العدد 4649 - السبت 30 مايو 2015م الموافق 12 شعبان 1436هـ

استهداف المصلين يتحدى الحكومات في أهم إنجازاتها

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إن الفتن والحروب التي تستهدف الآخرين على أساس «الهوية»، تمثل خطراً كبيراً على أسس الدولة الوطنية، لأن ذلك يجرّد الدولة من أهم مهمة تضطلع بها لإثبات وجودها، وهي حفظ الأمن والسلام داخل حدود الدولة، بما يؤكد سيادتها على جميع من يعيش في كنفها من خلال التمسك بقانون وطني يشمل الجميع. الدولة، ولكي تستطيع القيام بذلك، تحتاج إلى أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن تطبّق القانون بصورة متساوية على الجميع. فالقانون، حتى لو لم يكن عادلاً، فإنه إذا طبّق على الجميع يحقق مبتغاه الأوليّ، وهو تحقيق الأمن. أما القانون العادل، فإنه يحقق الأمن والاستقرار، ويضمن الحقوق العامة والخاصة، ويفسح المجال لنمو البلاد بحسب الطموح والرؤية المتوافق عليها.

إن ما تشهده منطقتنا من استهداف للمصلين في المساجد ليس حدثاً عابراً، وإنما هو استراتيجية محددة ومدعومة فكرياً ومالياً ودعائياً ويتوفر لها جهد بشري منظم ومعلن في كثير من الأحيان... وهذا كله يمثل واحداً من أكبر التحديات التي تواجه النظم والدول في المنطقة. فحتى فترة قريبة، كانت الحكومات تسرد إنجازاتها المتمثلة في تحقيق الأمن الداخلي، وتقديم الخدمات العامة لجميع المواطنين... وكانت الحكومات تتصدى للتحديات السياسية المعارضة لها عبر أجهزة الأمن، وكانت تلك الأجهزة تستهدف الناشطين السياسيين، وتقتصر في عملها على الجانب الحرفي من دون استخدام فئة مجتمعية لمواجهة فئة أخرى.

ولكن في السنوات الأخيرة دخل عامل آخر، ودخلت أطراف عديدة، ونتج عن ذلك تحشيد جزء من المجتمع ضد الآخر، ومثل هذا التوجُّه احتاج إلى مصادر دينية لشرعيته، واحتاج إلى خطاب الكراهية القائم على تعميق الفوارق بين الناس، وبالتالي يتواجد حالياً روَّاد للطائفية ودعاة إلى الكراهية، وأصبحت هناك صناعة متكاملة لهذه التوجهات الخطيرة تشمل مختلف جوانب الحياة العامة.

ما تشهده منطقتنا حالياً من زعزعة للأمن يأتي عبر دخول الجماعات الإرهابية على الخط، لأنها وجدت في هذا التوجُّه خير سبيل لنيل مبتغاها في إزالة أنظمة وإقامة أخرى، وذلك عبر إشعال فتن وحروب داخلية تأخذ الطابع الطائفي المشحون بالحقد والكراهية والمغلف بلغة الدين. وعليه، فإن المعركة الآن ليست بين الطوائف، وإنما هي بين الحكومات ومن يريد أن يقول إن بإمكانه تحدي هذه الحكومات في أهم إنجاز ترفعه أمام الآخرين وهو «تثبيت الأمن الداخلي».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4649 - السبت 30 مايو 2015م الموافق 12 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 1:24 م

      تحديات كبرى و تجاوزات خطيرة .......ام محمود

      جماعة بوكو حرام تفتك في أفريقيا ب الأبرياء و تفجر القرى و المساجد و تقتل و تخطف النساء و الفتيات و تغتصبهن و تستعبدهن و كذلك يفعل داعش مئات المجازر ارتكبها في العراق و سورياو قد وصل للجزيرة العربية مثل ما توقعت في تعليقاتي بداية العام و خطرهم على أتباع أهل البيت و المساجد و الحسينيات و المسجد النبوي الشريف و التراث و الكتب داعش يسيطر على أجزاء من ليبيا و على مدينة سرت و سيصل إلى مصر و يهدم و يكسر قسم من الأهرامات و جماعة أنصار بيت المقدس كوبي بيست من داعش
      والانظمة لن تسلم من الاستهداف

    • زائر 26 | 9:46 ص

      فصلوا الرأس عن الجسد

      بعد إن فصلت أمريكا وحلفائها رأس القاعدة عن جسدها (بدبح بن لادن) أصبحت تتحكم في الجسد كيفما تشاء. لم تكن القاعدة ترضى بمحاربة المسلمين وقتلهم رغم طائفيتها. الآن يتحكم في جسم القاعدة (داعش) ألأستكبار + الأستحمار [داعش الكبير] حيث يتحارب المسلمين بعضهم بعض لينعم الغرب وإسرائيل بالهدوء. ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم

    • زائر 23 | 8:03 ص

      طفيليات

      هناك من يعتمد على اسم عائلته ونفوذها لممارسة البلطجة وقانون الغاب وممارسة الارهاب ضد كل من يخالفه في الرأي .. سير يا الجمري والله وياك

    • زائر 22 | 7:00 ص

      محاربة داعش تستهلك الكثير من الطاقات و التضحيات بالانفس ..... ام محمود

      الحكومة العراقية جندت الجيش العراقي و الحشد الشعبي و الجيش الكردي ومعهم ((التحالف الدولي)) لقتال داعش و لم يتمكنوا من الانتصار عليه بشكل تام او جزئي بسبب قوة التنظيم وكل يوم تضحيات و شهداء من المدنيين و الجنود و الضباط
      الحكومة السورية تقاتل الإرهابيين من داعش و النصرة من أربع سنوات و التضحيات هائلة جدا جدا و الدمار واسع جدا جدا
      الحكومة اللبنانية تقاتل داعش مع المقاومة الإسلامية و حققت انتصارات بسبب قوة السلاح و تضافر الجهود
      فهل س تستطيع الحكومات ..من قتال التنظيم و الذي بدأها بالتفجير والقتل

    • زائر 24 زائر 22 | 8:52 ص

      كل السياسيين كذابين

      الحين احنا صراحة محنا دارين منهو اللي صنع داعش وليش ومنهو المستفيد منها وهل أمريكا والحكومات تحارب داعش فعلا؟ أنا لا أصدق جميع السياسيين مهما قالوا والامر اختلط علي

    • زائر 21 | 6:41 ص

      نقل الموروث الثقافي

      عندما سمحت عدد من الدول على نقل مقاتلين من الشيشان وباكستان وافغانستان لمناطق ملتهبة في الشرق الأوسط فهي كانت الخطوة الاولى في جسد هذه المنطقة اذ تمثل الموروث الثقافي لهؤلاء يمتد لعشرات السنين في اعمال التفخيخ والاغتيال داخل المساجد وهو ما بتنا نشاهده اليوم وسط احيائنا بعد ما كنّا تسمع به في باكستان وافغانستان والمناطق ذات الطبيعة المشتركة .

    • زائر 20 | 3:25 ص

      خلنا نحط النقاط على الحروف

      من اللي شكل داعش واخواتها ومدت بالسلاح الثقيل والخفيف والمتفجرات ثم الزج بهم في مختلف البلدان العربية والإسلامية من الشرق الأوسط الى شمال وجنوب افريقيا ؟؟؟

    • زائر 18 | 3:14 ص

      مسلسل الارهاب والاجرام مستمر

      طالما هناك اناس منا يصفقون للفكر الضال ويمولونه ويغردون بانهم روافض قتلهم حلال .. قتلنا حلااال في العراق في سوريا في باكستان والصومال والسعودية وكل بقاع الارض انت مستهدف لانك لا تستحق الحياة ووالصهاينة والغزاة هم من لهم الامان حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 16 | 2:46 ص

      بعض الحكومات تتعاون مع من زرع داعش

      المسؤولون في الولايات المتحدة ما انفكوا يصرّحون هذه الايام من الاعتراف بنسب ابنتهم داعش اليهم ويفخرون بها بل جاء في بعض التقارير ان داعش هي ابنة الرئيس الامريكي وفكرته.
      العجب في ان بعض الدول تدعم داعش بالمال والعتاد وهي الشرّ المحدق بكل دول المنطقة وبذلك يجوز عليهم خراب بيوتهم بأيديهم

    • زائر 14 | 2:05 ص

      المؤيدين لداعش موجودين بيننا ... و الارقام التي في الدراسة ليست دقيقة التغريدات بالالاف ..... ام محمود

      من صفحة دولية: نشرت مواقع الكترونية دراسة تظهر الدول التي تضم مؤيدين لتنظيم «داعش»، والأكثر تغريداً دعماً له العام 2015.
      أظهرت الدراسة التي أعدها معهد «بروكنغس» بواشنطن ونقلتها عدة مواقع الكترونية بينها موقع «ارم»، أن المؤيدين في ......يتصدرون الخريطة، إذ بلغ عدد المغردين المؤيدين لهذا التنظيم في 866 شخصاً.
      واحتلت سورية المركز الثاني مباشرة بـ 507 تغريدات تليها العراق برصيد 453 تغريدة لصالح داعش
      وحلت الولايات المتحدة الأميركية بشكل فاجأ معدي الدراسة والكويت اقلها

    • زائر 12 | 1:08 ص

      عروبتنا

      منذ نشأتنا في الصغر نتربا بأن الوطن أكبر وأسمى من المذهب والطائفه ،التطرف العزله الغلو في الدين المظلوميه الحقد نلغيه من وجداننا،الدوله لايهمها بأن هذا الشخص شيعي السني همها الوحيد أن تكون مواطن تنتمي لهذا الوطن لحكامه لعروبته لا لعمامته

    • زائر 19 زائر 12 | 3:25 ص

      الاسلام والعدل الالهي اشمل من العروبه

      وماذا جنينا من العروبة قبل الاسلام وبعد الاسلام؟ اليس واءد البنات والقتل على اتفه الاسباب؟ الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وبعث له الانبياء والرسل لهدايته، فليتعبد اليهودي والنصراني والمسيحي والمسلم كلا على حسب ما جاء به الانبياء من عند الله وليس كما يحب الفراعنه والطغاة، لاضير بان اكون عروبي وانصر اخي المظلوم سواءً كان عروبيا ام لا ولا يمكنني ان اقف مع الظالم ايما كان، الحاكم له السمع والطاعة اذا كان عادلاً والمعمم يكون له النصح والتقويم اذا كان ظالماً.

    • زائر 11 | 1:07 ص

      الاتهامات المتبادلة لا توصل إلى حلول

      بل البحث عن السبب الحقيقي الذي شطر الشعب وهذا ليس في البحرين فقط بل عم المنطقة العربية والإسلامية

    • زائر 28 زائر 11 | 6:04 م

      السبب الحقيقي

      السبب الأصلي هو إرادة حكومات الدول الإسلامية الغير شرعيين إطالة مدة صلاحيتهم..
      بالفرقة بين الشعوب وضربها ببعض
      ثم التدرع أنها الحامية لهم فتبقى بطلب واقتناع من الشعوب الفقيرة

    • زائر 10 | 12:47 ص

      سبب فرقة المواطنين هذه الجمعيات

      وما طول هي باقية فالنسيج الاجتماعي لايمكن ان يتحسن

    • زائر 9 | 12:44 ص

      رمتني بدائها وانسلت .

      الجماعات الارهابيه ومموليها هم الكفار الذين يرمون المؤمنين بالكفر و.... انهم يحاربون الله شلت أياديهم الاثمة , أنهم يقتلون الصلاة ف محرابها , هيهات , ويمكرون والله خير الماكرين سبحانه الجبار المتكبر . وللقضاء على هذا النهج القبيح أن يجفف منابعة الاقتصادية المالية .

    • زائر 8 | 12:11 ص

      المناهج والدعم الحكومي

      مناهج تكفر الاخرين ودعم حكومي للتكفيريين كان مخفي واصبح مكشوف وهذة هي النتيجة

    • زائر 7 | 11:56 م

      فرق تسد

      .
      هدا هو الدرس الدي تعلمته الانظمة من مدرسيها فرق تسد
      ومع الاسف وجدت من يستجيب لها وبرزت وجوه كريهة .
      نكرة عارضت النعارضة بوجه طائفي

    • زائر 6 | 11:28 م

      كلام صحيح

      ولكن للأسف البعض لا يزال يغلّب حقده الطائفي على نبذه للارهاب، والدولة للأسف لا تزال تخلط بين السياسة وتوفر الأمن للجميع، حيث اعتادت على توفير وتوجيه كل طاقاتها لفائدة طائفة معينة دون أخرى

    • زائر 5 | 11:26 م

      إفهموا الإرهابي

      ليس باكستاني ولاإيراني ولاأفغاني ولاتركي ولابنقالي ولاهندي بل عربي ..... تكفيري من مدارس الفتنة والمناهج المكفرة التي تنفخ ليل نهار وهاي تربيتكم فخخت شبابكم .

    • زائر 3 | 10:56 م

      هل يتعظون ؟ ،،،،،،لا اعتقد !

      صباح الخير دكتور
      داعش تعرف كيف تعمل،،،
      و من تستهدف ،،، فهي تسعى جاهدة لتكوين الدولة،،،
      و لن يتحقق ذلك الا بوجود حواضن لها كما هو حاصل في العراق و سوريا،،،
      اما استهداف الشيعة فهو مجرد خطوة مرحلية لاستقطاب المزيد من الانصار في نفس البلد ،،، فقد نفذت هذا المخطط في دول و اثبت نجاحه ،،،
      فهل ينجح عندما في الخليج،،،؟

اقرأ ايضاً