استعرض تقرير «منظمة السياحة العالمية» الخسائر التي لحقت بشركات الطيران وحركة السفر عموما بعد ضربة سبتمبر/ أيلول على رغم أن المؤشرات كانت تؤكد وجود أزمة لدى شركات الطيران قبل الهجمات. ففي 21 أغسطس/آب حذرت «الايكونومست» البريطانية من منافسة الاسعار بين الشركات في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيره على أداء تلك الشركات، وقدرت انخفاض السفر على درجة رجال الأعمال بنسبة 20 في المئة، إلا أن الخسائر تفاقمت بعد سبتمبر، ووفقا لمنظمة الطيران العالمية، قدرت الخسائر التي لحقت بشركات الطيران العالمية ما بين 10 - 12 مليار دولار، منها نحو 7 مليارات دولار لشركات الطيران في أوروبا وآسيا وافريقيا واستراليا، ونحو 5,3 مليار دولار خسائر للخطوط الداخلية في الولايات المتحدة.
التأثيرات المباشرة على حركة السفر تمثلت في هبوط السفر عبر الأطلسي بنسبة 36 في المئة، والباسيفيك بنسبة 12,1 في المئة وعبر الباسيفيك من اليابان الى هاواي والولايات المتحدة بنسبة 50 في المئة.
وهدد الافلاس بعض خطوط الطيران الاخرى مثل سابينا، و«سويس اير» وميدواي ايرلاين، وخفضت الطاقة التشغيلية والعمالة في خطوط الطيران في أميركا وأوروبا بنحو 140 ألف وظيفة، وبلغت نسبة انخفاض الطاقة التشغيلية في السوق الاميركية 20 في المئة.
وفي أوروبا انهت «أليطاليا» نحو 3 آلاف وظيفة و«سويس اير» 9 آلاف وظيفة و«البريطانية» 7 آلاف وظيفة و«فيرجين اتلانتيك» 1200 وظيفة. ومن بين التأثيرات أيضا تشديد الاجراءات الأمنية في المطار مما نتج عنه ضغط مضاعف على أنظمة التعامل مع المسافر.
وأعلنت «الاير فرانس» خسائر بلغت 62 مليون يورو في الأيام العشرة الأولى التي أعقبت 11 سبتمبر، وقامت «لوفتهانزا» بتأجيل أو الغاء طلبياتها من الطائرات.
وبرزت المشكلة الرئيسية في مسألة التأمين على الرحلات والطائرات خصوصا في الولايات المتحدة، ما جعل الحكومة توافق على دعم صناعة الطيران بنحو 15 مليار دولار، الا ان بعض هذه الأموال ذهبت لتغطية الخسائر الطارئة لشركات الطيران في الولايات المتحدة التي بلغت في الربع الثالث من العام الماضي 414 مليون دولار. ومن جانبه اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا لتقليل الخسائر خلال الأيام الأربعة الأولى التي أغلقت فيها الولايات المتحدة أجواءها أمام حركة الطيران، وقامت الحكومة البلجيكية بإقراض شركة «سابينا» 125 مليون دولار وعلى رغم ذلك أعلنت الشركة افلاسها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولتغطية كلفة الزيادة على الأمن والتأمين أعلنت الكثير من خطوط الطيران زيادة أسعارها على التذاكر. شركة كي. ال. ام اعلنت زيادة 5 دولارات على التذكرة، ولوفتهانزا 8 دولارات، وايبريا 8 يورو، واير وملسيكو 5,5 دولارا.
وتأثر القطاع الفندقي أيضا واستقبل تدفقا من الالغاءات في الأيام الأولى التي اعقبت الهجمات. ففي بعض فنادق الولايات المتحدة انخفضت الحجوزات بنسبة ما بين 60 - 70 في المئة نحو 260 ألف شخص وظائفهم.
وعموما شهدت فنادق المدن الكبرى في العالم تراجعا بنسبة 20 - 30 في المئة في حجم اعمالها
العدد 6 - الأربعاء 11 سبتمبر 2002م الموافق 04 رجب 1423هـ