أثبت نادي المحرق بما لايدع مجالاً للشك بأنه قلعة البطولات في كرة القدم المحلية، وأنه مهما غاب عن تحقيق لقب الدوري لأي عدد من السنوات فإن بإمكانه العودة من جديد لحصد الذهب، كون هذا الأمر هو المعتاد بالنسبة لنادٍ تربى أبناؤه على حصد الذهب، وأي لونٍ يحصلون عليه غير ذلك يُعد فشلاً بكل تأكيد، فالمحرق والبطولات وجهان لعملة واحدة، والتاريخ يُثبت ذلك ولايُعطي أي فرصة للآخرين للتشكيك فيه، وهو واضح تماماً، وصنعه رجال المحرق بعرق جبينهم وحفروه بأحرف من ذهب.

مساء الأحد الماضي لم يكن عادياً بالنسبة لأبناء نادي المحرق، لأنهم كانوا على المحك هذا الموسم، فإما أن يواصلوا فشل فقدان لقب الدوري للمواسم الثلاثة الماضية ويحطموا رقماً قياسياً سلبياً بعدم إحراز اللقب لأربع سنوات متتالية وهو أمر لم يحدث سابقاً، أو أن يعودوا من الباب الواسع ويرفعوا الدرع الغالي، وهذا ماحصل، إذ إن الفريق نجح في مهمته واقتنص تعادلاً بطعم الذهب أمام الرفاع الشرقي ليصل «الذيب» للقب رقم 33 متفوقاً بمراحل عديدة عن أقرب المنافسين له، إذ إن المحرق بات يُنافس نفسه، ويُحطم أرقامه السابقة، وفي كل بطولة يُحققها نجد أن النادي يعيش أفراحاً لامثيل لها وكأنه يُحقق أول لقب في تاريخه، لأن الجماهير المحرقاوية دائماً ماتكون متعطشة للبطولات ولاتشبع منها!.

لانُبالغ إن مدحنا المحرق، فهو يستحق أكبر من ذلك نظير ماحققه طيلة هذه السنين ونُبارك له حصد الذهب، وحق لنا أن نوفي البطل حقه، ولكن لابد من التوقف عند بعض الأمور وبالتأكيد فإن المحرقاويين يعرفونها جيداً، إذ إنهم يدركون أن فريقهم لم يُحقق سوى الأهم هذه المرة وهو إحراز اللقب، لكن كمستوى وأداء فني لم يكن الفريق مُقنعاً بأغلب المباريات التي خاضها، ومباراة الحسم الأحد الماضي أمام الرفاع الشرقي إحداها، فالمحرقاويون تعودوا أن يفوزوا بالألقاب وفريقهم في القمة بكل شيء، وربما ضغط الفشل هذا الموسم أيضاً جعل الفريق في هذه الوضعية التي شاهدناها عليه، ولكن الأعذار يجب أن تختفي الموسم القادم، فالمحرق حقق المطلوب هذه المرة والضغوط زالت عنه، ولذلك فالعمل يجب أن يكون أفضل وأقوى، كون الفريق سيعود للمشاركات الخارجية والآسيوية منها بالذات، وهي تتطلب جهداً كبيراً وتقديم مستوى أفضل من الذي شاهدنا الفريق عليها هذا الموسم، لأن في النهاية إن حقق المحرق نتائج إيجابية خارجياً فذلك يُسجل للبحرين، وبالتأكيد نحن نتمنى تحقيق البطولات الخارجية سواء عبر المحرق أو غيره.