العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ

المجمّعات التجارية مأوى أم إشباع أم تمرير للوقت؟

إذا كنت تبحث عن أحد أصدقائك وتوّد أن تراه هل تعرف أين يمكن أن تلقاه؟!

إذا كنت تريد معرفة آخر المستجدات في الساحة الشبابية أتعرف أين تحصل عليها؟!

إذا كنت تريد أن تهرب من حر البحرين هل يخطر على بالك أين تجلس ؟

إذا طرحت هذه الأسئلة على أي شاب من شباب البحرين فماذا ستكون الإجابة؟

لا تستغرب أخي القارئ إذا كانت هذه الأسئلة تؤدي إلى إجابة واحدة وهي المجمعات التجارية .فهل أصبحت المجمعات التجارية بتلك الأهمية التي تجعلها الجواب الأمثل لتلك الأسئلة؟. إذا كانت الإجابة نعم فقد أصبحت المجمعات شيئا أساسيا في البرنامج اليومي لمعظم شباب البحرين . ولهذا يجب علينا أن نسلّط الضوء على هذه الظاهرة ونرى مالها وما عليها من تأثير على حياة الشباب. ومن خلال عدة لقاءات مع عدد من الشباب سوف نأخذ آراءهم حول هذه الظاهرة «ظاهرة التجوّل في المجمعات التجارية».

يقول الطالب «ناصر النعيمي» بعد أن سألناه عن سبب تردده على المجمعات التجارية:السبب هو افتقار البحرين إلى الأماكن التي يأوي إليها الشباب، و نحن كشباب لا نجد المكان الذي نجتمع فيه بعد أسبوع من الدراسة سوى هذه المجمعات والمشي في جو بارد يبعدنا عن حر البحرين.

ويقول الطالب «نواف خالد عتيق» :اتردد على المجمعات يومي الأربعاء والخميس، وذلك لتضييع الوقت حتى يحين موعد العشاء. وحين سألناه عن سبب تعلقه بهذه المجمعات، قال: أنا شخص اجتماعي وأحب الذهاب إلى الأماكن العامة التي يوجد فيها الكثير من الناس.

أمّا الطالب «عبد الله أحمد ثاني» حين سألناه مع من تذهب إلى المجمعات؟ ولماذا؟ قال: أذهب مع أصدقائي الشباب ودائما يكون سبب ذهابي إلى تلك المجمعات العشاء أو لرؤية فيلم جديد يعرض في السينما، وعلى السؤال نفسه علّق الطالب «حسن القصير» بردّ آخر قائلا: أذهب بمعدل مرتين في الأسبوع وغالبيتها مع الأهل وغالبا لتناول العشاء. ولو وجد بديل أكثر محافظة لكان أفضل من تلك المجمعات.

ويصرّح الطالب «عبد الله عيسى» برأي صريح للغاية أنا ومعظم الشباب الذين يذهبون إلى المجمعات التجارية غرضنا واحد وهو التعرّف على الجنس الآخر حيث أنه أصبح من المتعارف عليه بين الشباب أن هذه الأماكن هي الأمثل لتوزيع الأرقام والمعاكسة .

أمّا الطالب «محمود مأمون ناصر» فله رأي آخر يخالف غالبية الآراء السابقة حيث قال: أنا لا أذهب إلى تلك المجمعات ولا أؤيد الذهاب إليها و السبب في ذلك هو أننا لا نجني منها إلا أحد أمرين أولهما هو إضاعة الوقت والجميع يعلم أن أول ما يسأل المرء عنه يوم القيامة هو «عن شبابه فيما أفناه» فلا أريد أن أكون من الذين يضيعون أوقاتهم في مثل تلك الأماكن، إضافة إلى ما يحدث هناك من أمور لا يقبلها العرف ولا الشرع.

ولأولياء الأمور رأي في هذا الموضوع حيث قال «عبد الفتاح الحسيني - ولي أمر -»:إن ظاهرة المجمعات التجارية انتشرت في عصرنا بشكل كبير وأصبح أكثر مرتاديها يذهبون إليها من أجل التسكع والاختلاط بالنساء وما إلى ذلك، فأما عن نفسي فأنا لا أحب الذهاب لتلك المجمعات ولا آخذ أولادي إليها، فترى في محلاتها بعض الصور الخليعة بغرض الإعلان عن سلعة معينة فيفتن فيها الشباب وهناك فئة من النساء تلبس الملابس القصيرة والفاتنة التي يشد الشباب إليها، و أنا أقترح لكي تكون الفائدة في الذهاب إلى هذه المجمعات بتخصيص أيام للرجال وأيام للنساء وأيام للأسر منعا للاختلاط بالإضافة إلى منع ما يفتن الشباب من صور ومجلات رخيصة وما إلى ذلك.

وبعد هذه الجولة التي استمعنا فيها للآراء المختلفة من الشباب والآباء يجدر بنا الآن وضع النقط على الحروف و أخذ رأي المختصين التربويين عن هذه الظاهرة حيث سألنا «جمعة بوحمد مدرس اللغة العربية بمدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين» فأجاب: لعلنا في حديثنا عن تردد الشباب للمجمعات أو الأماكن العامة التي تعج بأناس كثيرين من رجال ونساء وشباب وفتيات وما يحدث هناك من اختلاط فاحش أتذكر قول المولى عز وجل «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون» «31/ النور» ويقول المولى كذلك «وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها» «31/النور» فالله تعالى أمر المؤمنين والمؤمنات بأن يغضوا من أبصارهم لأن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى حفظ فروجهم من الوقوع في الفاحشة. فتردد الشباب والفتيات إلى هذه المجمعات فذلك هو الخطر بعينه.فإن الأصل الذي وضعت من أجله هو التسوق والبيع والشراء لا من أجل ارتكاب المحرمات الله تعالى وإضاعة الأوقات فيما لا فائدة ترجى منه.

وأخيرا أخي القارئ وبعد أن اطلعت تلك الآراء المختلفة أرجو أنك قد أدركت ما لهذه المجمعات التجارية من أثر على حياة الشباب وأنك قد استوعبت أن هذه المجمعات لم تقم من أجل تضييع الوقت والتجمع والمعاكسات، بل أقيمت من أجل الحفاظ على الوقت والتسوق تحت سقف واحد، وإذا كنت تبحث عن مكان لتفجر طاقاتك فيه، فإن المراكز الشبابية تفتح أبوابها لك، وتذكر أخي الشاب أنك قنبلة نووية فيجب أن تفجّر طاقاتك في سبيل كل ما هو مفيد وخدمة هذا الدين العظيم وهذا الوطن المعطاء

العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً