قالت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية اليوم: إن 800 جندي أميركي وعددا غير معلوم من القوات الخاصة وصلوا إلى جيبوتي، فيما رابطت السفينة الحربية «بليو وود» في المنطقة ويعتقد أنها سوف تستخدم كمحطة أساسية لعمليات عسكرية في الصومال.
وقال مسئولون بالقيادة المركزية الأميركية: إن الاستعدادات العسكرية جاهزة للاستخدام حال الضرورة في القرن الإفريقي.
وكانت تقارير قد تحدثت يوم الأحد الماضي عن أن إدارة بوش زادت من إمكاناتها لتوجيه ضربة قريبا لمواقع في اليمن يعتقد أن أعضاء من تنظيم القاعدة يوجدون فيها.
وذكرت التقارير أن العمليات تتم بقيادة وكالة المخابرات المركزية التي تمتلك جهازها شبه العسكري أيضا. وكان البنتاغون قد بعث بفريق «لمساعدة» السلطات اليمنية.
وأهمية اليمن تكمن في انها تحتضن أيضا أعضاء من تنظيم القاعدة. وقد ازداد الحديث عن اليمن بعد اعتقال ستة يمنيين في خلية تم اكتشافها في «بافالو» بولاية نيويورك. وقال مسئولون اميركان: إن اثنين من تلك الخلية ـ واحد منهما قائد الخلية ـ مازالا خارج قبضة السلطات الأميركية، وانه يعتقد أنهما الآن في اليمن. والاثنان يعتقد أنهما: جابر البنا وكمال درويش، والأخير هو قائد الخلية.
واهتمت الولايات المتحدة بالوضع اليمني منذ مقتل 17 أميركيا في العام 2000 عندما هاجمت خلية تابعة للقاعدة الباخرة الحربية «كول». وعلى الرغم من كل ذلك فقد صرّح مسئولون يمنيون أمس بأنهم «لن يسمحوا للأميركان بالقيام بعمليات عسكرية في اليمن».
وتشير الدلائل كلها إلى أن الولايات المتحدة على أتم الاستعداد الآن للقيام بعمليات عسكرية في اليمن انطلاقا من جيبوتي، وان من بين القوات الأميركية قوات «دلتا» المتخصصة في الهجمات الخاطفة التي تستهدف اختطاف الأشخاص المطلوبين. وقد رفض متحدث باسم البنتاغون التعليق على هذه التقارير، إلا أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد كان قد وجه العسكريين للبحث عن أفضل الطرق لملاحقة أعضاء القاعدة خارج أفغانستان، بما في ذلك منحهم خيار استخدام القوات الخاصة.
أعلنت القيادة المركزية الأميركية انها سوف تمضي قدما في خططها الرامية إلى نقل 600 من العاملين في القيادة ونحو 400 من القوات المعاونة من مقر القيادة في تامبا بفلوريدا إلى قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لإجراء مناورات عسكرية واعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الملازم نيك باليس ان القيادة المركزية ستنشر في نوفمبر ثلث عدد طاقمها القيادي في قطر، وان مقرا عاما مؤلفا من عدة أقسام سينقل أيضا إلى الخليج.
ولم يستبعد مسئولون في البنتاغون امكانية ان يبقى المقر العام والطاقم في الخليج بعد انتهاء المناورة بشكل دائم.
وسيتوجه العسكريون الأميركيون إلى قاعدة «العديد» الجوية القريبة من الدوحة للمشاركة في تدريبات تجرى مرة كل عامين في منطقة الخليج منذ العام 1990 إذ توجد قوات أميركية قوامها نحو ثلاثة آلاف فرد و50 طائرة حربية.
واستُخدمت قاعدة «العديد» التي تبعد حوالي 45 كيلومترا جنوب غربي الدوحة في شن غارات والقيام بمهمات استطلاع في أفغانستان خلال الهجوم الأميركي على أفغانستان، وملاحقة أسامة بن لادن وشبكة «القاعدة».
وتجري حاليا توسعات شاملة في القاعدة التي يوجد بها أكبر من مدرج طيران في الشرق الأوسط لاستيعاب قوات يصل قوامها إلى عشرة آلاف جندي و120 طائرة. ولدى استكمال التوسعات سيتم تجهيزها بأحدث معدات القيادة والتحكم ووحدات الاتصال بالأقمار الاصطناعية فيما يتيح التحكم في عمليات عسكرية مكثفة حتى في حال حدوث هجوم كيماوي أو بيولوجي.
وتحتفظ واشنطن بدبابات ومركبات مدرعة وعتاد حربي آخر يكفي لتجهيز فرقة في 27 مخزنا قرب القاعدة.
وتقول قطر إن هذه المنشآت جزء من اتفاق دفاع مبرم بين قطر والولايات المتحدة وتشرف القيادة المركزية للجيش الاميركي على القوات المنتشرة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وتراقب المنطقة التي تضم 25 بلدا من مصر إلى أفغانستان، مرورا بإيران والعراق وباكستان
العدد 13 - الأربعاء 18 سبتمبر 2002م الموافق 11 رجب 1423هـ