تُعد مدينتا المنامة والمحرق رمزين مهمين، لما يتمتع به مجتمع البحرين فيهما من تسامح وسكينة وتعايش بين جميع فئاته المختلفة، من حيث الدين والمذهب واللغة والعادات والتقاليد. فكل من هاتين المدينتين أسهمتا في بناء المجتمع البحريني المتميز الذي ننعم به الآن.
مولد مدينة المنامة تاريخيا يختلف عليه الباحثون. ولمعرفة متى وكيف ظهر اسم (المنامة) للوجود، علينا البحث والدراسة والتحقق من تاريخ مدينة بلاد القديم، وذلك لارتباطهما ببعض. ولولا ظهور بلاد جديدة قبل تلك التسمية، لما ظهرت هذه التسمية أساسا.
يذكر التاريخ أن ذكر بلاد القديم باسمها الأصلي قبل أن يتغير، كان العام 1316، عندما سكّت عملة نحاسية باسم أحد الملوك، وكتب عليها اسم بلاد القديم قبل التغيير. وهذا يدعونا إلى الجزم بعدم مولد مدينة المنامة.
لقد ذكر اسم مدينة المنامة لأول مرة العام 1348م، وذلك من قبل الملك فخرالدين توران شاه ابن قطب الدين توران شاه ابن عزالدين كردان شاه، الملك الثالث في الأسرة الثانية لملوك هرمز المعروفة باسم أسرة توران شاه، وذلك في كتاب «شاهنامة» أو قصة الملوك، الذي ظهر كمؤلف العام 1348م. وقد حكم فخرالدين توران شاه بعد وفاة والده ( 1348 - 1378). احتل هذا الملك جزر البحرين، ليعد ثاني احتلال للبحرين من قبل هذه الأسرة، حيث احتلت من قبل ابني عمه عجم شاه، وهما «شادي وشنبه»، في الفترة ما بين 1346م وحتى 1348م. حكم كل من شادي وشنبه البحرين حكما مشتركا لفترة قصيرة. وفي العام التالي سجن شادي أخاه وكاد ان يقتله لولا تدخل والدتهما، فنفي شنبه من البحرين ليرحل لموطن أجداده، أي ملوك هرمز، قرية فال الواقعة في جنوب شرق ايران. وفي العام 1348، توفى شادي وعين ابنه الطفل «حام» على البحرين حيث قتل من قبل عمه الذي وصل إلى البحرين ليتسلم الحكم. لم ينعم شنبه بالحكم طويلا، حيث قتله أحد ضباط الهرمزي «مير عجب» الذي كان يطمع في حكم البحرين وتوقع أن يلقى عمله قبولا من الملك ويولى الحكم، إلا أن الملك كان يريد الانتقام منه لقتله أحد أفراد أسرته. أما بالنسبة إلى مير عجب، فقد هرب بجيشه، بعد وصول الملك فخرالدين إلى البحرين، حيث نزح من مدينة المنامة وهي أهم مدينة وميناء في الجزيرة التي تقع على الساحل، واحتمى في مدينة أخرى تقع على الجهة الثانية من الساحل وهي بلاد القديم. وذكر اسم هذه المدينة بأنها مدينة «زير»، وهنا أخطأ المترجم البرتغالي للكتاب الايراني، حيث أن كلمة «زير» لم تكن اسم المدينة الثانية «بلاد القديم»، بل وصفا لموقع المدينة، حيث أن كلمة «زير» تعني في اللغة الايرانية «أسفل أو تحت» وهي موقع هذه المدينة وليس اسمها. ومما سبق نصل إلى معرفة أن اسم «بلاد القديم» لم يتغّير إلا بعد العام 1316م، وأن مدينة «المنامة» كانت موجودة قبل العام 1348م.
هنا نصل إلى هذا التساؤل متى كان مولد كلمة «منامة»؟ أولا ومن خلال هذا المرجع، نلاحظ أن ما ذكر من قبل المؤرخين بأن اسم «منامة» محرف من «منعمة»، فهذا ليس صحيحا. أما بداية «منامة» فكان بعد 1316م، وقبل 1348م. والتاريخ مادة حية وتحتاج إلى دراسة وتحقيق، عما جرى في البحرين في تلك الفترة القصيرة التي لا تتجاوز الثلاثين عاما. ففي العام 1320م، وبعد أن أخذ قطب الدين توران شاه، والأخير فخرالدين جزيرة قيس وتركا فيها جيشا كبيرا، جاء الاخير وأخذ جزر البحرين وهو في طريقه إلى هرمز بالإضافة إلى المنطقة الشرقية (الاحساء). وهذه هي الحادثة الوحيدة التي تكتسب أهمية تدعو إلى ميلاد ونشأة مدينة المنامة.
كان الجيش الهرمزي كبيرا، لدرجة مكّنت فخر الدين توران شاه من احتلال البحرين والاحساء معا. وكانت مدينة بلاد القديم أكبر وأهم مدن البحرين وعاصمتها. والطريف في الأمر أن ميناء هذه المدينة يقع في خليج توبلي. ومن المحتمل أن الجيش الهرمزي نزل على الساحل الشمالي للجزيرة، حيث العمق البحري المساعد لسفنهم. فنزل الجيش على الساحل مقابل فريق الفاضل الحالي، و تعد هذه المنطقة تعتبر أقدم مناطق المنامة. وقد عسكر الجيش في هذه المنطقة وضرب الخيام، واعتبرها معسكرا ونقطة انطلاق لاحتلال مدن وقرى البحرين الأخرى، وكانت العاصمة (بلاد القديم) أول المناطق المحتلة، ومنها أطلق البحرينيون اسم «منامة» على معسكر الهرمزي وتم تغيير اسم العاصمة السابقة إلى بلاد القديم.
كانت مدينة المنامة القديمة عند مولدها وحتى العام 1600م، تقع على الساحل الشمالي الشرقي للمنامة الحديثة وحدودها في ذلك الوقت كانت بين مسجد الفاضل شرقا وحتى بناية يتيم سنتر غربا، والجنوبية تقع بين نهاية شارع الشيخ عبدالله (قرب مأتم الصفافير) شرقا ومسجد الخواجة غربا. حيث توجد في هذه المنطقة الصغيرة أقدم المساجد، والفرقان (الأحياء السكنية) والأسواق
العدد 8 - الجمعة 13 سبتمبر 2002م الموافق 06 رجب 1423هـ
ادلة الكاتب ركيكة جدا
ليس هناك ارتباط فعلي للقول بظهور بلاد جديدة لتسمية البلاد بالبلاد القديمة يكفي انها من اقدم المدن الموجودة لتسميتها بالقديمةو ليس يشترط ان تكون ظهرت بلاد و ماطرحه الباحث يكاد بل هو ركيك جدا و لا يستند على ادلة واضحة و علمية جازمة فليس هناك بالضرورة ان يتم احتلال البلاد من قبل هرمز لتظهر المنامة و ماذكره الكاتب لا يتعدى كونه سوى احتمالات دون ادلة واقعية تظل في مجرى التكهنات و الفرضيات العادية