العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

حديث مختصر...

حدثني أحدهم يوماً عن أمرٍ بات يضايقه كثيراً، لكن ربما بات يضايق الكثيرين من الناس بصمتٍ. ولا أظن أن الكثيرين يتحدثون عنه، تفاجأت بأن صاحبنا - وهو يحدثني عما يشغل باله - يحس أن هذا الأمر غريب نوعاً مَّا، غريب إن أفصح عنه، أو عند سماعه، مع ذلك، وجدت أنه طريف نوعاً ما... ربما لأن البعض لا يأبه به. على أي حال، لا أجد ما يمنع أن أطرحه في هذه السطور، ربما كان لأحد آخر رأيٌ مخالف. كان الحديث:

«أتعلم... أصبحت أكره الخروج والتنزه مع عائلتي هذه الأيام!»، بدأ صاحبي ممتعظاً.

تعجبت: «ولماذا؟ هل تشاءمت من الدنيا؟!»

«كلا! لكنني أجد أن مجتمعنا أصبح لا يطاق!»

«لا يطاق؟ كيف؟ و لماذا؟»

«أتعرف يا أخي... أصبحت المرافق العامة تكتظ بالناس! أحس نفسي وسط كثافة سكانية عالية!لا أعرف أين أذهب أو أسترخي وسط هدوءٍ يصفي البال!»

«أخي... دع عنك هذه الفكرة، فهي لا تسوغ لك التشاؤم. تذكر كلمتك (مرافق عامة). أي أنها لكل الناس».

«صحيح! لكن المشكلة ليست في المرافق العامة. إنها في بعض مرتاديها!»

«لا أفهم ما تقصد! أوضح لو سمحت...».

«حسناً، ربما تظن أن هذا الموضوع سخيف نوعاً ما، لكنني أجده يضايقني جداً!»

«أنا أسمعك...».

«لا أجد أدنى خصوصية عندما أخرج مع عائلتي... حيث أجد نفسي محاطاً بالأنظار! الكل ينظر إلى الكل! أحس بالحرج! إذا تحدثت مع عائلتي أرى الكثيرين يسترقون السمع! الناس أصبحت تسترق السمع للمحيطين بهم! لا أجد أدنى خصوصية!»

تبسمت... كدت أنفجر ضاحكاً! بدا الأمر غريباً، صمتُّ قليلاً... ثم سألت صاحبنا: «وهل هذا كل شيء؟».

«كلا! أتضايق كثيراً من الفوضى حولي! المرافق العامة باتت بحراً من الفوضى! الكثير من الناس لا يأبه بمشاعر الآخرين من حوله! الكثير من الناس يحب الفوضى! ولا يكترث أحد بالمحيطين من حوله!». «عزيزي ...دع عنك هذه الفوبيا. فالناس والمجتمع مثل ما هو لم يتغير.»أحسست بأن كلامي غير منطقي، وأنا أعقب على كلام صاحبي. كنت أحاول أن أجعله يهدأ وأجنبه الانفعال اللامبرر له. أردفت:»تعودنا...أنا وأنت... على الحياة الريفية التي تعج بصخب وهدوء الطبيعة، والشجر المتمايل طرباً بفعل النسيم الهادئ. ونحن الآن نعيش في قرية صغيرة متمدنة نوعاً ما. وهذا طبيعي جداً!»

المفاجأة هي أن صاحبي تبسم عند سماعه هذا الكلام... هدأ قليلاً، ثم قال: «تذكرني بحياتنا الماضية. كنا نجلس قرب إحدى الأشجار الكبيرة، اتخذنا مقعداً فارهاً، ننظر إلى النهر الجاري أمامنا. وكنا نقرأ ونقرأ ولا نمل! كان كل شيء يدعونا إلى الهدوء والتأمل والقراءة والاطلاع أكثر على علوم الماضي والحاضر. أتذكر تلك الكتب التي كانت تعج بالضجيج والصخب الهادئ! كنا سعداء ونحن نحاول أن نحتوي ألم الحنين للوطن! أتذكر أننا عندما نجلس في أحد المقاهي نحتسي القهوة ونذاكر دروسنا؟ كان المكان يعج بالكثير من الناس...لكننا لم نكن نحس بالفوضى والصخب، أتذكر، كانت هناك سيدة مع أطفالها الذين بدأوا بافتعال بعض الفوضى، أتذكر ماذا فعلت تلك السيدة؟ نهرت أطفالها! ثم توجهت بالحديث إلينا معتذرةً. ياللطافة والأدب! حضر زوجها، وفعل مثل ذلك!».

قلت: «تتحدث يا صاحبي عن بلد أجنبي، نحن هنا ببلد مسلم... ليس منه من لم يهتم بأمور المسلمين!»

قاطعني بانفعال وتهكم واضح: «نعم! لكن الفوضى تعمنا! واللامبالاة بمشاعر الآخرين! مجتمع يحب الفوضى وضجيج الملاعب والهتاف والتشجيع والصخب، وضجيج السيارات، ولا أحد يكترث بأحد، لا أحد يهتم بمشاعر المحيطين به أو خصوصيتهم!»

في نهاية الحديث ... صمت برهة أفكر فيما قاله صاحبنا.

أيمن زيد


عيوب في المجالس

هناك عيوب كثيرة وتصرفات غير حضارية في بعض المجالس الليلية التي كانت من أحسن الأوقات التي يقضي فيها المتقاعد وقته، لكن للأسف الشديد تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

ما أقصده في كتابتي عن هذا الموضوع هو أني متواصل مع معظم المجالس التي انتشرت وفتحت أبوابها في جميع مناطق مملكة البحرين الحبيبة، واني أزورها وأتعرف على روادها الكرام الذين أصبحت علاقتي بهم وتعلقي وحبي بالحديث معهم هو جزء من حياتي التي أعيشها بسرور عندما ألتقي أصحابها كل ليلة وفي كل مكان، لكن هناك من الرواد الذين يعكرون صفو المجالس بمداخلاتهم المستمرة، والحديث المتكرر لدرجة لا يعطون الآخرين المجال في حق المداخلة والتعبير عن آرائهم ويستفيدون من المحاضرين، هؤلاء المتداخلون أصبحوا مملين وكلامهم متكرراً، كل مجلس يذهبون اليه، تراهم أول المتداخلين (حب الظهور) حتى لو حضروا في نهاية الحديث، حبهم الوحيد هو اثبات الوجود والتفاخر.

أقولها لكم بصراحة ان هذا النوع من البشر أصبح مملاًّ، ومكانهم ليس في المجالس، وكثرة كلامهم أصبح شيئاً لا يطاق، وأضيف أن هذا النوع لا يستطيع أن يذهب الى منزله من دون أن يظهر نفسه للحضور.

أخي العزيز... احترامي لك قبل غيرك، اترك عنك هذا الغرور، وهذا السلوك السيئ، وهذا الكلام أوجهه إليك خصيصا، لقد أصبحت مملاًّ لا تطاق، فعليك أن تتريث في مداخلاتك في المجالس المحترمة، واترك الفرصة لأحد غيرك، عسى وعلا نستفيد من كلامه، فلديه الكثير من الكلام والملاحظات يريد أن يوصلها، لكنك سبب في منعه ذلك.

ورسالة أخرى أوجهها الى المحاضر الكريم أن يتقي الله في تقديم أي موضوع أو محاضرة ويختصر الوقت بإيصال المعلومات للحضور وبطريقة مبسطة تكون نافعة قبل أن تكون مملة. تحياتي لأصحاب المجالس فهم تاج على راسي. حفظكم الله وكثر من روادكم، وعليكم الحفاظ عليهم بتنظيم أحسن.

صالح بن علي


الهجرة إلى الحب

عندما تبدأ الهجرة إلى الحب فإن أول من ستواجهه هو نفسك، قد تعبر بادىء الأمر، فترة تطلق فيها أحكاما على نفسك بعد أن تعي خوفك الذي هو في داخلك، قد يبدو لك أنك تتراجع إلى الوراء بدلاً من التقدم إلى الأمام، لكنك تعلم في قرارة نفسك أنك تود التخلص من القديم؛ إلا أنك لست بقادر على عناق الجديد بعد، لهذا ستقع في شباك الشك بالنفس والحكم عليها. إنه هو الحب لا يملك عيناً ليرى ما يجب أن تكونه، لا يريد إجبارك على شيء أو تغييرك بأي شكل من الأشكال رغماً عنك.

لسوف تتخلى عن إطلاق الأحكام إن فتحت أبواب قلبك لحقيقة الحب، تتقبل حقيقة من تكون، وتبدأ باكتشاف أدوار حياتك وسبر أغوارها، وحينما تتعمق في علاقتك بهذه الأدوار تكتشف بأنك لست الأدوار، لست الهويات التي تفترض أنها حقيقتك، ستلاحظ أنك مررت بتجارب مؤلمة وصادمة في ماضيك، والتي لا تزال عالقة بك، لست بقادرعلى إفلاتها والتخلي عنها بعد، إنها هي الأجزاء الصعبة في ماضيك، الأجزاء التي تباعد كل يوم بينك وبين الحياة، قد حددت هويتك بهذه الأجزاء، وتوحدت معها لدرجة ظننت أنك هي، وبسبب هذا تشعر بأنك الضحية فتستنتج استنتاجات خاطئة عن الحياة. لكن لا علاقة لهذه الاستنتاجات بالحياة نفسها، بل بالأجزاء التي داخل الأدوار والتي عاشت التجارب الصادمة. فقط حينما تتعامل مع هوياتك القديمة، كما يتعامل الممثلون مع أدوارهم، تصبح حرا للهجرة أنى شئت، حرا لدخول وعي الحب، لن تتمسك أبدا بأي وجه من الوجوه التي لبستها في ماضيك، فتستخدمها متى ما عادت عليك بالبهجة والإبداع عندها حقا تكون استوعبت معنى الحياة على الأرض.

علي العرادي

العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:56 م

      الى ايمن

      ظننت شيء اخر
      فمجتمعنا العربي المسلم و والمحافظ بات غريبا عنا
      حمدلله صاحبك لم يروي ما سارويه
      رايت من يخرج من سيارته ويتبول اعزكم الله ولم يتوارى
      واخرين عندما وصلوا رفعوا صوت المسجل بالغناء وخرجوا من سيارتهم يتراقصون هم امراه ورجل.
      في الطريق فتاة تجلس في حضن السائق
      في السوبر ماركت ترى الاجنبي قبلت بالشفاه ومص اصبع والتصاق اجساد واما الموظفين الاجانب فهم خلف الكواليس...
      واجنبي اخر يتمشى بسروال ممزق يكشف العوره للمجتمع
      و سروال اجلس واظهر قفاك

اقرأ ايضاً