الحياة المعيشية الصعبة وشقائها.))

    • زائر 7 | 12:41 ص

      السؤال

      من سيمنع إيقاف العلاوتين لا يوجد في البلد نواب عن الشعب ليمنعوا إيقافها

    • زائر 6 | 12:20 ص

      إذا توقفت العلاوات

      إذا توقفت علاوة الغلاء لنالحكومة ستخسر أكثر سوف تذهب ميزانية العلاوة لوزارة الصحة بسبب توقف العلاوة سوف تسئ حالة المواطن اللّي مافيه سكّر وضغط سيصاب به والحكومة ستصرف على الدوء أكثر وستزيد الأمراض ليس فقط المزمنة كاالضغط والسكّري وإنما الفالج والخنّاق والقلب والطبّاقاللي بيحوّل على الشعب وبشيلون من هاالقلّة وبتحطون في هاالقلّة على قولة المثل أي باالمختصر خلوها العلاوة تمشي أحسن ليكم وترى المواطن مطحون بدون مبالغة أومزاح المواطن ميّت من المصاريف والفقر

    • زائر 4 | 11:28 م

      8

      اتخيل المواطن يمشي والابيال تركض وراه ... والكمااات القاضية من كل حدب وصوب ..

    • زائر 2 | 9:58 م

      لا أشعر بأي تفاؤل

      اسعار النفط بدأت في التعافي و الضرائب التي تضاعف حجمها ما زالت موجودة! عملياً ما الفائدة من العلاوة إن كانت ترجع للحكومة عن طريق الضراب ؟ القدرة الشرائية لم تتحسن بما يعني أن لا شيء تحسن.

    • زائر 1 | 9:46 م

      هل توقف التجنيس ام هل توقف التعذيب

      ام هل توقف ازدراء الطائفة الشيعية ام هل توقف تلفيق التهم للابرياء ام هل توقف الشوزن ننتظر الإجابة ممن يهمه الامر

اقرأ ايضاً