العدد 8 - الجمعة 13 سبتمبر 2002م الموافق 06 رجب 1423هـ

رجب جول:أقدم مسجد في ويلز البريطانية بناه بحّارة يمنيون

يبلغ عدد المسلمين في كارديف مقارنة بباقي مناطق المملكة المتحدة حوالي عشرين ألف مسلم وهي اعلى نسبة في مقاطعة ويلز وهم من العرب والهنود والافارقة غير ان نسبة اليمنيين والعراقيين إلى جانب الصوماليين تعد الاكبر من بين الجنسيات والعرقيات الاخرى.

وعن ذلك قال العضو التنفيذي بمركز دار الاسراء - فرع كارديف - رجب جول ريس لـ «الوسط»: ان الجالية المسلمة لها تاريخ يمتد إلى القرن التاسع عشر في ويلز (...) فأقدم مسجد هنا يرجع تاريخه إلى العام 1836، وقد بناه البحّارة اليمنيون الذين كانت سفنهم ترسو باستمرار عند خليج كارديف وايضا عمّال مناجم الفحم من العرب واليمنيين الذين آنذاك قد قدموا للعمل في مناجم ويلز الشهيرة».

واضاف: «الجالية اليمنية كبيرة هنا والغالبية تقطن عند خليج كارديف بالقرب من موقع مسجد كارديف القديم الذي هدم فيما بعد وبني محله مبنى آخر جديد منذ سنوات قليلة».

وعن تأثير حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول الماضي على افراد الجالية المسلمة في كارديف اوضح جول ريس: «نحن نواجه المشكلات نفسها التي تحدث في مناطق اخرى من انجلترا او في اسكتلندا مع العنصرية وان كانت هنا افضل حالا من باقي المدن مثل بيرلي الواقعة في شمال انجلترا، حيث حالات العنصرية كثيرة».

واضاف: «لكن كانت في كارديف حادثتان لمسجدين احدهما يعرف باسم مسجد شاه جلال الذي كسرت نوافذه بالحجارة فقط ومع ذلك فالتعاون موجود مع الشرطة بالنسبة إلى مثل هذه الحوادث. ولكن لا يمنع من القول ان النساء والفتيات المحجبات يتعرضن من وقت إلى آخر لبعض المضايقات».

وردا على سؤال عن الدور الذي قد تلعبه الجالية على المستوى المحلي في ويلز اجاب جول ريس: «الانشطة كثيرة وهناك تواصل وتعاون مستمر مع مختلف الجهات (...) فهناك اكثر من عشرة مراكز اسلامية اسسها اليمنيون في البداية منتشرة في ارجاء ويلز وهي تنظم حلقات دينية وتثقيفية عن الاسلام وحصصا لتعليم العربية وقراءة القرآن».

واضاف: «حاليا يشغل احد افراد الجالية المسلمة ويدعى محمد فردوس موقعا سياسيا مهما في ويلز، وهي خطوة لاتزال جديدة داخل المجتمع، على رغم ما اوجدته حوادث الحادي عشر من خلل داخل المجتمعات الغربية ازاء نظرتها إلى العرب والمسلمين».

وفي مدينة سوانزي الساحلية، قال اكبر خان، احد رواد مسجد سوانزي الواقع في شارع سانت هيلن الذي يأتيه في العادة ايام الجمعة من مكان اقامته في «بريدجن»: ان احدى نوافذ هذا المسجد قد تعرضت للتكسير من قبل مجهولين». مشيرا إلى ان الغالبية من المسلمين في الوقت الحالي تفضل ان تقطن في مدينة ليستر بانجلترا لأمنها وسلامتها مقارنة بالمدن الاخرى.

كما اضاف ان هناك مسجدين رئيسيين إلى جانب هذا المسجد وهما مركز الامام الخوئي والآخر في مقر جامعة سوانزي. وفي مركز الامام الخوئي الواقع ايضا في سانت هيلن اوضح سكرتير المركز د. محمد كاظم بي بل زادة ان عدد المسلمين يصل إلى حوالي 7000 في سوانزي واكثرهم من الطلبة العرب وخصوصا من الجالية العراقية والذين اضطروا ان يبقوا بعد حوادث حربي الخليج الاولى والثانية.

واضاف: «ان المركز يبلغ عمره 11 عاما بينما يبلغ عمر مبنى الكنيسة القديم حوالي مئة عام، وقد تم شراؤه عن طريق الاقساط قبل مساعدة مؤسسة الامام الخوئي، حيث قررت مجموعة من الطلبة العرب من السنة والشيعة ان تؤسس مركزا اسلاميا متكاملا يخدم ابناء الجالية خصوصا من اهل الشيعة بسبب ما عانوه من بعض المتطرفين في اواخر الثمانينات».

واشار زادة إلى ان المجموعة نفسها قررت تحويل هذا المسجد من مكان عبادة إلى مركز يستقطب جميع الانشطة والمناسبات الدينية المختلفة اضافة إلى فتح مدرسة لتعليم العربية لأبناء الجالية العربية وهي ايضا مفتوحة لغير الناطقين للعربية.

يذكر ان المراكز الاسلامية في بريطانيا في تزايد مستمر بسبب ارتفاع نسبة المهاجرين من دول منطقة الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة والتي لاتزال تعاني من مشكلات سياسية واقتصادية

العدد 8 - الجمعة 13 سبتمبر 2002م الموافق 06 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً