العدد 4660 - الأربعاء 10 يونيو 2015م الموافق 23 شعبان 1436هـ

الأنسولين

يعدّ دواء الأنسولين الدواء الأكثر شهرةً وقيمةً وانتشاراً في القرن العشرين حتّى يومنا هذا، وبفضل اكتشاف هذا العلاج والدواء السحري، تمّ إنقاذ - ولايزال - الملايين من البشر من موتٍ محقّق؛ حيث استخدم الأنسولين في علاج مرض السكري، وتحديداً النّوع الثاني منه، والذي يعتمد على حقن الأنسولين في العلاج، فلقد كانت الإصابة بمرض السكّري قبل العام 1921م تعني الموت المؤكّد للمصاب به بعد فترةٍ وجيزة، فقد كان يعتبر داءً عضالاً ولا شفاء منه، وينتهي المبتلى به بالموت.

لقد تمّ اكتشاف الأنسولين لأوّل مرةٍ والتعرّف عليه من قبل العالم الألماني بول لانغرهانز، وذلك في العام 1889م، حيث لاحظ وجود خلايا على سطح البنكرياس لها لونٌ خاص بها ومختلف عن باقي أجزاء البنكرياس، وأطلق على هذا الجزء التسمية المعروفة بجزر لانغرهانز، والتي سمّاها على اسمه، واكتشف أيضاً أنّ هذه الجزر تفرز من ضمن الهرمونات العديدة التي تقوم بإفراز هرمونٍ ذي طبيعةٍ بروتينيةٍ أطلق عليه اسم هرمون الأنسولين، ولكنه كان يعتقد آنذاك بأنّ هذا الهرمون لا تتعدّى وظيفته المشاركة في عمليّة الهضم في جسم الإنسان فقط.

وفي العام 1922 تمكن فريدريك بانتينغ من اكتشاف علاقة هرمون الأنسولين بضبط وخفض كميّة السكر الزائدة في دم الإنسان، وتأكّد أنّ هذا الهرمون هو المسئول الأول والأخير في الجسم عن هذه العمليّة المعقّدة والفائقة الأهميّة بالنسبة للإنسان، ألا وهي الحفاظ على معدّل طبيعي للسكّر؛ بحيث لا يزيد ولا ينقص في الدم، وبناءً على ذلك بدأ باستخراج هذا الهرمون من بنكرياس الأبقار والخنازير، وحقنه لمرضى يعانون من زيادة نسبة السكر في دمائهم، وقد بدأ تجاربه بحقن طفل مصاب يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، وقد كان ميئوساً من علاجه، وكان أهله ينتظرون ويتوقّعون موته بين ساعةٍ وأخرى، ولكن ما إن تمّ حقنه بالأنسولين حتى استردّ صحته وعافيته، وعاد ليحيا حياةً صحيةً وطبيعيةً على أكمل وجه.

العدد 4660 - الأربعاء 10 يونيو 2015م الموافق 23 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً