العدد 4653 - الأربعاء 03 يونيو 2015م الموافق 16 شعبان 1436هـ

سارة إبراهيم: «الصرختان»، حوّلتاني من «فاشلة» لـ «مبدعة»

كنت في ربيعي العاشر حينما صرخت معلمتي في وجهي: أنتِ فاشلة في التعبير... لا تستحقين إلا الصفر. جرحتني حينها وكسرت قلب تلك الطفلة التي كانت تسكنني... عُدت للمنزل وأخذت أفتش عن كتابٍ أقرؤه وأنهل منه عذب الكلام لأصبه لها في الاختبار أو التقرير القادم، وفعلت.

لمحت الاندهاش يقفز من عينيها فابتسمت، ولكنها بدّدت ابتسامتي صارخةً في وجهي مجدداً: طلبت منك أن تكتبي أنتِ، لا والدتك. فأبت أن تصدقني... ولكنها بهذه الصرخة ما زادتني إلا تحدياً وحماسة فقرأتُ أكثر وأكثر! وكتبت بشكلٍ لا يوازي من هم في سني. وتفاجأت هي أكثر وأكثر ولكن لا أعلم لأي سبب لم تظهر لي اندهاشها، ولكنني نلت العلامة الكاملة... لم ولن أتوقف عن القراءة لأنني وجدتها غذاءً ووطناً.

كبرت، وانتقلت للمرحلة الإعدادية ومعلمتي هي من طلبت مني المشاركة في مسابقة القصة القصيرة. ترددت، كيف لمن قيل لها بأنها فاشلة في التعبير أن تشارك في مسابقة للتعبير أيضاً، شجعتني هي فشاركت، والمفاجأة! فزت في المركز الأول! فواصلت القراءة... وواصلت الكتابة... ورُشحت للعديد من المسابقات والورش وحتى أصبحت أنا من أقدم الورش لمن هم في سني، وكتبت أكثر من قصة كـ “العودة من السراب” التي نلت بها المركز الأول و قصة “تطريزة سقم” التي حصلت بها على المركز الثالث على مستوى البحرين وقصة “يحكوك النائلة” على المركز الثاني على مستوى المدرسة والمستوى الثاني على مستوى البحرين وخاطرة “في حب الوطن” حصلت بها على المركز الثاني وقصتي وليدة الساعة “دراهم” الحائزة على المركز الأول على مستوى البحرين.

فشكراً للصرختين اللتين جعلتا مني الآن فتاة في الخامسة عشرة ونيف من عمرها، لكنها موهوبة ومتفوقة وليست على حدٍ سواء مع أقرانها، “ألف شكراً”.

العدد 4653 - الأربعاء 03 يونيو 2015م الموافق 16 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً