العدد 4651 - الإثنين 01 يونيو 2015م الموافق 14 شعبان 1436هـ

«حكم الأمر الواقع» لا يحقق استقراراً للمنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المعارك والحروب والاقتتالات في عدة بلدان في المنطقة تتَّجه نحو إنشاء نظام إقليمي جديد، وهناك مساع لتوزيع النفوذ على أساس «حكم الأمر الواقع». فبلدان مثل سوريَّة والعراق وليبيا تشهد صراعات محمومة من أجل تثبيت مواقع النفوذ، وفرض الأمر الواقع، وبالتالي فإنَّ أيَّة اتفاقات أَو ترتيبات قد يجرى التوافق عليها إقليميّاً أَو دوليًّا ستستوجب الاعتراف بما يجري على واقع الأَرض، أَو على الأقل أَخذه في الاعتبار بأي شكل من الأَشكال.

فالأكراد يتجّهون إلى إعلان دولتهم المستقلة في شمال العراق، كما أنَّ هناك مساعي لأكراد سورية للقيام بالأَمر ذاته، وهذا بحدّ ذاته، يشجع التوجهات الحالية نحو فرض الأمر الواقع، والتعامل معه لإنشاء نظامٍ إقليميّ جديد. وفي فلسطين ولبنان تتحرَّك الكثير من السياسات على أساس حكم الأمر الواقع، خارج الإطارات المعتادة في الحراك السياسي.

التنظيمات الإرهابيَّة تستغل المعضلة التي تمرُّ بها إدارة أوباما في مواجهة تنظيم «داعش»، في وقت يتمُّ التسويق لتنظيمات إرهابيَّة منافسة لداعش، وفي وقت تختلف وجهات النظر حول تحديد الخطر الأكبر في الشرق الأوسط.

ومن هذا المنطلق، فإنَّ هناك من يعوّل على أنَّ أميركا ستقبل بالأمر الواقع، ويستدلُّ هؤلاء على ذلك بما يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكيف أنَّ الرئيس أوباما مضطر إلى التَّعامل معه بشكل من الأشكال، من أجل الحفاظ على الحلف الاستراتيجي بين البلدين.

التوجُّه نحو فرض الأمر الواقع ليس محصوراً في مناطق القتال والنّزاع، وإنَّما نجده في طبيعة السياسات المعمول بها في بلدان أُخرى. ففي تركيا، مثلاً، نشاهد توجُّه الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحويل النظام الرئاسي التشريفي إلى نظام رئاسي تنفيذيّ قويّ، وأيَّة تعديلات دستورية مستقبليَّة لن تكون سوى الإقرار بحكم الأَمر الواقع.

جاذبيّة التوجُّه نحو فرض الأمر الواقع تأتي بسبب انهيار، أو تغيُّر، أو تجميد الأسس والأطر التي يمكن التحاور عليها، وهذا كلُّه يوفر أرضيَّة لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وفي مختلف البلدان، بما يتناسب مع من له الغلبة على أرض الواقع. على أنَّ هذا التوجُّه يمثّل مخاطر من نوع آخر؛ لأنَّه يتقلب باستمرار قبل أن يصل إلى حال الاستقرار، كما أنَّ المراهنات على هذا التوجه لها أثمان باهظة لا يمكن تحمُّلها دائماً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4651 - الإثنين 01 يونيو 2015م الموافق 14 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 8:30 ص

      الفرق والأحزاب الدينية وكذلك الدول الدينية بمختلف تلون مذاهبها

      الخطر الأكبر من ما يرسخ هؤلاء بين أتباعهم أن ما يقومون به من أعمال هو جهاد وهو ما أمر به رب العباد وهو الطريق الوحيد الصحيح للإسلام الحق هذا التصادم في المنطقة هو نتاج ترسيخ هذه الأفكار بين أتباعهم وما هذه القنوات المذهبية إلا لهذا الغرض حتى الإرهاب أصبح يبرر والفتنة كذالك

    • زائر 21 | 6:03 ص

      رد على 13

      بس انتون ماتقدروون اله على ايران تعرف انه ايران لولاها لستولو الامريكان على الشرق الاوسط لاكن قوة ايران الي تستلهمه من رب العباد هى الي هزمت امريكا وحلفائها انصحك ان تقرا زين واتنور قلبك بالحقيقة الي لاتريد ان تعرفها لانه القلب اذا مليان احقاد مستحيل يعرف الحق اللهم احفض الينه الجمهوريه الاسلاميه

    • زائر 22 زائر 21 | 8:25 ص

      ايران

      وانت ويش مسوية لك ايران ليش تحب .......طال عمرك؟

    • زائر 17 | 1:44 ص

      الأمر الواقع لا يتغير للأفضل إلى بمشاركة الشعوب وتكون مصدر السلطات

      هذا ما تتبعه كل شعوب العالم المتحضرة التغيير يكون بمشاركة كل أطياف الشعب وليس بصطفافات قبلية أو دينية أو مذهبية أو مناطقية هذا لا يودي إلا إلى انعدام الثقة نين المكونات والتشكيك في أهداف كل مكون عن الآخر وهذا يعرف الحل إلى الأسوء كما نشاهده في المنطقة فكيف نقدم المضاد بيننا ونريد الافضل

    • زائر 16 | 1:38 ص

      أهل البيت عليهم السلام تحدثوا في الروايات عن الطائفية البغيضة التي نعاني منها اليوم بابشع صورها ... ام محمود

      روي عن الامام زين العابدين ع عندما وقف على نجف الكوفة يوم وروده جامع الكوفة بعد ما صلى فيه وقال هي هي بالنجف ثم بكى وقال يا لها من طامة فسئل عن ذلك فقال: اذا ملأ نجفكم السيل والمطر وظهرت النار بالحجاز في الأحجار والمدر وملكت بغداد التتر فتوقعوا ظهور القائم المنتظر
      عن عميرةقالت سمعت الحسن بن علي ع يقول: لا يكون هذا الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضاً ويتفل بعضكم بوجه بعض وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض قلت ما في ذلك خير قال: الخير كله في ذلك عندما يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله

    • زائر 14 | 1:20 ص

      من العلامات الحتمية غلبة ظلمة الكفر والفسوق في العالم - ظهور مذنب او نجم بالمشرق كالقمر له بريق يخطف الابصار-كثرة القتل في الكوفة من رايات مختلفة .... ام محمود

      انتشار الظلم والجور والفساد في الأرض.
      هدم حائط مسجد الكوفة وان هادمه لا يبنيه.
      خروج الماء من بحر النجف.
      ظهور نجم مذنب قرب نجم الجدي.
      جريان الماء من نهر الفرات الى الغري وهو النجف الاشرف.
      وقوع قحط شديد قبل الظهور.
      وقوع زلزال شديدة وانتشار الطاعون في بلاد كثيرة.
      القتل البيوح. وهو القتل الذي لا يهدأ الكثير.
      تخلية المصاحف وزخرفة المساجد وتطويل المنابر.
      خراب مسجد براثا.
      ظهور نار في مشرق الأرض تبقي في الجو ثلاثة أيام او سبعة وتكون مبعث تعجب او خوف.
      ظهور حمرة شديدة في أطراف السماء

    • زائر 12 | 12:37 ص

      الواقع المر

      ما جاء ذكره في المقال عن الحوادث الجارية مكرر في التاريخ منذ الازل و تأسيس اول نظام بشري. مادام هذا النظام الموروث لم يتغير فان تكرار مآسي البشر واقع و سوف يتكرر في المستقبل في جميع مساحات هذه الكرة. اقتراح : احتفظوا بالمقال و انشروه بعد مضي كل عقد و غيروا اسماء الأماكن فقط.

    • زائر 18 زائر 12 | 1:46 ص

      فعلا كلامك صحيح 100%

      والا لما بعث الله الانبياء مبشرين ومنذرين ومحذرين لتلك الحكومات الجائرة ضد الشعوب الضعيفة المقهورة كما هو حالنا مع حكومات هذا الزمان .
      الفرق بيننا وبينهم هو ان الله ياخذهم بالعذاب فيهلكم كما تحدث عن اكثر من نظام دكتاتوري في القران وعلى راسهم فرعون وعاد وثمود اما اليوم فلا هلاك ولا عذاب ببركة سيد الخلق والرحمة التي ارسلها للعالمين وهو محمد ( ص )

    • زائر 11 | 12:34 ص

      داعش فاحش من صناعة أمريكا أصلا .

      انها فزاعة للدول النايمة لتقتات عليها أمريكا فقط وفقط , الامبراطورية قد سقطت من زمان والان هي ف فترة الاحتضار كما العجائز تابعيها , اننا فى زمن الغريلة الله يغربل الي غربلنا نحن الشعوب المقهورة . ام مروه .

    • زائر 10 | 12:31 ص

      مقبض دولاب في يد المشغل

      لا يتحركون بمعزل عن ارادة المشغل ماهم الا مقبض و الرجوع بالدوران العكسي احيان ما هو للاندفاع للامام

    • زائر 9 | 12:23 ص

      تركيا

      لا أتوقع سيحصل حزب اردوغان على النسبة المطلوبة لتغيير الدستور و جعله رئاسي .. جورج واشنطن طلب منه ان يصبح ملك للولايات المتحدة لكنه رفض تغيير الدستور .. سيكون نتائج الانتخابات التركية مفاجأة للحزب

    • زائر 8 | 11:35 م

      الوضع مريب

      كيف نصدق أن أمريكا تقبل بداعش كأمر واقع بينما داعش تحقق على ما كانت أمريكا تبشر به وتحاول تطبيقه منذ بوش الإبن؟ إمكانيات داعش واسلوب توسعها لا يمكن اعتباره نتيجة مخططات مرتزقة تجمعوا من هنا وهناك بل هو نتائج تخطيط أكبر بموارد استخباراتية وإقليمية.
      أمريكا تطبق بالريموت ما أوحت به سابقاً وما نراه اليوم هو حديث الأمس والقادم أعظم.

    • زائر 7 | 11:22 م

      هذا التوجه لها أثمان باهظة لا يمكن تحمُّلها دائماً.

      جاذبيّة التوجُّه نحو فرض الأمر الواقع تأتي بسبب انهيار، أو تغيُّر، أو تجميد الأسس والأطر التي يمكن التحاور عليها، وهذا كلُّه يوفر أرضيَّة لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وفي مختلف البلدان، بما يتناسب مع من له الغلبة على أرض الواقع. على أنَّ هذا التوجُّه يمثّل مخاطر من نوع آخر؛ لأنَّه يتقلب باستمرار قبل أن يصل إلى حال الاستقرار، كما أنَّ المراهنات على هذا التوجه لها أثمان باهظة لا يمكن تحمُّلها دائماً.

    • زائر 6 | 11:05 م

      المنطقة الخليجية و الخوف من الارهاب القادم ... ام محمود

      هناك تعزيز ل الامن في عدة مواقع في الخليج منها المساجد و المجمعات والمواقع الاستراتجية خوفا من داعش التي قد تنجح في تفجيرات جديدة غير متوقعة وقد تنجح في الوصول الى شركات النفط
      في الروايات و الخطب الشريفة ل الامام علي ع التي تتحدث عن الفتن خاصة في بلاد الخط القطيف وغيرها تنبأ عن استهداف ل رجال الدين و قتلهم و بعدها سيغضب الناس و يثورون و تحدث معارك و الدماء ستصل الى الركب و هي كناية عن حجم القتل و الاقتتال
      هناك امكانية لظهور داعش رقم 2 بقيادة السفياني و سيركز نفوذه وجرائمه في العراق و سوريا و

    • زائر 5 | 10:57 م

      الدول الكبرى و الخرائط الجديدة او الاستعمار الدموي ..جاء بعد فشل اسرائيل في حرب 2006 ....... ام محمود

      لو رجعنا للوراء بعد سنوات من التفجير والقتل في العراق بعد رحيل صدام و بعد وثائق ويكيليكس ظهرت لنا الثورات العربية 2011 وسقوط 4 زعماء و كان هناك خطر على وجود الدول الكبرى في المنطقة بعد الثورة المصرية والثورة اليمنية.. في سوريا لم تكن هناك ثورة و لكن مظاهرات من المعارضة الخائنة و نتجت عنها هذه المؤامرة الكبيرة المستمرة اذن الاستنتاج هو خوف امريكا و حلفاؤها من وصول الخطر اليهم جعلهم يقومون بانشاء التنظيمات الارهابية من المرتزقة و المجرميين الدوليين والعصابات لاستمرار وجودهم ولجعل اسرائيل المسيطرة

    • زائر 4 | 10:53 م

      الامر الواقع

      سياسة الامر الواقع تعني قهر الشعوب

    • زائر 3 | 10:45 م

      تغييرات قادمة ستغير المنطقة و تقسمها .... ام محمود

      صرح وزير الخارجية الايراني محمد ظريف أمس في قناة الميادين بكلام مهم منه (انه لا مصلحة لايران في زعزعة استقرار اليمن و لا مصلحة لايران في زعزعة استقرار السعودية -نريد ان تربطنا العلاقات نفسها التي نتمتع بها عمان ومع الجيرانالاخرين-أما ان ننعم بالامن في المنطقة او سنعيش في بيئة غير مستقرة و صعبة-نحن مستعدون لمعالجة كل المشاكل في المنطقة )
      يأتي هذا التصريح في وضع خطير في اليمن والعراق وسوريا واسرائيل تعلن عن مناورات جديدة اسمتها الكون وتدريب على الهروب للملاجيء ويمكن تدخل في حرب مع حزب الله مجددا

    • زائر 13 زائر 3 | 1:17 ص

      معالجةالمشاكل !!!

      نتمني ذلك ولكن لا ان تتولي ايران معالجة كل المشاكل في المنطقه فمرفوض ، لان عليها ان تعالج مشاكلها اولآ وثانيآ معالجة ايران للامور في العراق وسوريا ولبنان واليمن ( دول عربيه ) كانت معالجه خاطئه ،،اذا كانت تريد الامن للمنطقه فعليها الكف عن التدخل في هذه الدول ودول الخليج العربي ،،شكرآ

    • زائر 19 زائر 3 | 5:45 ص

      الى زائر 13 لا أوافقك الرأي ....... ام محمود

      لا أتفق مع تعليقك بسبب ان المشاكل و الكوارث و الفتن والدمار والتفجيرات التي نحن فيها الآن كلها بأيدي عربية وأموال عربية و مؤامرات عربية و حقد عربي وامريكا تحركهم بالريموت ايران لم تقم بأخطاء ولم تفجر او تنتقم هي مدت يد العون للعراقيين في حربهم ضد داعش و لفلسطين لدعم المقاومة و الى لبنان في حربها مع العدو
      اذا تم رفض اقتراح ايران في هذا المنعطف الخطير وهي القوة الإقليمية فالوضع سيصل الى أعلى مستويات الخطر والدول الخليجية لن تستطيع مقاومة الإرهاب الداعشي و ملف اليمن سيؤدي الى تدمير دول أخرى تماما

    • زائر 2 | 10:32 م

      انشاء نظام اقليمي جديد هذا مؤكد بقوة الفتن والبطش والتنظيمات المتوحشة ... ام محمود

      التفجيرات المتوحشة ازدادات وتيرتها في الايام الماضية بسبب محاربة داعش في عدة محاور منها الرمادي والانتصار على النصرة في القلمون والحرب في سوريا فنرى الانتحاريين في كل مكان يفجرون أنفسهم و سياراتهم المفخخة مثل ما حدث أمس في العراق من استشهاد أكثر من 45 جندي عراقي بينهم ضباط كبار بعد ان فجر داعش 3 شاحنات متفجرة مع مدرعة هامفر في مركز شرطة بين سامراء و الفلوجة في منطقة الثرثار التي شهدت من قبل تفجير دامي وتفجيرات في بغداد و في القطيف والدمام و انكشاف تدريب ارهابيين في الكويت بلباس شرطة هناك حدث ما

    • زائر 1 | 9:35 م

      سياسة فرض الأمر الواقع

      هي سياسة استبدادية يلجأ إليها الحاكم أو المسئول لعلمه بمعارضة شعبه لها، فهو يرفض الاستفتاء عليها أو حتى وجود برلمان أو هيئة قوية قادرة على تغيير الواقع.

اقرأ ايضاً