العدد 4600 - السبت 11 أبريل 2015م الموافق 21 جمادى الآخرة 1436هـ

التعليم العالي بين التصيّد والاحترافية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أصدر مجلس التعليم العالي جملة قرارات طالت عدداً من الجامعات الخاصة، وبين موجة الإحباط والاستغراب التي اجتاحت الطلبة والهيئات الأكاديمية، خصوصاً في الجامعات التي تحاول الالتزام بقوانين التعليم العالي، نجد بأنّ ما قام به التعليم العالي على مستوى من الأداء ولكن!

ولكن نحن بصدد الاستفسار عمّا قام به التعليم العالي من إجراءات تجاه بعض الجامعات، فهناك من يقول بأنّ التعليم العالي يتصيّد على بعض الجامعات بسبب بعض الشخوص، وهناك من يقول بأنّ الاحترافية لم تكن من جانب التعليم العالي، خصوصاً أثناء الجولات الميدانية التي قاموا بها.

وبين هذا وذاك كنّا من ضمن الطلبة في إحدى الجامعات الخاصّة الذين التقينا بوفد التعليم العالي، ومنذ بداية اللقاء كانت هناك حساسيةٌ في الأسئلة والردود، وبعد فترة وجيزة من الأسئلة والأجوبة، قام الوفد بتقديم الأسباب التي حضروا من أجلها، إلاّ أنّ جملةً من الجمل علقت في أذهاننا: «نحن هنا من أجلكم ومن أجل الجامعة التي أنتم بها»!

ولكننا لم نشعر بأنّ الوفد كان من أجلنا، وربّما كان من أجل الجامعة التي أراد التعليم العالي الحصول على أكبر قدرٍ من المعلومات عنها، حتى يضع النقاط المأخوذة على الجامعة!

من ضمن الاستفسارات التعجّبية التي طرحها الوفد، هو عدم توافق برنامج البكالوريس مع برنامج الماجستير في الجامعة، مع أنّ جامعة البحرين وهي الجامعة المعيارية التي درسنا فيها يوماً، قبلت بعض الطلبة من ذوي التخصّصات الأخرى في برامج البكالوريس، في تخصّصات مغايرة وبعيدة عن دراستهم، ولنا من الأمثلة إن كان التعليم العالي يريدها.

بعد انتهاء الأسئلة والأجوبة أعطانا أحد الأخوة الذين كانوا في الوفد نسبة 8/10 برضانا عن الجامعة، فاحتجّ الطلبة وطلبوا 9/10، وعندها طلب الأخ منهم الـ 1 % الذي لا يرضون عنه من قبل الجامعة وإدارتها، فكان جواب الطلبة أنّهم يريدون مواصلة برامج الدكتوراه في الجامعة نفسها، إلاّ أنّ التعليم العالي لم يعطِ الإذن للجامعة بعدُ لفتح بعض التخصّصات!

لسنا ضد التعليم العالي وإجراءاته وما يقوم به من أجل رفع المستوى الأكاديمي للجامعات الخاصّة، ولكن هناك جامعات احترافية منذ نشأتها، ذلك أنّ العاملين فيها هم أساساً خدموا الدولة 30 عاماً في الجامعة الأم، وعلى مستوى رفيع من الأكاديمية والحرفنة والإدارة، وإن كان هناك أمور إدارية عالقة، فإنّ التعليم العالي بمعيّة الجامعة يستطيعان التوصّل إلى حلول مشتركة، فالهدف هنا ليس التصيّد وإنّما رفع ما تقدّمه الجامعات، من أجل سمعة البحرين في المجال التعليمي، أليس كذلك؟

ولكن إن كان الأمر من دون احترافية ولا تخطيط، فإنّ التعليم العالي لا يصب في مصلحة رفع مستوى التعليم في البحرين، فلينظر التعليم العالي إلى المضمون وإلى مستوى ما تقدّمه الجامعة للطلبة من علم ومعرفة، عندها يُقاس مدى أداء الجامعة، وإن كانت هناك أخطاء إدارية فعلى الجامعات تداركها بسرعة.

بين التصيّد والاحترافية أمور شائكة كثيرة، وإن كان هناك من يتصيّد على الشخوص، فإنّ الشخوص التي تقدّم للوطن أنّى لنا إقصاؤها؟ وفي النهاية لا يصح إلاّ الصحيح من أجل الأجيال القادمة، فنحن جميعاً نخدم الوطن، ولنحذر إدخال مسائل أخرى غير المعايير التي توافق عليها الجميع عند افتتاح الجامعات الخاصّة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4600 - السبت 11 أبريل 2015م الموافق 21 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:01 ص

      اكبر خطأ ارتكبته حكومة البحرين هو افساح المجال للرأسمال الخاص للعب في حرم التعليم العالي!

      صاحب المال البحريني غير مؤهل لحمل الشرف الأكاديمي...تربيته وثقافته لا تسعفانه بتاتا..لو تراجع الفاضلة مريم تفاصيل المراجعات ستصعق وستطالب سعادة الوزير لغلاق جميع الجمعات الخاصة يلا استثناء...

    • زائر 3 | 12:55 ص

      للأسف

      كل يوم نسمع عن قرارات في هذة الوزارة ليست حكيمة لا في حق الوطن ولا المواطن كانها اصبحة وزارة ...

    • زائر 2 | 12:50 ص

      هذه اول خطوة صحيحة

      على طريق تصحيح اوضاع ااجامعات الخاصة. السنوات السابقة تفرغوا لتحطيم جامعة دلمون في استهداف واضح.اليوم لابد من ان تصحح اوضاع بقية الجامعات لكي لا تكون مجرد دكاكين..

    • زائر 1 | 10:29 م

      الخطأ في عدم وجود وزارة للتعليم العالي في البحرين

      مجلس التعليم العالي مسيطر عليه من قبل وزير التربية والتعليم ، رغم أن غالبية أعضاء المجلس من ذوي الخبرة العلمية ومن بينهم رؤساء لجامعة البحرين حاليا وسابقا إلا أن الكلمة الأولى والأخيرة لوزير التربية وهو من يقرر كل شيئ وهو من يعين من رؤساء للجامعات الخاصة ومن يدرس فيها وكأنها ملكا خاصا له شخصيا . أنا استغرب من دولة بها هذا الكم من الجامعات ولا يوجد بها وزارة للتعليم العالي تدير الجامعات الخاصة والعامة وترك هذه الجامعات بيد وزير التربية وتحت وصايته إضافة إلى مدارس البحرين ، إنه خطى كبير يا بحرين.

    • زائر 4 زائر 1 | 2:20 ص

      زائر 1 أنت صح

      أوافقك الرأي ، فعلا وزير التربية والتعليم مسيطر ومهيمن على كل الجامعات في البحرين ولا يسمح لأي شخص بإبداء رأيه في كل ما يتعلق بالجامعات سواء الخاصة أو جامعة البحرين. هو الوصي عليهم وفعلا كأنها جامعات يمتلكها . لا يمكن للتعليم العالي أن ينهض إلى المراتب العالمية ما لم تكن هناك وزارة للتعليم العالي يديرها شخص مؤهل تأهيلا عاليا ، أما إذا بقيت الأمور على ما هي عليه وكل شيئ بيد وزير التربية فعلى التعليم العالي السلام.

اقرأ ايضاً