نادي الشباب ليس مثله نادٍ رياضي شبابي آخر في البحرين على أرض الواقع الحالي، فهذا النادي النموذجي جاء يلبي طلب المؤسسة العامة للشباب والرياضة بدمج الأندية في إطار استراتيجيتها التي طرحتها بداية الألفية الثالثة التي وجدت فيها بأن الدمج هو السبيل الأمثل لتطوير الرياضة. فأغرت الأندية المندمجة ببناء نادٍ نموذجي وحصوله على موازنة مناسبة تغطي جميع أنشطته. لذلك سارعت 7 أندية تلبية هذا الطلب هي: جدحفص والسنابس والديه والنعيم والسهلة وكرانة وكرباباد. ليصبح نادي الشباب من أكبر الأندية من حيث تعداد اللاعبين المشاركين في أنشطته والذين يفوق عددهم 500 شاب يشاركون في 3 اتحادات جماعية هي كرة القدم واليد والطائرة بالإضافة إلى اتحادين فرديين هما الدراجات وألعاب القوى الذي يمثله فيها 65 لاعباً.

الإدارة منذ بداية إشهار النادي وضعت نصب عينيها شباب النادي والحفاظ عليه ودعمه وتطويره والوصول بمستواه الفني الذي أهّله لتمثيل المنتخبات الرياضية الوطنية في ألعاب: كرة القدم واليد والدراجات الهوائية وألعاب القوى، وفوز الفرق السنية ببطولات كرة القدم واليد حتى وصل العدد إلى 8 بطولات رياضية الموسم قبل الماضي.

لكن المتأمل في مسيرة هذا النادي النموذجي الكبير يكاد يصاب بالإحباط بسبب قلة الدعم المالي الذي يحصل عليه والذي لا يغطي جزءاً من مصاريفه الكثيرة.

أقف عند هذا النادي الكبير وأقول لكل مسئول يهمّه الحفاظ على شباب الوطن وأمنه بأن مسئولية الدعم المالي والمعنوي يجب ألا تقف عند وزارة شئون الشباب والرياضة وحدها... فهي مسئولية وزارة الداخلية والشئون الاجتماعية والثقافة ووزارة التربية فكلهم مسئولون في الحفاظ على أمن الشباب وتنويره ورعايته وهدايته إلى طريق الصواب.

موازنة هذا النادي السنوية لا تزيد على 145 ألف دينار... هذا المبلغ لا يغطي تكاليف لعبة كرة القدم وحدها في الكثير من الأندية. فهل تكفي لتغطية 5 ألعاب رياضية وعقود المدربين واللاعبين والأيدي التشغيلية العاملة والمواصلات.

أكرر وأقول بكل صدق إن نادي الشباب بحاجة إلى اهتمام أكبر من وزارات الدولة التي يجب أن تدرك أهمية هذا الكيان في الحفاظ على سلامة أكثر من 500 رياضي وسط الأحداث السياسية المؤلمة التي يعلم بها الجميع وليس مقامنا الخوض فيها، ولكنها تبقى حقيقة تثبت بعد نظر القائمين على هذا النادي بأن وزارات الدولة لا تعي أهمية ذلك. ولا تدرك مدى خطورته.

وما يؤكد ما ذهبت إليه حول هذا المعنى حديث سبق وأن نشرته لأحد القيادات الرياضية في دول مجلس التعاون الخليجي قال فيه «نحن نتحدث مع حكوماتنا بصراحة ونقول لهم إن دعمكم للأندية ليس من أجل تحقيق البطولات فقط بل هو رعاية الشباب وتوجيهه التوجيه الأمثل للمشاركة في الأنشطة الفعالة، وأن أي تقصير في موازنة الأندية سينعكس بالسلب على مشاركة شباب الوطن ويجعلهم يتجهون إلى أنشطة أنتم تعلمونها ولا تتمنونها لأبنائكم أن يزجّوا أنفسهم فيها».

ولكن في البحرين - للأسف - هذه المقولة الصائبة لا تنطبق على نادي الشباب ولا تصل إلى المسئولين في الحكومة، وإن وصلت لا يهتمون بها وهذا عين الخطأ لأنهم ينظرون إلى الأندية بأنها مؤسسات رياضية تعنى بالجانب الرياضي والفوز بالبطولات الرياضية فقط رغم أن مفهوم الأندية أشمل بكثير من ذلك، وأولها الحفاظ على النشء ورعايته وصقله وتوجيهه التوجيه الأمثل ليكون عماد الوطن في المستقبل القريب. كما أن قطاع الرياضة لا يخرج من بين مواهبه المخترع والمبتكر والباحث والعالم والصانع المجد.

أخيراً أقول للرياضيين المتشائمين، حينما هبط فريق كرة القدم إلى مصاف فرق الدرجة الثانية قبل أيام وصفوا هذا الهبوط بالنكسة الكروية، إلا أنني لم أصدم بذلك، بل قلت في نفسي «رب ضارة نافعة» لأنني أعتبر الهبوط في ظروف نادي الشباب مجرد كبوة حصان لن تؤثر على عطاء شبابه ولا على عطاء من يقود هذا الصرح الشبابي الرياضي الكبير. وسيعود الفريق عما قريب إلى مصاف الفرق الكبار لأنه مؤهل لتجاوز العقبات.