العدد 13 - الأربعاء 18 سبتمبر 2002م الموافق 11 رجب 1423هـ

مراسل الجزيرة خائف على سلامته

أجرى مراسل قناة الجزيرة المحقق البارز يسري فودة، مقابلة مع العضو الناشط في القاعدة والمطلوب دوليا رمزي بن الشيبة في يونيو/ حزيران الماضي، والتي تعتبر سبقا صحافيا بمعنى الكلمة.

ولكن الآن بعد ان تم القبض على بن الشيبة في باكستان وتسليمه إلى الحجز القضائي لدى الولايات المتحدة يكون هناك سبب معقول يدعو فودة للخوف على سلامته الخاصة.

فقد قال في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أنه لا يخطط للعودة إلى باكستان في الوقت الحاضر، ويحاول أخذ أقل الاحتياطات الممكنة لتفادي أي مشكلة مع مؤيدي تنظيم القاعدة، وقال فودة من مقر قناة الجزيرة في قطر «آمل ننفد - بجلدنا - بأقل خسارة ممكنة».

ومن سوء حظ فودة أن اعتقال بن الشيبة تزامن مع بث المقابلة المكونة من جزئين على قناة الجزيرة، وقد كتب فودة قبل ايام مقالا لكثير من الصحف الاوروبية يصف تفاصيل جهد من تقسيم الزمن الى فترات من المكالمات الهاتفية المجهولة والجولات الغامضة بالسيارة والمحادثات الصريحة المدهشة التي اجريت خلال يومين في مجمع سكني في كراتشي.

وعلى رغم أن المقابلة أجريت قبل عدة أشهر، عبّر أنصار القاعدة عن احباطهم من اعتقال بن الشيبة بكتابة وابل من الذم العدائي على الانترنت ملقين باللائمة على الأقل على فودة، وكان مما وصفوه به «الخنزير» و «الخائن».

وفودة يقطن في لندن ويقدم برنامجا وثائقيا يشاهد على نطاق واسع تحت عنوان «سري للغاية»، لم يكن لديه أوهام منذ البداية أن الموافقة على الدخول في مقابلات مع القاعدة ستكون عملية لذيذة. وبسبب اتصالاتها الاستثنائية بعالم الاصوليين الاسلاميين اصبحت «الجزيرة» محطة ذات فائدة كبيرة سواء للمروجين لتنظيم القاعدة أو لخدمات الاستخبارات الدولية التي تعتزم تتبع أثر زعماء التنظيم. يقول فودة «ان ما يقلقني بصورة أساسية هو أنني متهم من كلا الجانبين».

وبجانب بن الشيبة أجرى فودة مقابلة مع خالد شيخ محمد الذي وصف نفسه بأنه القائد العسكري للقاعدة، واعترف الاثنان بصورة واضحة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول، وأشار إلى انهما القيادة الجديدة لتنظيم القاعدة، مع الاشارة في مناسبة واحدة إلى اسامة بن لادن بفعل الماضي.

وحتى الآن ليس من الواضح ما اذا كان قد تم اعتقال خالد شيخ محمد أو قتل في آخر غارة على المجمع السكني حيث كان يقيم الرجلان.

يقول يسري فودة انه اكتشف علامة خلاف في قيادة تنظيم القاعدة بعد فشل تحضير شريط الفيديو للمقابلة الذي وعد به.

في البدء طلب محاوره مليون دولار على الشريط، ثم خفضوا سعرهم إلى 17,000 دولار. وفي النهاية زودوه بنسخة صوتية فقط.

يقول فودة: «لقد بدا لي ذلك كعلامة على أن هناك شيئا غير طبيعي، هناك بعض الخلاف» وأضاف «هؤلاء الناس لا يطلبون نقودا».

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 13 - الأربعاء 18 سبتمبر 2002م الموافق 11 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً