العدد 4589 - الثلثاء 31 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الآخرة 1436هـ

مرشدون سياحيون في يومهم العالمي: مهمشون...وتاريخ دلمون في قبضة الأجانب

تحدثوا عن وعود رسمية بتنظيم القطاع قبل نهاية 2015

مجموعة من السياح الأوروبيين في البحرين
مجموعة من السياح الأوروبيين في البحرين

مثّل احتفال المرشدين السياحيين في البحرين بيومهم العالمي يوم السبت الماضي (28 مارس/ آذار 2015)، فرصة لبث شكواهم من ما وصفوه بـ «التهميش»، وأردفوا ذلك بالتأكيد على هيمنة الأجانب على قطاع السياحة بما في ذلك مهنة الإرشاد.

وتساءل المرشدون الذين التقتهم «الوسط» عن حال هذا القطاع الحيوي والذي يشمل التراث البحريني الممتد على مدى 6 آلاف عام، وهو رهين الأجانب، وأضافوا «أليس ابن البلد الأكثر قدرة على التعبير عن تاريخ أجداده؟ وكيف لشخص غير (دلموني) أن يعرف بحضارة دلمون للأجانب؟».

وبحسب تأكيدات المرشدين فإن البحرين تستقبل في كل موسم سنوي عشرات الآلاف من السياح الأجانب، والذين تقلهم 35 رحلة تشتمل كل منها على نحو 20 باصاً.

بداية الحديث كانت مع عضو جمعية أصدقاء دلمون أمير بوصفوان الذي قال إن المسئول في القطاع السياحي بوزارة الثقافة عيسى حساني أكد خلال الاحتفالية التي ضمتها جمعية تاريخ وآثار البحرين، العمل على تنظيم مهنة الإرشاد، تحديداً عبر إخضاع الراغبين في امتهانها للاختبار قبل حصولهم على الرخصة، على أن يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري.

بوصفوان الذي بدأت علاقته مع مجال السياحة عبر بوابة «عشق الوطن»، قال «على الرغم من أن تخصصي الأكاديمي مختلف تماماً عن مجال السياحة، إلا أنني وجدت نفسي في العام 1990 منجذباً لهذا المجال الذي هو كما يوصف عالمياً بالصناعة من غير دخان».

واستدرك «إلا أن السياحة في البحرين هي على النقيض من ذلك، حتى باتت آيتها معكوسة وصولاً لوصفها بالدخان من غير صناعة»، في إشارة منه لواقع هذه الصناعة الذي اعتبره «مزرٍ جداً».

وأضاف «حين نتحدث عن السياحة، فبالضرورة سنتحدث عن تاريخ البحرين الغني والذي يمتد على مدى 6 آلاف سنة، بما في ذلك حضارات دلمون وتايلوس وأوال».

وتتمحور شكوى المرشدين السياحيين من فتح الباب على مصراعيه للأجانب (الآسيويين بشكل أكبر) للعمل كمرشدين سياحيين، وفي تفسيرهم لذلك قالوا «يهيمن الأجانب على مكاتب السفر والسياحة، وهم يعملون بمبدأ (الأقربون أولى)».

في السياق ذاته، شدد بوصفوان على ضرورة منح الأولوية للبحريني في امتهان الإرشاد السياحي، مثنياً على جهود جمعية أصدقاء دلمون والتي تشمل تدريب وتأهيل المرشدين السياحيين البحرينيين، بالإضافة إلى إشراك الأجانب.

وعن أعداد البحرينيين العاملين في هذه المهنة، قال «وفقاً للقانون البحريني العدد هو صفر، والسبب يتمثل في أن مهنة الإرشاد السياحي حسب قانون وزارة الثقافة والسياحة (سابقاً)، تحتاج لترخيص لمزاولتها، وهو الأمر الغير مطبق حالياً».

وطالب بوصفوان بخطة وطنية للنهوض بقطاع السياحة في البحرين، تتشابك فيها جهود الوزارات والجهات المعنية بما يسهم في النهاية في حفظ تاريخ البلد وحضارته من التدمير، مستشهداً على ذلك بمقابر سار بوصفها مثالاً بارزا على غياب الاهتمام بمثل هذه المواقع المهمة.

من جهتها قالت المرشدة السياحية آيات ناصر الحبيب «أنا خريجة إرشاد سياحي من جامعة البحرين عام 2010، وحتى اليوم لا أزال قابعة على رصيف البطالة، رغم مرور 5 سنوات من البحث والسعي»، منتقدةً في هذا الصدد غياب الجدية الرسمية في احتضان الخريجين البحرينيين في تخصص الإرشاد السياحي.

وأضافت «كنت أعمل طيلة هذه الفترة بصورة مؤقتة، بما في ذلك في مهرجان ربيع الثقافة، وقبل شهر جددت طلبي للعمل في قطاع السياحة فتم تحويلي على مكاتب السياحة، حيث الهيمنة للعمالة الآسيوية والتي تتولى التعريف بالبلد وبحضارته، فيما البحريني بعيد عن كل ذلك».

وتابعت «لا غرابة في ذلك، فإذا كان المسئول في مكتب السياحة هو آسيوي، فبالتأكيد سيلجأ لتوظيف آسيوي آخر».

وفيما تسعي الوزارة لتنظيم المهنة عبر اشتراط الحصول على رخصة، قالت «هنا سيحل جزء من المشكلة، وسيبقى الجزء الأكبر عالقاً، فما جدوى الرخصة للبحريني إذا ظلت من دون مهنة؟».

من ناحيته، قال مرشد سياحي (فضل عدم ذكر اسمه) «في 2006 تخرجت من جامعة البحرين، بمؤهل بكالوريوس سفر وسياحة، وفي الوقت الحالي أمتهن الإرشاد كوظيفة جزئية لأن مردودها لم يعد كافياً».

وأضاف «الخلل ليس في المهنة وليس في القطاع الذي يوفر فرص عمل مجزية، بل في العشوائية التي باتت مسيطرة عليه، حتى بات العنصر البحريني غير مرغوب فيها، والأجنبي هو المفضل لدى مكاتب السفر والسياحة، حتى بات الجزء الأكبر من (كعكة) هذا القطاع من نصيبه».

ورأى أن «الاختبار المسبق ومنح الرخص للمؤهلين أمر لا بد منه، وهو كفيل بوضع حد لدخول كل من هب ودب في هذا القطاع»، على حد وصفه.

وتابع «يقوم البعض من هؤلاء الأجانب بتنظيم برامج سياحية من دون مكاتب سفر وسياحة، وهذا الأمر يزيد من تهميش البحريني الذي باتت شهادته بلا قيمة بعد عناء الدراسة لمدة تصل حتى 6 سنوات».

وفيما يتعلق بطبيعة عمله في مجال الإرشاد السياحي، قال «تأتي السفن للبحرين في موسم الشتاء، بمعدل يصل إلى 3 سفن أسبوعياً، ونصيبنا لا يتجاوز في أفضل الأحوال رحلتان من أصل 3، ما يعني مردوداً مالياً زهيداً جداً، لا يتجاوز 200 دينار شهرياً».

وأبدى أسفه حيال واقع مهنة الإرشاد السياحي، مؤكداً أن الآسيويين يكتفون بطباعة الأوراق المنسوخة من شبكة الإنترنت وتوزيعها على السياح، دون التثبت من صحة هذه المعلومات، بما يمثل في نهاية المطاف فضيحة بحق البلد وتاريخه».

العدد 4589 - الثلثاء 31 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:43 ص

      ههههههههههههههه

      اشهالقوانين المهزلة ترخيص لمزاولة مهنة الارشدا السياحي؟؟!!!!
      شر البلية ما يضحك

اقرأ ايضاً