العدد 4590 - الأربعاء 01 أبريل 2015م الموافق 11 جمادى الآخرة 1436هـ

تَواصُل المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى

ظريف يتحدث إلى وسائل الإعلام في طريقه إلى الفندق الذي تجرى فيه محادثات بلوزان - reuters
ظريف يتحدث إلى وسائل الإعلام في طريقه إلى الفندق الذي تجرى فيه محادثات بلوزان - reuters

حققت المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران أمس الأربعاء (1 إبريل/ نيسان 2015) تقدماً، لكن من دون اختراق، حيث تتواصل في لوزان بسويسرا من دون تحديد مهلة نهائية جديدة، للتوصل إلى تسوية، لكن صبر المفاوضين بدأ ينفد على ما يبدو.

وأكد البيت الأبيض، من جهته، أن المحادثات «مثمرة» وتحقق تقدماً. وقال دبلوماسيون في لوزان إنه بعد أسبوع من المحادثات «الصعبة جداً والمعقدة جداً» والتي تتواصل على رغم تفويت المهلة المحددة لها، والتي انتهت في 31 مارس/ آذار الماضي، بدأ يظهر شعور بالسأم لدى بعض المفاوضين.

لكن ذلك لم يمنع وزير الخارجية الأميركي جون كيري من إعلان أنه باقٍ في لوزان «حتى صباح الخميس على الأقل».


تَواصُل المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي... و«الصبر بدأ ينفد»

لوزان (سويسرا) - أ ف ب

حققت المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران أمس الأربعاء (1 إبريل/ نيسان 2015) تقدماً لكن من دون اختراق، حيث تتواصل في لوزان بسويسرا من دون تحديد مهلة نهائية جديدة للتوصل إلى تسوية، لكن صبر المفاوضين بدأ ينفد على ما يبدو.

وأكد البيت الأبيض من جهته أن المحادثات «مثمرة» وتحقق تقدماً.

وقال دبلوماسيون في لوزان إنه بعد أسبوع من المحادثات «الصعبة جدّاً والمعقدة جدّاً» والتي تتواصل على رغم تفويت المهلة المحددة لها والتي انتهت في (31 مارس/ آذار الماضي)، بدأ يظهر شعوراً بالسأم لدى بعض المفاوضين.

لكن ذلك لم يمنع وزير الخارجية الأميركي جون كيري من إعلان أنه باق في لوزان «حتى صباح الخميس على الأقل».

وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف: «نواصل إحراز تقدم، لكننا لم نتوصل إلى تفاهم سياسي، لذلك فإن الوزير كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على أقل تقدير لمواصلة المفاوضات».

ولاتزال المفاوضات تتعثر بشأن النقطتين نفسيهما، على رغم إحراز بعض التقدم، بحسب ما قال دبلوماسيون غربيون وإيرانيون.

وهاتان النقطتان هما: العقوبات والأبحاث والتطوير التي تتيح لإيران تطوير أجهزة طرد مركزي عالية الأداء.

وتتيح أجهزة الطرد المركزي تخصيب اليورانيوم، وهذه المسألة في صلب المشكلة؛ لأنه إذا خصب بنسبة 90 في المئة، يمكن أن يستخدم في صنع أسلحة نووية.

ومسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة لاتزال تشكل نقطة خلاف كبيرة. فإيران تريد أن يتم إلغاؤها فور توقيع الاتفاق إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعاً تدريجيّاً للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي منذ العام 2006. وتخضع إيران لعقوبات مشددة أميركية وأوروبية وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسي من مجموعة «5 + 1» (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) «يريدون أن يعرفوا تحديداً كيف ستعلق أو تلغى وبأي ترتيب». ويجرى أيضاً بحث رفع العقوبات - تدريجياً أو فوراً - والطريقة التي سيعاد فيها فرضها في حال انتهكت إيران تعهداتها، ضمن مجموعة «5 + 1» حيث يعارض الروس والصينيون عادة العقوبات وأبدوا استعداداً لتخفيفها بشكل أسرع من الآخرين (الولايات المتحدة وفرنسا). وأكد المصدر نفسه أن «هذا الأمر لا يؤثر على ديناميكية المفاوضات وتضامن مجموعة القوى الكبرى».

لكن بعض التباين ظهر ضمن أعضاء مجموعة «5 + 1» الليلة قبل الماضية بعد تعليق الجلسة العامة بين القوى الكبرى وإيران. فقد عبرت بعض الوفود عن تفاؤل شديد بإمكانية التوصل إلى اتفاق فيما نفى آخرون ذلك وأشاروا إلى نقاط تعثر مستمرة.

ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الكبرى أمس إلى «اقتناص الفرصة» لإبرام اتفاق يمكن أن يكون تاريخيّاً.

وقال ظريف، عقب اجتماع على انفراد مع كيري: إن «إيران أظهرت استعدادها للحوار بكرامة، وحان الوقت لشركائنا في التفاوض لاقتناص هذه الفرصة التي قد لا تتكرر».

وأضاف ظريف «نحن نتفاوض مع ست دول لها مصالح مختلفة ومواقف مختلفة وعلاقات مختلفة مع الجمهورية الإسلامية. وفي بعض الأحيان تكون لهذه الدول وجهات نظر مختلفة».

وأمس كان وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ونظيرهم الإيراني لايزالون في لوزان.

وانضم إليهم مساءً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي غادر فجراً للمشاركة في اجتماع مجلس الوزراء بباريس. وفي برلين عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تفاؤل أيضاً، قائلة: «أعتقد أنه تم قطع قسم كبير من الطريق».

وأضافت «لقد أنجز عمل كثير منذ سنوات عديدة من قبل كل الأطراف الحاضرة، وآمل في أن نصل إلى تسوية تتوافق مع الشروط التي حددناها، أي عدم تمكن إيران من امتلاك السلاح النووي».

وهذا الغموض بشأن نتيجة المفاوضات دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعارض بشدة إلى أية تسوية مع إيران، إلى التعبير عن رأيه هذا لليوم الرابع على التوالي. وقال نتنياهو: «التنازلات المقدمة إلى إيران في لوزان تضمن اتفاقاً سيئاً سيعرض إسرائيل والشرق الأوسط والسلام في العالم للخطر». وأضاف «الآن حان الوقت لأن يصر المجتمع الدولي على اتفاق أفضل».

وفي وقت سابق صرح كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي بأن «مشكلات» لاتزال تعترض المحادثات بشأن ملف طهران النووي، مؤكداً أن لا اتفاق من دون «إطار لرفع جميع العقوبات» المفروضة على طهران.

وقال عراقجي، في مقابلة مباشرة أجراها معه التلفزيون الروسي من لوزان: «لا يمكن التوصل إلى اتفاق شامل طالما أننا لم نجد حلاً لجميع المشكلات»، مشيراً تحديداً إلى العقوبات ومسألة البحث وتطوير أجهزة طرد مركزي، العقبتين الأساسيتين في وجه المفاوضات.

من جهتها، دعت الصين أمس الدول الكبرى الست وإيران إلى «تقريب مواقفها للتوصل إلى اتفاق»، و»إعطاء دفع سياسي أقوى» للمفاوضات، وفق بيان وزعه الوفد الصيني في لوزان أمس.

من جهته، أفاد دبلوماسي ألماني أن محادثات لوزان تعثرت عند عدة مسائل مهمة. وقال: إن «المحادثات تعثرت الليل (قبل) الماضي عند عدة مسائل مهمة، وعمل الخبراء الفنيون طوال الليل ويقوم الوزراء الآن باستعراض الوضع»، معتبراً أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق «بوجود حسن النية».

واكتفى الأميركيون بالقول: إنه «لم تتم تسوية جميع المسائل الجوهرية بعد»، غير أن البيت الأبيض أعرب أمس الأول عن نفاد صبره، مذكراً بأن الخيار العسكري لايزال «مطروحاً».

وانتهت المهلة المحددة للتوصل إلى تسوية في المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في منتصف الليلة قبل الماضية، غير أن عدة وفود ولاسيما الوفد الأميركي كانت أكدت مساء الثلثاء تحقيق ما يكفي من التقدم لمواصلة المفاوضات سعياً لتسوية المشكلات الأخيرة.

وكان المفاوضون حددوا مهلة (31 مارس) للتوصل إلى تسوية تاريخية في هذا الملف الذي يقع في صلب أزمة دولية مستمرة منذ 12 عاماً. وتشكل هذه التسوية، التي لم يعرف بعد شكلها (إعلان سياسي أو وثيقة تنشر أجزاء منها أو شكل آخر)، مرحلة أساسية على طريق اتفاق نهائي يتضمن كل التفاصيل والملاحق التقنية، وحددت مهلة للتوصل إليه أقصاها الثلاثون من يونيو/ حزيران.

غير أن المفاوضات تتعثر منذ أشهر عند نقاط أساسية وفي طليعتها مدة الاتفاق إذ تطالب الدول الكبرى بتحديد إطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الإيرانية وخصوصاً في مجال البحث والتطوير، لمدة لا تقل عن 15 عاماً، غير أن إيران ترفض الالتزام بأكثر من 10 أعوام.

العدد 4590 - الأربعاء 01 أبريل 2015م الموافق 11 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً