العدد 4608 - الأحد 19 أبريل 2015م الموافق 29 جمادى الآخرة 1436هـ

الموت على السواحل الليبية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس تناقلت الأنباء حوادث الموت على السواحل الليبية... فمن جانب، تحدثت الأنباء عن أن هناك مخاوف من غرق نحو 700 مهاجر (هربوا من جحيم الأوضاع في بلدانهم) بعد انقلاب قارب قبالة سواحل ليبيا أثناء ليل أمس الأول. وقال مسئول في خفر السواحل الإيطالي إن 28 شخصاً أنقِذوا في الحادث الذي وقع خارج المياه الإقليمية الليبية بمسافة قصيرة جنوبي جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وفي حال تأكد وقوع الحادث، فستكون هذه الكارثة من بين الأسوأ في سجل أزمة المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب حوض المتوسط، كما سترفع عدد القتلى منذ بداية العام إلى أكثر من 1500 شخص.

من جانب آخر، نقلت وكالات الأنباء خبراً عن نشر تنظيم «داعش» تسجيلاً مصوراً يظهر إعدام 28 شخصاً على الأقل، ذكر التنظيم المتطرف أنهم إثيوبيون مسيحيون أعدموا في ليبيا بعدما «رفضوا دفع الجزية» أو اعتناق الإسلام. ويأتي نشر هذا التسجيل بعد شهرين على شريط يظهر إعدام 21 قبطياً مصرياً في ليبيا. وأظهر الفيديو الجديد الذي نشر على مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية تحت عنوان «حتى تأتيَهم البيّنة»، إعدام 12 شخصاً على شاطئ عبر فصل رؤوسهم عن أجسادهم، و16 شخصاً في منطقة صحراوية عبر إطلاق النار على رؤوسهم، قدموا على أنهم «أتباع الكنيسة الإثيوبية المحاربة».

هذه السواحل تقع في الجنوب الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ولو قارنّاها، بالسواحل على شمال البحر الأبيض المتوسط، على السواحل الإسبانية في شمال غرب البحر مثلاً، فستجدها كيلومترات من الشواطئ الجاذبة لليخوت وللحياة النابضة بالتجارة والحركة الدائبة، وستجد الأسواق المملوءة بمختلف أنواع البضائع، وستجد القلاع الخلابة التي بناها عرب الأندلس، كما ستجد المقاهي ومحلات بيع الهدايا التذكارية والمعارض والمتاحف، والمعلومات التي تحث على حماية الحياة البحرية والبرية، وستجد من لديه اهتمام بالمحافظة على الحيوانات والأسماك والنباتات المهددة بالانقراض في كل مناطق العالم، وكيف يمكن نقل التجارب الناجحة إلى هناك.

الذبح والقتل والموت غرقاً على السواحل الليبية، أو بالقرب منها، يوضح عمق المأساة التي نمر بها في منطقتنا التي تحصد حالياً ثمار الأحقاد والأوهام والتحريض على بعضها البعض، من أجل التهالك على الدنيا، والهلاك فيها، وإهلاك الآخرين لأيِّ سبب كان... كل هذا يحدث على سواحل منطقتنا، بينما سواحل الآخرين تشهد حياة نابضة بالتسامح والعطاء والتفكير في حفظ ما خلق الله من البشر والحيوان والنبات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4608 - الأحد 19 أبريل 2015م الموافق 29 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:34 ص

      من قال الدين أفيون الشعوب وما معناها

      لأنها قيلت بحق أوربة عندما عطلت الكنيسة فيها العقل وجمدته، وشكلت طبقة من الإكليروس متميزة، ظهر منها، ما لا يليق بها.. وخاضت صراعاً عنيفاً بين العلم والدين، وقالت للإنسان: ((أطع وأنت أعمى)).. لذلك جابهت العلماء، وحرقت بعضهم- وعلى سبيل المثال ـ جعلت القول بكروية الأرض ودورانها جريمة. فهذه الأحوال المعطلة للعقل، والصادة عن العلم، والواقفة عقبة كأداء في سبيل تقدمه، يحق فيها ما قيل عنها.
      أما الدين الذي جعل من تعاليمه تقديس العقل وتكريم العلم والعلماء في أي اختصاص.. فلا ينطبق عليه القول.. إن الدين

    • زائر 2 | 1:54 ص

      معروف السبب يادكتور

      انه الفكر الظال فكر التكفير واالاقصاء لكل من لا يوافق ارائهم الشاذه رسول الانسانيه جاء رحمة للعالمين بينما هؤلاء جاءوا نقمه للعالمين م....

    • زائر 1 | 10:59 م

      هذه المنطقة المنكوبة بحجب العقول بالغطاء

      نحن رأسماليين حتى النخاع و لا نستطيع ان نعيش في اجواء أنظمة شمولية دينية كانت ام شيوعية ولكن كارل ماركس له مقولة صدق فيها الدين أفيون الشعوب كل ما يحدث لنا في هذه المنطقة المنكوبة يثبت مدى صدق هذه العبارة كل الكوارث تأتينا نتيجة نقص الأوكسجين الذي تحجبه العمائم عن العقول الكارثية التي تتحكم في العوام

    • زائر 3 زائر 1 | 3:16 ص

      أفيون الشعوب

      نعم الدين أفيون الشعوب الذي يتوغل في النفس البشرية.

    • زائر 4 زائر 1 | 5:26 ص

      مقالة باطلة : الدين أفيون الشعوب

      الحمد لله
      هذه مقالة نطق بها كارل ماركس اليهودي ، اخترع هذه المقالة يزعم بها أن الدين مُخَدِّرٌ ومُبَلِّدٌ للشعوب .
      وكلامه مردود بالحق الحقيق بالقبول ، وهو أن الدين الصحيح الحنيف ملة إبراهيم الذي أمر الله خلقه بإقامته؛ دين يلهب القلوب والمشاعر ، مُحرك لجميع الأحاسيس والقوى ، دافع بها إلى الأمام ، لا يقبل من أهله الذل والاستكانة والخضوع للظلم ، ومجاملة الأعداء ، والسكوت عن الباطل والفساد ، أو الجمود على طقوس وأوضاع ما أنزل الله بها من سلطان ، بل يوجب عليهم النهوض والاستعداد بك

اقرأ ايضاً