العدد 4650 - الأحد 31 مايو 2015م الموافق 13 شعبان 1436هـ

«ذوو الرؤوس المنحنية».. فيلم رسوم متحركة صيني يطرح قضية إدمان الهاتف المحمول

 مثل كثير من أقرانه أبناء العشرين عاما يستخدم الشاب الصيني لي تشنجلين هاتفه المحمول بمعدل مرتفع يوميا، فقد أدرك أن وتيرة حياته مرتبطة للغاية بهاتفه المحمول الذي لا يتوقف عن النظر في شاشته بينما يقوم بأي نشاط من أنشطته اليومية المعتادة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الأحد (31 مايو / أيار 2015).

ولم يمنع ذلك والده من انتقاده بشدة لكونه من بين من يصفهم كثير من الصينيين بذوي الرؤوس المنحنية.. في إشارة إلى مدمني الهواتف المحمولة الذين يبقون رؤوسهم منخفضة، بينما ينظرون في شاشات هواتفهم.

وبعد استماعه لانتقاد والده بدأ لي يلحظ المشكلات التي يتسبب فيها كثير من «ذوي الروس المنحنية» الذين يقابلهم في أماكن عامة.

وأثناء مشاركته في دورة للرسوم المتحركة بجامعته (الأكاديمية المركزية الصينية للفنون الجميلة) كُلف لي بمهمة من جانب مُعلمه تتعلق بإنتاج فيلم قصير للرسوم المتحركة يدور حول مشكلة اجتماعية.

واغتنم لي الفرصة لتصوير أهوال إدمان الهاتف المحمول في فيلمه القصير (مدته ثلاث دقائق) وعنوانه «حياة ذوي الرؤوس المنحنية».

وأوضح لي أنه استلهم فكرة مشروع الفيلم مما يقابله يوميا من مدمني الهواتف المحمولة الذين يحنون رؤوسهم دائما لمطالعة شاشته.

وقال لي: «عندما أخرج خلال الأسبوع أو عندما أخرج لحضور دورة لغة أجنبية أراهم في مترو الأنفاق. في الحافلة.. بشكل ملحوظ. لذلك فكرت في أن ذلك موضوع مستمر يوميا. لذا بدأت في إعداد فيلم الرسوم المتحركة هذا».

يعرض الفيلم تصويرا مُغرقا في الواقعية بالرسوم المتحركة لأناس من مدمني الهواتف المحمولة وهم يحنون رؤوسهم للنظر في شاشات هواتفهم فيتسببون دون وعي في حوادث كثيرة تتفاوت بين حوادث سيارات وحتى كوارث صناعية.

ومع زيادة عدد مشاهديه إلى أكثر من 40 مليون بحلول أواخر مايو (أيار) دفع الناس لتناول قضية تمثل على ما يبدو جزءا لا يتجزأ من أنشطتهم الحياتية اليومية يمارسونه بلا وعي.

وقال لي: «أتصور أن كل من يعبثون بهواتفهم المحمولة يبدون وكأنهم يحلمون. إنهم لا يفكرون حتى في أنهم يستخدمون هواتفهم المحمولة ويرون أنه ما من خطأ في مثل هذا التوجه. وبعد طرح فيلم الرسوم المتحركة بدا وكأنه جرس إنذار يوقظ الجميع. البعض سيستمر في غفلته على الأرجح لكن عندئذ سيكون أيضا هناك من يستفيقون».

وأوضح لي أن معظم النقاش على غرف الدردشة على الإنترنت والمدونات بشأن فيلمه تتركز بشكل أساسي على سؤال يقول هل إدمان الهاتف المحمول مرض اجتماعي بالفعل أم أنه شيء يمكننا متابعة حياتنا به؟.

وقالت فتاة تُدعى جاو جونشو (23 عاما) وصفت نفسها بأنها من مدمني الهاتف المحمول إن معظم مدمني الهاتف المحمول من الشباب الذين يرغبون في القيام بمهام متعددة.

وقالت امرأة من سكان بكين تُدعى سون يوان إنها تبعد طفلها البالغ من العمر عشرة أعوام عن الهاتف المحمول خشية أن يصبح مدمنا على استخدامه مثل كثيرين من شباب هذه الأيام.

وقال مهندس إلكترونيات يدعى جو هونجين إن مدمني الهاتف المحمول لا يُلامون على ما يراه كثيرون إهمالا، لأنهم يفعلون ذلك بسبب وجود مشكلات كثيرة.

ووفقا لبيانات الشركات الثلاث لتشغيل خدمة الهاتف المحمول في الصين، فإن عدد مستخدمي تلك الهواتف بلغ منتصف عام 2014 نحو 27.‏1 مليار نسمة.. وهو رقم يزداد بسرعة وبشكل مستمر.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:13 ص

      صباح الخير

      إدمان الأجهزة الذكية واقع
      و هاجس الخوف إن أولادي يصبحون مدمنين لاستخدام الأجهزه الذكية هو واقع أعيشة و دائما أولادي ب صراع معي ع هذا الموضوع

      فعلاً هذه ظاهرة إجتماعية تؤثر ع العقل اللاوعي و للواعي بشكل كبير جدا

اقرأ ايضاً