العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ

مخاطر إقحام المصطلحات الطائفية في الأزمات السياسية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المحللون والمتخصّصون في شئون الشرق الأوسط يزدادون مع ازدياد الأَزمات وتوسُّعها بصورة غير متوقَّعة، فما يحدث منذ فترة غير قصيرة، يمكن تحليله على أَساس اقتصادي، كما يمكن تحليله على أَنَّه مجموعة من الصّراعات السّياسيَّة حول السُّلطة، يسعى اللاعبون فيها إِلى أَخذ زمام الأُمور بأَنفسهم، وأَحياناً أُخرى يعتمدون على أَطراف تمارس ذلك الدور بالوكالة.

لكن أَسوأ وأَخطر التحليلات، هو الذي ينظر إِلى كلّ ما يجري على أَساس دينيّ أَو طائفيّ، ويستخرج مصطلحات سامَّة من كتب التاريخ، ويطلقها من أَجل شحذ الهمم، مستخدماً جميع أَنواع الأَحقاد التي تحرق القلوب، وتحرق العمران والبلدان.

التحليلات في هذه الفترة، لا تستعين بالمصطلحات التاريخيَّة السَّامة فقط، وإِنَّما تراها مضطَّربة. فمرَّة يطرح البعض أَنَّ ما يجري هو استحقاق يجب أَن يحصل، ومرَّة يطرح آخرون أن ما يجري من ترتيبات ستكون له نتائج سيّئة، ولابد من اتخاذ إِجراءات من أَيّ نوع لمنع ذلك. وهذا الحديث لا يقتصر على جهة دون أُخرى، فحتى رئيس الوزراء الإِسرائيلي بنيامين نتنياهو تراه مضطَّرباً، وغير متماسك في تصريحاته، ما يشير إِلى ازدياد تعقيدات الأَحداث، وتسارعها، وتناقضها بصورة لم تحدث من قبل.

فوضى الصّراعات في المنطقة أَصبح متشعباً، وفيما هناك من يأمل في تحوُّلات كبرى تؤثّر على هذا الجانب أَو ذاك، فإِنَّ ما نمرُّ به حاليّاً يعبّر عن توالد الصّراعات، وانتقالها من مكان إِلى آخر.

ولكن، مرة أخرى، فإنَّ الأَخطر في كل ما يجري حاليّاً، هو استخدام مصطلحات سامَّة مستمدَّة من كتب الماضي، وكأَنَّه قد كتب علينا أَن نعيش في حالة ماضويَّة، نجترُّها من أجل تبرير تدمير حاضرنا وتضييع مستقبلنا.

إِنَّ استخدام المصطلحات الدينيَّة - الطائفيَّة يعتبر من أسهل وأخطر الوسائل التي يلجأ إِليها هذا الطرف أَو ذاك في مرحلة خطيرة، ربما تشهد إِعادة تشكيل نظام إِقليميّ جديد، أَو على الأَقل التأَثير في دوائر النفوذ من هذا الجانب أَو ذاك، بناء على ما يدور حاليّاً في أَروقة المفاوضات، أَو في ساحات القتال والأَزمات.

إِنَّ مخاطر إِقحام المصطلحات الطائفيَّة في الأَزمات السّياسيَّة، يشبه الأَثر النووي الانشطاري، الذي يأتي على كل شيء، والمنتصر فيه مهزوم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 11:05 ص

      فوضى الصراعات = تحولات كبرى = تغييرات اقليمية و دولية سريعة ....... ام محمود

      الاوضاع المنفلته في العراق و سوريا و الصراع الجديد سيكون له تداعيات خطرة و يمكن تدخل دول كبيرة مثل روسيا و الصين او اليابان في الحرب الجديدة والحروب الاخرى القادمة نسمع كثيرا هذه الأيام عن المخزون الغذائي في هذا البلد يكفي لكم سنة او كم شهر قادم لأن التجارة اذا توقفت او حدث حصار لا سمح الله الكل سيتضرر من الجوع و القحط و الفقر و اذا حدث شيء لخزانات الوقود و اختفى الذهب الاسود مثلا او تعطلت الموانيء جميع الاحتمالات السيئة واردة
      الطائفية هذا السلاح استخدمه الاستعمار القديم و الحديث في ضرب الشعوب

    • زائر 20 | 10:54 ص

      ما يحدث في المنطقة من انقسام طائفي يشبه الانفجار النووي او الغاء قنبلة ذرية هذا صحيح ..تشبيه بليغ .... ام محمود

      (إن مخاطر إِقحام المصطلحات الطائفيَّة في الأَزمات السّياسيَّة، يشبه الأَثر النووي الانشطاري، الذي يأتي على كل شيء، والمنتصر فيه مهزوم)
      تداعيات الأزمة السورية ألغت بظلالها السوداء على المنطقة ووصلت للعراق في اجتياح داعشي ارهابي مخيف في صورة جديدة لم تكون مألوفة من العنف و القتل و وصلت لمصر و تونس و ليبيا و دول اخرى سيصيبها الارهاب الذي في الظاهر يقولون بمحاربته و في الباطن يقومون بتعزيزه من كم يوم قامت دول التحالف بضرب كتيبة النجباء و كتيبة الامام علي في تكريت
      في الخليج الروايات تتحدث عن مجاعة

    • زائر 15 | 2:00 ص

      رد لزائر 13

      اتفق وبقوة ان الفتنه لا تحقق الخير , فالحكومات الجائرة هي من تفصل اصحاب هذا المذهب عن ذاك وتهمشه ألا ترى ذالك .لا نحن .

    • زائر 17 زائر 15 | 2:58 ص

      من أنشئ الأحزاب والتيارات الدينية والمذهبية هم شيوخ الدين بارادتهم0955

      ولادخل لأي حكومة عربية بتكوينها والجميع يعلم هي مفصلة بالتمام والكمال لمعتقد رموزها ومراجعها وهي لا تقبل إلا من يسير في فلكها ومعتقدها وهي من فرقت أبناء الوطن الواحد

    • زائر 14 | 1:39 ص

      النجار

      اذا تبغي تعرف المجرم ابحث عن المستفيد.
      انا ما بقول لك من المستفيد, لاكن بقول لك منهو الغير مستفيد... الامة الاسلامية التي تتألف من هذه الطوائف, كل هذه الامة متضررة. والشخص اللي بينضر من وضع لا يخلقه.
      الطائفية ما لها مكان في قلوبنا, واحنا نسمعها في كل مكان لأن المحطات الاخبارية ما تسكت عن هالموال, الطائفية ليست مشكلة انها اداة مستخدمة لتفكيك الامة الاسلامية.
      نحن امة نتكلم نفس اللغة و معتنقين نفس العقيدة. لا يوجد في العالم كله تحالف يتمتع بهذا التقارب, و لو اتحدنا لكنا في الطليعة.

    • زائر 13 | 1:38 ص

      الأخطر هو الاقحام العملي بالمغتقد في الشأن السياسي 0840

      مادخل أي مطالب دنيوية بأي مذهب وهل بالفتنة يتحقق الخير

    • زائر 12 | 1:08 ص

      مختصر مفيد .

      طرف ....مازال يريدها طائفيه و..... هذا العصر هم مبغضي محبي الامام علي باب مدينة الرسول صل الله عليه وآله , وليس نحن , رحم الله امرء عرف الطريق المستقيم وسار فيه , شوفوا التحشيد الطائفي البغيض ف قناة......على محبي علي سلام الله عليه , وحسبنا الله ونعم الوكيل . ولله المشتكى . وبالله أعتصمت وبالله أثق وعلى الله أتوكل .

    • زائر 11 | 12:41 ص

      الحاصل دكتورنا ليس إقحام المصطلحات الطائفية 0740

      بل هو الاقحام الفعلي والحقيقي لتيارات الطائفية في الشأن السياسي ورموز الطاءفية هم من يقودون هذه الكوارث باسم المذاهب ومن يتحمل هذه الدماء هم قادة الأحزاب الدينية والمذهبية

    • زائر 10 | 12:29 ص

      الطائفية

      لم يكن هناك وجود للطائفية في منطقتنا الا بعد عام تسعة و سبعين

    • زائر 9 | 11:30 م

      لقد دخلنا في عصور الجاهلية البغيضة بجميع صورها و أشكالها ومنها بيع النساء ... ام محمود

      عن الرسول الأكرم ص: أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض يقسم المال صحاحا بالسوية بين الناس و يملأ قلوب أمة محمد ص غنى و يسعهم عدله.
      وعن الامام علي ع: ... يخرج في آخر الزمان يقيم اعوجاج الحق.
      و عن الامام الحسن ع: يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقى كافر الا آمن به و لا طالح الا صلح و تصطلح في ملكه السباع و تخرج الارض نبتها و تنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز

    • زائر 8 | 11:12 م

      التمسك بالقرآن الكريم و ب الرسول ص و أهل البيت ع هو الطريق للنجاة من الفتنة الطائفية القاتلة ... ام محمود

      الدول العربية تدمر الواحدة تلو الأخرى و تحرق بنيران الأسلحة الحديثة و الطائرات و الصواريخ و القنابل والفضائيات تنقل لنا الصور لتدمير المنازل على رؤوس أصحابها و التفجير في الأسواق و الطرقات والسيارات و المساجد و مراكز الشرطة و استهداف الجيوش العربية وهناك استهداف للحضارة العربية الاسلامية و ل الآثار و المتاحف و الكتب اذن المخطط كبير و مستمر و سيء النوايا كثير من الناس سقطوا في الفخ و أقصد به الحرب الطائفية الخطرة و صدقوها و أخذوا يستخدمون كلمات غير لائقة والسب و اللعن و التكفير لأصحاب مذهب معين

    • زائر 7 | 11:00 م

      اللاعبون الكبار أذكياء يملكون قوة المال و السلاح الرهيب و الماكينة الاعلامية و هم من صنعوا الارهاب و الطائفية و لكن ... ام محمود

      لا مجال للشك ان الدول الكبرى العملاقة صنعت الحروب و الأزمات و الفتن و الحروب الطائفية و دعمت المعارضة السورية و صنعوا داعش و القاعدة و النصرة و استعانوا بالمجرمين و قساة القلوب لتنفيذ الجرائم و التفجيرات و المعارك في منطقتنا لأهداف بعيدة و قريبة المدى منها امتداد الدولة الصهيونية و تقوية نفوذها و منها تدمير المقاومة الاسلامية و أيضا تدمير أصحاب مذهب ينتمي لأهل الرسالة السماوية و كما فعلوا بالامام الحسين ع في معركة كربلاء و ما بعدها يقومون الآن بنفس النهج و المنطق و التفكير الغير صحيح والتطرف

    • زائر 6 | 10:49 م

      مصطلحات جديده علينا

      مع الأسف دكتور ،لم نكن نعرف هذه المصطلحات الا منذ اربع سنوات ، وأصبحت الان تتداول الان في كل مجلس ، إذاح لم تسعي الدوله ومن اعلي مستوياتها التعامل بحزم لوقف هذ المصطلحات فسنجدها تنتشر كالهشيم وسيتقاذفها الجيل القادم الي الجيل الذي بعده

    • زائر 5 | 10:15 م

      هو يطرب اذان السلطات الرسمية تحديدا الخليجية تلك المسطلحات الطائفية

      هي تطبيق مايطلب منهم باستخدام تلك المصطلحات الطائفية لتحقيق اهداف اولهم زرع الخوف لمنع المشاركة الشعبية التي كان رمزها إسرائيل والآن تغيرت البوصلة فحظر المد الصفوي وباقي الكلمات ونقول لا يمنع عنهم توليف الحجج لاقصاء وتكفير طائفة كبير من المسلمين

    • زائر 4 | 9:58 م

      تتذكرون اجداث مكة التي ذهب ضحيتها اكثر من 400 حاج

      كيف تناولتها الاقلام من اسخف ما قرأت و تقبلته وصدقته النفوس المتأججة حقدا ان الايرانيين كانوا يريدون اقتلاع مكة و ينقلوها لايران. طيب و ماذا عن بقية المشاعر؟

    • زائر 3 | 9:54 م

      الخوف من مرحلة ما بعد الحرب (حكم القاعدة)

      بعد الحرب سواء انتصر هذا الطرف أو ذاك فإن المنطقة ستصحوا على زلزال تحرك الخلايا النائمة للقاعدة ، و عندها لن يستطيع أحد إيقافه لأن الجميع قد انهك في الحرب.

    • زائر 2 | 9:54 م

      اسرع واقصر الطرق لتحشد التأييد

      محليا او اقليميا اثارة العصبية الطائفية لحشد التاييد تستخدمها الانظمة و الجماعات المتطرفة الارهابية كاسرع واقصر طريق لكسب المساندة

    • زائر 1 | 9:51 م

      المنطقة بحاجة إلى تنمية و ليس الحروب

      كيف يمكن للحروب أن تخدم الانسان ؟ الدول الحكيمة كلها تتجنب الدخول في حروب مثل الصين أو حتى امريكا في عهد اوباما الذي يجعل الآخرين يخوضون الحروب بالنيابة عنه لكي لا يحرق بلده.

اقرأ ايضاً