العدد 4659 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ

التضامن الطائفي... جهل قاتل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل عام، في 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدينة الموصل العراقية، وانهار الجيش العراقي في تلك المنطقة أمام أعداد قليلة نسبياً من المقاتلين الذين اقتحموا المنشآت الحيوية في المدينة وأطلقوا سراح من كان مسجوناً في السجن المركزي للمدينة.

هناك الكثير من الأسباب التكتيكية التي أدت إلى سقوط المدينة، ولكن هناك سبب استراتيجي أهم من كل ذلك، وهو سقوط مفهوم «الدولة الوطنية» واستبداله بمفهوم «التضامن الطائفي». ولقد أوضح استطلاع للرأي قامت به قناة «الجزيرة» مؤخراً أن الأكثرية من مشاهديها يؤيدون انتصارات تنظيم داعش، وأسباب ذلك لم تعد خافية، وهي سمو المشاعر الطائفية على أية اعتبارات أخرى.

من كان يُصدِّق بأنّ بلاداً مثل العراق الذي انطلقت منه الحركات والأفكار العلمانية، وكانت موجات التديُّن فيه ضعيفة مقارنة مع بلدان أخرى، يصبح الآن مقسَّماً على أساس سني وشيعي، وهو التقسيم الذي يُلوِّن السياسة بصورة عامة في منطقة الشرق الأوسط حالياً، وهو الشعار العلني والضمني المطروح عبر الفضائيات وفي تصريحات وتغريدات المتصدرين للشأن السياسي في مختلف بلدان المنطقة.

انتصارات «داعش» ليست سوى أيقونة للتضامن الطائفي، وحتى مواجهة التنظيم تفشل إلا إذا كانت في الاتجاه المعاكس، وهو ما يغذي الانقسام الطائفي الذي يعمُّ المنطقة، عبر الأزمات وحروب الوكالة، وعبر مختلف القضايا الصغيرة والكبيرة.

هناك من يناقش الاحتقان الطائفي ليس من أجل معالجته، وإنما من أجل تبرير المواقف التي يتخذها هذا الطرف ضد ذاك، والحل الذي يطرحه المستفيدون من هذه الحال هو إمّا التخلص من الذين لا يشبهونهم طائفياً أو إخضاعهم وإذلالهم في مرتبة متدنّية من العيش بحقوق منقوصة أو من دون حقوق.

هذه الحال السرطانية تقضي على مفهوم الدولة الوطنية ولا تؤسس إلى استقرار سياسي، وتُشرْعِن سفك الدماء والاضطهاد الذي لا يتوقف إلا بعد حدوث الإنهاك الشامل، والذي لا تتوقف تبعاته على طرف دون آخر. إن القوة لوحدها لا تحسم مثل الوضع المفخخ بالأحقاد والكراهية، ولكن يمكن للرشد والحكمة والتعايش والتسامح وحفظ الكرامة والحقوق أن تدحر هذا الجهل القاتل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4659 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 8:49 ص

      بحريني

      كتب هذه الكلمات في اليوتيوب، نحر، حرق، قطع رؤوس، قتل نساء و أطفال، فكانت نتيجة البحث عشرات بل مئات كلها داعشية، ونزر بسيط لا يكاد يذكر للآخرين، عندها تيقنت أن من يؤمن بداعش كممثل لدين النبي محمد (ص) إنما يعبر عن نزوات وأحقاد وأمراض طائفية تنال من الدين و من رسالة النبي (ص).

    • زائر 25 | 4:08 ص

      يا دكتور

      تتحدث انت في وادي و التعليقات على مقالك في وادي ، تحدثم عن التظامن الطائفي فياكدون لك في تعليقاتهم ذلك ،لا زالوا يعتقدون ان الحرب بين سنة و شيعه و كلا بما لديهم فرحين !! الاول يقول داعش و الثاني يرد حزب الله و هكذا
      لن يفهموا تلك الحرب حتى تاتيهم السكاكين على ارقابهم او في ظهورهم و لن يفهموا ان كل ما حولهم مجرد عملية تموهيه هدفها السيطره و السرقه ،او بالاحرى سرقة ما بقى في الوقت الضايع .. و قريبا سيرون انفسهم في الشوارع عندما يكتشفون ان حتى بيوتهم سرقت ،لا راتب لا كهرباء لا ماء حتى

    • زائر 24 | 3:48 ص

      من كان يُصدِّق بأنّ الوطن العربي بأفكاره العلمانية أصبح منبع الطائفية؟

      لم يعد في الأمر متسع ؛ و لم يعد في التنبيه فائدة ، و لا في التنظير أثر يرجى!
      معاشر الكتاب و الصحفيون: كفى لعباً ؛ و كفى إضاعة للوقت ؛ و كفي ضحكاً على الخلق. الأمر كله أصبح في يد الكهنوت؛ الكهنوت الداعشي و السني و الشيعي و ؛ فاكتبوا لهم و لا تخاطبوا غيهم بلغة واضحة فصيحة مبينة!
      الملام ليس على الكتاب الطائفيين ؛ فهم منطقيون مع أنفسهم و مبادئهم؛ بل الملام على الكتاب و المثقفين المتحررين و المتنورين و العلمانيين! أين جهدكم؟ و أين انتقادكم لدور الكهنوت في اتلاف المجتمعات العربية؟

    • زائر 22 | 3:13 ص

      حين يتعاطف البعض من الإجرام والإرهاب

      حسب ما ورد في الروايات أن جزء من المشاركين في أي عمل هم الراضين به وقد حذر الإسلام من الرضى بالاجرام والمنكرات وقد كان اضعف الإيمان ان لا يميل شخص لعمل ما ولو بقلبه حتى لا يعتبر مشاركا فيه.
      اما خبال هذه الأمة ووبالها ان الكثير الآن يدعمون داعش الإرهابية والمجرمة والسفاحة .
      نعم الكثير يميل الى فكر داعش حيث انها تقارع الشيعة ولكن للأسف داعش قتلت من السنة أضعاف ما قتلت من الشيعة فعليكم بتأييد داعش حتى تتفرد بكم وتعرفوا حينها انكم على خطأ في وقت لا ينفع فيه الندم

    • زائر 21 | 2:23 ص

      التضامن مع الطائفية لا يقل عن إجرام وإرهاب داعش

      خلق الفتنة في المنطقة وفي البلد الواحد لايقل عن إجرام داعش والقاعدة والنصرة ولنرى الحرب الجديدة في اليمن وكوارثها والانقسام الطائفي الحاد بين اليمنيين وبين الشيعة والسنة في المنطقة هل من قام بهذه الانقلاب باسم المذهب ومن ساعده مذهبين يقل عن إجرام داعش

    • زائر 19 | 1:58 ص

      أ / د / منصور الجمري ( ابوعلي )

      كعادتك متميز دائماً ، شكراً رحم الله والديك .

    • زائر 13 | 1:10 ص

      بحريني

      من يؤيد حزب الله في لبنان يؤيد حماس السنية في فلسطين و يؤيد ثورة مصر وتونس ويدين إعتقال أو قتل أي بريء مهما كان عرقه أو مذهبه، كما أن الحشد الشعبي العراقي يضم السنة والمسيح والغالبية الشيعية بطبيعة تركيبة العراق السكانية، وهم يحررون ويدافعون عن مناطق سنية، للأسف لا يوجد دين أو قيم في هذا الزمن، إنما تقديس لأشخاص وطوائف ولو على حساب الدين!!!!

    • زائر 12 | 1:08 ص

      مشكلة المتعاطفين مع داعش والنصرة

      عندما نقرأ الكثير من الصحف الغربية عندما تتحدث عن القاطنين في المناطق التي سيطر عليها داعش او حتى جبهو النصرة نجد بان في البداية هناك حماس شديد لابناء هذه المناطق ان كانت من نفس مذهب داعش ولكن وبعد فترة من الزمن يترحم هؤلاء على بشار وعلى المالكي.
      لا يخفى على احد بان بشار اجبر العالم بأن يقاتل عنه تنظيم داعش والنصرة بينما تكفل هو بالقضاء على الثورة السورية الحقيقية وعلى الجيش الحر.
      حماقة الاصطفاف الطائفي ارتدت على من قام بها وضرتهم اكثر من الطرف الاخر.
      وحتى يفيقو من سباتهم فليبشرو بالذل والهوان

    • زائر 10 | 12:47 ص

      التضامن الطائفي برز مع ظهور الأحزاب الدينية والمذهبية

      هذا ما يحدث من اقتتال في المنطقة وأصبح الولاء للمذهب مقدما على الوطن وحلة الفتنة الطائفية ونعدمة الثقة بين الشعب الواحد

    • زائر 9 | 12:35 ص

      فكر متطرف + انظمة مستبدة = ارهاب اعمى.

      تبني الفكر المتطرف من قبل انظمة رجعية مستبدة هو منشئ الارهاب ومغذيه وداعمه.

    • زائر 7 | 12:24 ص

      الطائفية السياسية

      الطائفية السياسية لم يكن لها وحود قبل عام تسعة و سبعين

    • زائر 23 زائر 7 | 3:32 ص

      الطافية موجوده منذ اكثر من 1400 سنة

      فيه ناس تعلق على الطائفية وتربطها بإنتصار الثورة الاسلامية في ايران ويتعامى عن المجازر التي ارتكبتها بعض الانظمة التي تمول داعش الآن منذ اكثر من 100 سنة في كربلاء وغيرها من الاماكن التي طالتها ايديهم، سنة 79 وثورتها ازاحت الذلة والخنوع من كاهل الأمة الإسلامية، واعادة مجد الاسلام المحمدي الاصيل.

    • زائر 6 | 12:16 ص

      جرائم باسم الدين

      ان أردت ذكر داعش وجرائمها فلا بد أيضاً ذكر جرائم الحشود الشعبية في العراق

    • زائر 4 | 10:20 م

      صباح الخير يا دكتور

      داعش لا تمثل السنة لأنه الكثير من أخواننا السنة يرفضونها بشدة بل يقفون ببندقيتهم لمقاتلتها داعش إرهابية صهيونية امريكية وليدة الانظمة العربية المستبدة وها هم من زرعوها يجنون ثمار زراعتهم في البلدان التي يحكمونها .

    • زائر 5 زائر 4 | 12:12 ص

      الحقيقة

      نعم داعش لا تمثل السنه ولكن 90% من السنه يريدون ان تقوم داعش بمحو الشيعة بحجة انهم...........................والحكومات التي تدعم داعش معروفة للعلن وبعد استقواء داعش من الدعم قررت ان تحارب الأنظمة التي دعمتها

    • زائر 3 | 10:12 م

      هل يعتبر تضامن طائفي

      من يدافع عن نظام بشار ويهاجم الثورة السورية

    • زائر 18 زائر 3 | 1:29 ص

      الثورة السورية

      ما يسمى بالثورة في سوريا هي احد اكبر الامثلة على التضامن الطائفي الاعمى. فمنذ اندلاع الاحداث هناك انبرت القنوات ذات الخطاب الطائفي بدعم ما يحدث و اطلاق تسميات (الروافض و النصيرية) و غيرها مع العلم و حسب احصائية نشرتها البي بي سي في ابريل 2011 فأن نسبة السنة في اجهزة الدولة هناك تبلغ 74% لكن الخطاب الطائفي ادعى تهميشهم لصب الزيت على النار و الان كل السوريين خاسرون مما يجري!!

    • زائر 2 | 9:51 م

      وفي ناس

      يؤيدون انتصارات حزب الله وجيش المهدي في سوريا لماذا لاننتقدهم

    • زائر 8 زائر 2 | 12:25 ص

      لا فرق بينهم

      لا قرب بين داعش و حزب الله كلهم جماعات ارهابية تقتل الأبرياء على أساس طائفي مقيت بل ان داعش قتلت من السنة اكثر بكثير من ما قتلت من الشيعة بينما حزب الله متخصص في قتل السنة فقط

    • زائر 11 زائر 2 | 1:06 ص

      لأنك تشاهد الموقف بعين عوره

      متى تدخل الحزب ؟ بعد أن بدأت الوحوش البربرية تأكل الأكباد و تقتل أي كان حي و حتى الأطفال لم تسلم و قطعت الرؤوس و أحرقو الاوادم وهم إحياء ! وأيضا عندما تقربوا من دولتهم . شتان بين أفعال الوحوش داحش و الحزب . لاتنظر الموضوع بالطائفية .

    • زائر 20 زائر 2 | 2:11 ص

      رد على زائر رقم 8

      لا فرق بين داعش و.... !!!
      لا وجه للشبه ولا المقارنة بين الثرى والثريا يا هذا ..

اقرأ ايضاً