أصيبت ابنة وزير الهجرة الاسترالي، فيليب رودوك، بالرعب الشديد من وجهات نظره بخصوص اللاجئين لدرجة أنها تركت البلد للعمل في منظمة إغاثة خارج استراليا.
وقد اتهمت كيرستي رودوك (30 عاما)، المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان والدها بانعدام الرحمة من قلبه والفشل في معاملة طالبي اللجوء السياسي كبشر.
وقد قالت في برنامج وثائقي تلفزيوني عُرض يوم الاثنين الماضي: «من الصعب عليّ أن أكون ابنته لأن وجهات نظري مختلفة جدا».
ويعتبر رودوك الواجهة الأمامية للسياسات الحكومية المتشددة فيما يتعلق بقضايا اللاجئين، والتي تبنتها الحكومة في أعقاب حادثة السفينة تامبا المثيرة للجدل.
وقد أوضح أيضا أنه متفق فكريا مع هذه السياسات على رغم ما يتمتع به من سمعة بوصفه داعية للحرية في بداية عمله السياسي.
تامبا، وهي سفينة نرويجية كانت تقلّ طالبي لجوء سياسي أفغان، لم يسمح لها بالرسو على الشواطئ الاسترالية، وقد تم تشتيت ركابها في المحيط الهادي. وقد ذكرت رودوك ـ التي عانت من توترات داخل أسرتها ـ في البرنامج أنها فزعت من طريقة معالجة الحكومة لتلك الحادثة. وعندما تحدثت عن والدها قالت: «من الصعب الرضا عن بعض الأمور التي يقوم بها في الوقت الحالي والمتعلقة بأشياء علّمني أن أؤمن بها. من الواضح أنني أحب والدي، ولكنك أحيانا تشعر بالخذلان من عدم قدرتك على تغيير وجهة نظره تجاه بعض القضايا، وانك لا تستطيع الوصول إلى أعماقه».
وقد تخلّت المحامية الشابة عن عملها بوصفها محامية في الحكومة وتركت سيدني السبت الماضي للعمل كمتطوعة في منظمة الإغاثة «سفراء الشباب» (والتي لا يوجد لها مقر محدد). وقد ذكرت في المقابلة التي تم تسجيلها قبل مغادرتها أنها طالما رغبت في العمل في دولة نامية، ولكن الرغبة في الهرب من «التعب اليومي من القراءة عن السياسة المشغول بها والدي بشكل يومي» شجع على ذلك أيضا.
وقال والدها إنها «معارضة جدا» لسياسة الحكومة في احتجاز جميع طالبي اللجوء السياسي، بمن في ذلك النساء والأطفال في مخيمات بمناطق نائية. وقد ذكرت أنها أثارت الموضوع مع والدها في عدة مناسبات، ولكن كان الأمل ضئيلا في أن يحترم والدها التماسها بأن يمنح عفوا لجميع اللاجئين الموجودين حاليا في الحجز.
وقد ذكرت رودوك وهي ترتدي قميصا يحمل شعار «ممنوع احتجاز الأطفال» أثناء المقابلة أنها طلبت من والدها ـ عضو منظمة العفو الدولية ـ أن يمتنع عن ارتداء شارة المنظمة عندما يتحدث عن قضايا الهجرة. وقالت: «إنها إحدى المنظمات التي انتقدت وزارته بشدة لهذا السبب».
وقد أبلغ رودوك البرنامج أنه فخور بكيرستي وأختها الصغرى كيتلن. وقال: «لا أتوقع أن تكون عائلتي ببغاء». وأضاف: «أنا فخور بحقيقة أنها تهتم، ولكني أتوقع أيضا من عائلتي أن تدرك واجباتي تجاه استراليا»
العدد 13 - الأربعاء 18 سبتمبر 2002م الموافق 11 رجب 1423هـ