العدد 4611 - الأربعاء 22 أبريل 2015م الموافق 03 رجب 1436هـ

أمي وصديقات المكتبة

صباح الخير أحبتي... أحب كثيراً أن أزور المكتبة مع والدتي في كل يوم خميس، فهي مازالت ترتاد المكتبة العامة لاستعارة الكتب من أجل دراستها الجامعية، وفي هذا الخميس من الأسبوع الماضي، أطلعتني والدتي بأن 23 أبريل/ نيسان من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للكتاب، ثم روت لي حكايتها مع هذا اليوم المميز، حيث قالت:

عندما كنت في مثل عمرك في المرحلة الابتدائية كانت في مدرستنا أمينة مكتبة لطيفة تسمى “وسام” أحبتها جميع طالبات المدرسة، وكانت هي بالفعل تبادلهم المشاعر الطيبة ذاتها... هذه المعلمة كانت حريصة على أن تقرأ الطالبات أكبر كم من الكتب من مكتبة المدرسة، وعليه فقد أنشأت مجموعة خاصة من الطالبات أطلقت عليها “صديقات المكتبة”، كان مهمة أولئك العضوات تتمثل في استعارتهن لقصة أو كتاب ما من مكتبة المدرسة وتلخيصه في شكل جميل ومرتب. كل كتاب تستعيره الطالبة يسجل لها في دفتر خاص، ونهاية الأسبوع وفي طابور الصباح تكشف أمينة المكتبة عن اسم الطالبة التي استعارت أكبر عدد من الكتب ولخصتها لهذا الأسبوع، ويتم تكريمها وإعطاؤها جائزة تشجيعية.

تقول والدتي بأن المميز في هذه المجموعة بأن لها بطاقات جميلة تحمل شعار “خير جليس في الزمان كتاب”، وهي تتغير في كل عام، وقد أرتني والدتي أربع بطاقات مازالت تحتفظ بها للذكرى.

كما أن مدرسة والدتي وكما أخبرتني تخصص الثالث والعشرين من شهر أبريل/ نيسان من كل عام يوماً تحتفل به المدرسة بالكتاب، فتقام المسابقات والفعاليات الثقافية، كما يتم فيه تكريم جميع “صديقات المكتبة”، كل ذلك على صوت أغان وأناشيد مازالت والدتي ترددها أمامنا وهي جميعها تدعو للقراءة والاطلاع... أذكر منها مقطع: “في الكتب قرينا في الكتب قرينا... الكلمة جنب الكلمة، كله فرحه وياسمينا”.

حديث والدتي عن هذا اليوم المميز للاحتفال بالكتاب وصديقات المكتبة في مدرستها سابقاً، جعلني أتمنى بأن يكون في مدرستنا أمينة مكتبة مثل “المعلمة وسام” تحرص على أن تحبب الطلاب في القراءة والمطالعة وأن تكون في مدرستنا أيضاً “صديقات مكتبة”، لكنت انضممت إليهن، إذ ان والدتي أخبرتني بأن علاقتها وثيقة مع الكتاب منذ مرحلتها الابتدائية، فقد كان تحفيز أمينة المكتبة لها ولصديقاتها، وخلقها روح المنافسة فيما بينهن، قد زاد من شغفها بالقراءة والاطلاع، فكان الكتاب خير جليس لها منذ أكثر من ثلاثين عاماً... لذا فأنا أتمنى أن أسير على نهج والدتي وأن يكون للكتاب مكان بقلبي كما لها.

مناهل

العدد 4611 - الأربعاء 22 أبريل 2015م الموافق 03 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً